وزارة التضامن تنفذ قرار غلق دار زهرة مصر وتحيل الواقعة إلى النيابة.. صور    الغرفة الإسلامية للتجارة تطلق احتفالها الأول لدعم العمل التنموي والقطاع الخاص    نائب محافظ الجيزة: نولى اهتمامًا بدعم المنشآت الفندقية المحيطة بالمتحف الكبير    وزير الخارجية يبحث مع نظيره التركي تعزيز التعاون الاقتصادي المشترك    رومانيا تدين دخول طائرة روسية بدون طيار إلى مجالها الجوى    بي إس جي ضد لانس.. باريس يتقدم في الشوط الأول وإصابة كفاراتسخيليا    ليفربول ينجو من فخ بيرنلي بركلة جزاء محمد صلاح    موقف نجم الهلال من اللحاق بمباراة الدحيل القطري    إصابة 4 أشخاص بطلقات نارية في مشاجرة بالقنطرة غرب بالإسماعيلية    السجن 10 سنوات للمتهم بالشروع في إنهاء حياة زوجته بالمنيا    وكيل «تموين الشرقية»: خطة عمل لتعزيز الرقابة على الأسواق والمخابز    أيمن الرقب: النزوح في غزة فاق التوقعات وإسرائيل تتصرف بغطاء أمريكي    سيني جونة لدعم إنتاج الأفلام يكشف عن تفاصيل دورته الثامنة    تفاصيل إصابة تامر حسني بكسر في القدم    ما تسكتلهمش.. 4 أبراج بيحبوا يحرجوا اللي حواليهم    موعد شهر رمضان 2026 وأول أيامه فلكيًا.. فاضل 156 يومًا    الوطنية للصحافة تواصل الاستماع لمقترحات خارطة الطريق الإعلامية    حمد بن جاسم يثير تفاعلًا بتعليقه على هجوم الدوحة والقمة العربية    خبير سياسي: الرهان على واشنطن لتقويض السلوك الإسرائيلي العدواني بات غير واقعي    كيف تجد أرخص تذكرة طيران    بالصور.. ملك زاهر تخطف الأنظار بإطلالة كاجوال في أحدث ظهور    "أشكر زوجتي".. أول تعليق من عضو الزمالك الأسبق بعّد أزمته الصحية الأخيرة    الداخلية تكشف ملابسات ادعاء سيدة باقتحام الشرطة لمنزلها بالمنوفية    ما حكم عمل المقالب في الناس؟.. أمين الفتوى يجيب    جبر الخواطر.. رحلة نيلية لذوي الهمم في دمياط    القبض على متهم بسرقة هاتف من داخل مسجد فى الإسكندرية    محمد أبوتريكة: عصام الحضري أفضل من دوناروما    محمود محيي الدين: «حياة كريمة» أفضل مبادرة في ال15 عامًا الأخيرة    مدير تعليم المنوفية يناقش استعدادات العام الدراسي الجديد    الجامايكي سيفيل يكسر هيمنة لايلز على سباق 100 متر بمونديال ألعاب القوى    جامعة قناة السويس تستقبل وفد منطقة الوعظ بالإسماعيلية لبحث التعاون    مستشفيات سوهاج الجامعية تطلق نظام الحجز الهاتفي للعيادات الخارجية لتخفيف الزحام    زراعة البحيرة: شروط صارمة لاعتماد مواقع تجميع قش الأرز    وزير الدولة للإنتاج الحربي: نعمل على جذب استثمارات وتعزيز قدرات القطاع الصناعي    "فيشر موجود وأسد مش صح".. شوبير يكشف تحركات الأهلي في الساعات الماضية    توزيع حقائب مدرسية وأدوات مكتبية على الأيتام والأسر غير القادرة بمطروح    الصحة: إيفاد كوادر تمريضية إلى اليابان للتدريب على أحدث الأساليب في إدارة التمريض    تجهيز 7 آلاف فصل جديد لخدمة 280 ألف طالب في العام الدراسي الجديد    تطعيمات ضرورية يجب حصول الطلاب عليها قبل بدء العام الدراسي    تقديم الخدمات الطبية لأكثر من 284 ألف مواطن ضمن "100 يوم صحة" بالمنيا    البنك الأهلي يساهم ب 60 مليون جنيه لصالح وحدة "الايكمو" من خلال لجنة زكاة طوارئ قصر العيني    تشيلسي يرسل كشافة لمراقبة جناح يوفنتوس التركي كينان يلديز    رسوم السحب النقدي من ماكينات الATM لجميع البنوك والحد الأقصى لعمليات السحب    حتى المساء.. أمطار غزيرة على هذه المناطق في السعودية    منظومة شرطية إنسانية.. الجوازات تقدم خدماتها للحالات الطارئة بكفاءة    شاعر غنائي يثير القلق حول الحالة الصحية ل«تامر حسني».. ما القصة؟    