\r\n لكن الابحاث التي نشرت نتائجها مؤخرا من قبل غريغ فيلو ومجموعة وسائل اعلام جامعة غلاسكو تحت عنوان «أخبار سيئة من إسرائيل» تنفي مباشرة هذا الافتراض أو الانطباع السائد‚ ففي هذه الدراسة القائمة على أسس علمية للاخبار والبرامج الخاصة باحداث الساعة حول النزاع الفلسطيني الإسرائيلي التي تبثها «بي‚بي‚سي» وشبكة التليفزيون المستقلة «آي‚تي‚في» اظهرت التحليلات التي اجرتها مجموعة غلاسكو خلال الفترة من عام 2000/2002 على عينات شملت أكثر من 800 شخص موزعين في جميع انحاء بريطانيا‚ بان هناك خيانة دامغة في كيفية تغطية اخبار النزاع‚ وتدلل دون لبس على ان اخبار التليفزيون البريطاني تبلبل آراء المشاهدين وتبث وجهات النظر الإسرائيلية بشكل مكثف‚ وان هذه التغطية غير المتوازنة تؤدي إلى تشويه الحقيقة بالنسبة للكثيرين من اعضاء الجمهور البريطاني‚ وتولد مفاهيم خاطئة خطيرة حول النزاع الفلسطيني الإسرائيلي‚ \r\n \r\n ففي الاسئلة المطروحة من قبل استبيانات الدراسة وتحديدا: من هو المحتل للأراضي المحتلة وما هي جنسية المستوطنين؟ تبين انه في قطاع الطلبة البريطانيين 9% في عام 2001 و11% في عام 2002 يعرفون بان الإسرائيليين هم القوة المحتلة وبان المستوطنين إسرائيليون وتبين بان هناك اناسا أكثر يعتقدون بان الفلسطينيين هم القوة المحتلة وان المستوطنين فلسطينيون‚ \r\n \r\n كما ان هذا التشويش سائد في اوساط جماعات بعينها‚ فعلى سبيل المثال قالت امرأة في لندن: لست متأكدة من هم المحتلون ففي البداية كنت اعتقد بانهم الإسرائيليون وبعد ذلك صرت اظن بان الفلسطينيين هم الذين دخلوا إلى الاراضي الإسرائيلية‚ \r\n \r\n في ظل هذه البلبلة في عقول الناس لم يعد من السهل فهم تداعيات الاحتلال على الحياة الاقتصادية للفلسطينيين وحقوق الانسان والمعاناة الاجتماعية‚ وقد اصيبت امرأة من غلاسغو بالذهول عندما سمعت ان المستوطنات الاسرائيلية تقوم على 40% من الضفة الغربية وقالت ليست لديّ أية فكرة على الاطلاق بأنها تحتل هذه النسبة المرتفعة من أراضي الضفة الغربية فقد كنت اعتبرها مجرد مستوطنات صغيرة محاصرة وتتعرض للاعتداء من قبل الفلسطينيين وهذا كله بفضل مشاهدة أخبار التليفزيون‚ \r\n \r\n العنصر المركزي في هذه الدراسة يوضح ان التغطية الاخبارية التليفزيونية التي أعطيت لوجهة النظر الاسرائيلية وإجراء مقابلات مع إسرائيليين كانت ضعف التغطية لوجهة النظر الفلسطينية في ال «بي‚بي‚سي» كما ان السياسيين الأميركيين الموالين لإسرائيل احتلوا مساحة في التقارير الاخبارية أكبر من أي سياسيين من بلدان أخرى وبمقدار ضعف المقابلات مع السياسيين البريطانيين‚ويدلل هذا النمط من التقارير الاخبارية على أن الجمهور البريطاني أصبح أكثر وعيا بسياسة الحكومة الأميركية حول إسرائيل من وعيهم بسياسة حكومتهم تجاه اسرائيل‚ \r\n \r\n كما ان النزاع الفلسطيني الاسرائيلي يعرض كما لو انه عنف يقابله عنف مضاد في دائرة عبثية اما الاسباب والتأثيرات فكثيرا ما يتم تشويهها‚ هذا ما اكتشفته الدراسة ونقول ان معظم الاخبار تفترض ضمنيا كما لو ان الاضطرابات والعنف بدأت بقيام الفلسطينيين بشن هجمات وان الاسرائيليين يقومون بالرد عليها والفكرة التي ينقلها التليفزيون البريطاني ان دورة العنف يبدؤها الفلسطينيون‚ \r\n \r\n وعندما كانت اسرائيل تشن هجمات انتقامية ضد الفلسطينيين على اغتيال وزير السياحة الاسرائيلي في اكتوبر 2002 حجبت بي بي‚سي المعلومة بأن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين اغتالت الوزير الإسرائيلي كرد على اغتيال اسرائيل للأمين العام للجبهة أبوعلي مصطفى‚ \r\n \r\n هذه الطريقة من عرض العنف بمبادرة من الفلسطينيين له صلة أيضا بافتقار الجمهور البريطاني للمعلومات عن تاريخ وأصول النزاع وهو ما تحجم التليفزيونات البريطانية عن تقديمها فما بين 28 سبتمبر و16 اكتوبر 2000 اشتملت التغطية الاخبارية لكل من ال «بي‚بي‚سي» و«آي‚تي‚في» على 3500 سطر حول النزاع ولم يكن من بينها سوى 17 سطرا حول الخلفية التاريخية للنزاع‚ \r\n \r\n عندما سئلت فتاة في غلاسغو عن مبدأ العنف قالت: أفكر دائما بأن الفلسطينيين هم المعتدون بسبب القصص الاخبارية التي ينقلها التليفزيون‚ \r\n \r\n فعند نقل أخبار القتلى كانت التقارير تصف القتلى الإسرائيليين بانها ناجمة عن اعمال اجرامية شنيعة وفظيعة ووحشية أما قتلى الفلسطينيين فلم يتم استعمال اي من هذه الاوصاف‚ \r\n \r\n كما ركزت الاخبار على ابراز القتلى والجرحى الإسرائيليين بالمقارنة مع القتلى والجرحى الفلسطينيين رغم ان عدد القتلى الفلسطينييين يفوق عدد القتلى الإسرائيليين بنسبة 2 إلى 3 اضعاف: وقالت فتاة من غلاسغو كنت اظن بان الفلسطينيين جيش أكبر وبأنهم يحاولون اجتياح إسرائيل وبدا لي وكأن الفلسطينيين هم الذين يسيطرون على الإسرائيليين‚ \r\n \r\n أما الصحفيون فيتذرعون بقصر الوقت المتاح لهم لنقل الاخبار وبأن المحطات تسعى لجذب اهتمام المشاهدين خلال ساعة الاخبار الرئيسية وحيث يكون المشاهدون ينتقلون من محطة إلى أخرى كل 20 ثانية‚ \r\n \r\n هيرالد تريبيون \r\n