نور النبوي يستعد لتصوير «كان يا مكان».. ويواصل صعوده نحو نجومية مختلفة    مستقبل وطن بالإسماعيلية يدعم مستشفى القصاصين التخصصي    شركة مياه الشرب والصرف الصحي تعلن عن وظائف جديدة بمحافظات القناة    حشود بالآلاف واشتباكات عنيفة مع الشرطة.. أكبر مسيرة لليمين المتطرف فى لندن    السيسي يؤكد أهمية تعزيز الاستثمارات الأجنبية المباشرة وتوفير فرص العمل في قطاع الطاقة الجديدة    هل يجوز أن أنهى مُصليًا عَن الكلام أثناء الخُطبة؟.. الأزهر للفتوى يجيب    تعطيل العمل بالقسم القنصلي للسفارة المصرية بالدوحة    «الإفتاء» تواصل عقد مجالسها الإفتائية في المحافظات حول «صلاة الجماعة.. فضائل وأحكام»    الصين تحذر الفلبين من «الاستفزاز» في بحر الصين الجنوبي    الدوري الإنجليزي.. موعد مباراة ليفربول ضد بيرنلي والقنوات الناقلة    صحيفة نمساوية: بولندا باتت تدرك حقيقة قدرات الناتو بعد حادثة الطائرات المسيرة    د.حماد عبدالله يكتب: حينما نصف شخص بأنه "شيطان" !!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل يبحث شارون عن مخرج؟
نشر في التغيير يوم 22 - 05 - 2004


\r\n
وبعد ذلك، جرى الاستفتاء في اسرائيل بين اعضاء حزب الليكود الحاكم الذي رفض خطة بوش. وأعقب ذلك ان الرئيس بوش، وعد الملك عبد الله الثاني تحريريا بأن جميع قضايا التسوية في الشرق الاوسط ستعالج عن طريق المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين.
\r\n
وفي الوقت نفسه، عقد اجتماع \"الرباعية\" الذي يضم الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي وهيئة الامم المتحدة الذي أكد على ان تطبيق \"خارطة الطريق\" هو السبيل الوحيد للتسوية.
\r\n
بيد ان الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، فقد أعلن شارون انه سيقدم قريبا وقبل اواخر مايو مشروعا جديدا لخطته بعد تحديثها.
\r\n
فماذا يكمن وراء تتابع هذه الاحداث؟
\r\n
يعتقد البعض ان شارون اتفق فحسب مع زملائه في الحزب على نسف التسوية عموما، والتي كانت ستقود حتما الى اقامة الدولة الفلسطينية. ولكنني لا أؤيد هذا الرأي. وفي أغلب الظن ان شارون يريد تقوية مواقعه بدعم الحزب الحاكم، أملا في ان يدرك \"الليكوديون\" الافضليات الاستراتيجية التي تمنحها خطته الى اسرائيل.
\r\n
لكنهم لم يدركوا ذلك بالرغم من ان خطة شارون كانت بلا ريب نافعة بالنسبة الى المتطرفين من حزب \"الليكود\". فهذه الخطة صيغت في جوهر الأمر على قاعدة \"الارض مقابل السلام\" وأظهرت تراجع تل ابيب عن \"خارطة الطريق\" التي اعدتها \"الرباعية\" وهما أمران اتخذت منهما الدوائر المتطرفة في اسرائيل موقفا سلبيا للغاية. علاوة على ذلك، فإن شارون الذي مارس لعبة الاعراب عن الاستعداد لتفكيك المستوطنات اليهودية في قطاع غزة حصل من الرئيس الاميركي على \"ورقتين رابحتين\" هما تقييد حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة وإبقاء مجموعة كبيرة من المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية. علما ان اسرائيل كسبت هاتين \"الورقتين الرابحتين\" اللتين تحددان لحد كبير مستقبل السلام في الشرق الاوسط، بدون اجراء اية مفاوضات مع الفلسطينيين وبدون الحلول الوسط الممكنة وبدون\" مساومة دبلوماسية\".
\r\n
وفي الواقع، ان خطة شارون حولت عملية التسوية في الشرق الاوسط الى المسار \"الأحادي\"، أي ان اسرائيل اعلنت عن نيتها حل قضايا التسوية من جانب واحد بدون مفاوضات مع الفلسطينيين، ومع تجاهل منظمة التحرير الفلسطينية. بالضبط كما فعلت الولايات المتحدة اثناء العملية العسكرية في العراق.
\r\n
لكن حتى هذا كله لم يقنع المتطرفين الاسرائيليين. وقد اظهر الاقتراع في حزب \"الليكود\" مدى القوة التي تتمتع بها في اسرائيل الشخصيات التي لا تريد البتة التنازل عن اية مساحة من الاراضي التي احتلت في حرب عام 1967 . وهذا شيء \"مبالغ فيه\" جدا حتى بالنسبة الى الولايات المتحدة التي تؤيد اسرائيل عادة.
\r\n
والآن صار شارون يبحث عن مخرج من الوضع عن طريق التخلي عن خطته، وذلك بتقديم صيغة جديدة لها. واعتقد أنه ظهرت الى السطح ملامح هذه الصيغة الجديدة في اقوال شالوم وزير الخارجية الاسرائيلي، فقد اعلن الوزير أخيرا أن من واجب اسرائيل ان تواصل بناء \"الجدار العازل\" وان تسعى الى ادراج الجماعات الفلسطينية في قائمة المنظمات الارهابية والعمل على تبديل القيادة الفلسطينية. ولربما ان شارون يريد بهذه \"التعديلات\" كسب تأييد الذين صوتوا في \"الليكود\" ضد خطته.
\r\n
ويمكن القول ان مجال المناورة لدى شارون قد اصبح أقل. واذا ما تمادى كثيرا في خطته المعادية للعرب فهيهات ان يحظى ذلك برضى الولايات المتحدة التي تشارك كما هو معروف في \"الرباعية\"، وزد على ذلك انها أعلنت عن نيتها تركيز كل الاهتمام على \"خارطة الطريق\". من جهة أخرى، ففي حالة عدم رفد الخطة بعنصر معاداة العرب فإن شارون يجازف بأن يحصل مرة أخرى على معارضة الاغلبية في \"الليكود\"، علما أنه في حالة تكرار مثل هذا التصويت لن يبقى شارون في السلطة.
\r\n
وهناك لقاء كوندوليزا رايس مساعدة الرئيس الاميركي لشؤون الأمن القومي لأول مرة مع رئيس الوزراء الفلسطيني وزيارتها الى موسكو للقاء القيادة الروسية.
\r\n
ولربما يثير هذا الأمر شارون. وحين كتبت هذه السطور استخدمت اسرائيل في غزة كافة اصناف القوة ضد الفلسطينيين. وجرى القصف بالصواريخ والقنابل واطلقت الرشاشات ضد الاهالي المسالمين ويجري تصوير هذا كله بأنه انتقام لمقتل ستة جنود اسرائيليين وربما رأى شارون في هذا التصعيد مخرجا من الوضع غير المفيد بالنسبة له. الى ذلك، أعربت روسيا في هذه الظروف الناشئة عن موقفها بدقة في رسالة الرئيس فلاديمير بوتين الى عبد الله احمد بدوي رئيس وزراء ماليزيا، والتي جاء فيها: \"لا يمكن إحلال السلام الوطيد والعادل في المنطقة وتحقيق الأماني الوطنية للفلسطينيين إلا بتسوية النزاع العربي الاسرائيلي وفقا للقرارات 242 و833 و9731 و5151 الصادرة عن مجلس الامن الدولي، ووفقا لمبادئ مدريد. وتقود الى مثل هذه التسوية \"خارطة الطريق\" التي ايدها طرفا النزاع والمجتمع الدولي بأسره والتي تبقى اليوم بصفتها الجواب الوحيد في الوضع الناشئ\".
\r\n
\r\n
* رئيس وزراء روسيا ووزير خارجيتها السابق
\r\n
\r\n
«الشرق الاوسط»
\r\n
\r\n


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.