ان المروحيات، على نحو خاص تعد ضعيفة امام قذائف ال «ار بي جي» ونيران الاسلحة الصغيرة، كما ان كل الاجراءات الدفاعية الحديثة فشلت في مواجهة هذه التهديدات المتخلفة تقنيا، اذا ما اصيبت المروحية بقذيفة «آر بي جي» فهي ستسقط بشكل حتمي تقريبا غير ان التكتيكات البارعة تقلل الى حد كبير من امكانية اصابتها خصوصا وان من شبه المستحيل على رامي «آر بي جي» ان يلاحق هدفا متحركا بهذه السرعة. \r\n \r\n قوات المارينز الاميركية استطاعت تحقيق قدر من النجاح في غزو العراق على الرغم من طائراتها المروحية من طراز «ايه اتش 1 دبليو سوبر كوبرا» و«يو اتش 1 ان» كانت تعمل مباشرة فوق خطوط الجبهة من قواتها الصديقة وقد كانت «الكوبرا» تبقى على سرعات عالية وارتفاعات منخفضة بشكل يمكنها من تجنب النيران الارضية المعادية وفيما تعتبر هذه التكتيكات مفيدة الا انها ليست الحل المثالي. \r\n \r\n المخططون العسكريون الاميركيون يبحثون بمزيد من التلهف عن تقنية جديدة بمقدورها اكتشاف وتتبع وتدمير مثل هذه التهديدات البدائية كما ان هذه التقنية من شأنها عند تطويرها ان تتخلص من المشكلة الناجمة عن الانتشار الواسع لصواريخ ارض جو المحمولة على الكتف مثل سام 16 وسام 18 التي اخذت المقاومة العراقية تستخدمها على نحو متزايد. \r\n \r\n وقد شجع الجيش الاميركي شركتي «بي ايه اي سيستمز» و«نورثروب غرومان» على التعاون من اجل تطوير انظمة جديدة موجهة مضادة للاشعة تحت الحمراء ومن المحتمل ان تعمل «نورثروب غرومان» على التوصل لتكامل بين نظامها الليزري مع نظام بي ايه ايه سيستمز للدفاع المتطور ضد الاشعة تحت الحمراء وتقوم «بي ايه اي سيستمز» حاليا بتركيب نظام الانذار من الصواريخ الذي تنتجه على عدد من المروحيات العسكرية وهو النظام الذي سيتكامل اما مع نظامها الدفاعي ضد الاشعة تحت الحمراء او مع الدفاع المتطور ضد الأشعة تحت الحمراء من نورثروب غرومان. \r\n \r\n وحتى مع تطوير حلول المساعدة الدفاعية المتطورة، فان الكثيرين يجادلون بان المروحيات هي ببساطة شديدة الضعف امام مهمات بعينها ويعتبرون ان الطائرات بدون طيار هي الخيار الاكثر مناسبة للقيام بمهمات مثل الاستطلاع. \r\n \r\n في كل فروع القوات المسلحة الاميركية الرئيسية، هناك برامج انتاج او تحديث كبيرة للمروحيات في مراحل مختلفة من تطويرها وقد ابرزت العمليات العسكرية الاخيرة للمروحيات الاميركية في المناطق المرتفعة عن سطح البحر الحاجة لمحركات اكثر قوة ولهذا فان احد اهم عناصر التطوير هو جدول طويل الامد لتغيير محركات المروحيات العسكرية. \r\n \r\n ويتوقع ان تكون المحركات الاكثر قوة نتيجة لبرنامج المحركات التوربينية المطورة والذي سيعطي في النهاية محركا قياسا موحدا مع سعي المصنعين لتطوير محرك توربيني اقتصادي عالي التحمل لتشغيل المروحيات الحالية وما يأتي بعدها. \r\n \r\n المروحية «يو إتش 60 بلاك هوك» وهي التي تحمل العبء الاكبر من العمل في الجيش الاميركي هي جزء الأن من برنامج شامل لإبقائها قيد الخدمة على مدى 25 عاما مقبلة، اما المروحية سيكورسكي يو اتش 60 إم فقد حقق برنامجها بحلول فبراير الماضي ساعة من الطيران الاختباري التطويري وتتقدم بثبات نحو مرحلة الانتاج في عام 2005. \r\n \r\n وهذه المروحية الجديدة مصممة لتكون الطائرة المعيارية المعتمدة لكل نسخ بلاك هوك الجديدة في الجيش الاميركي وتتضمن عملية تطويرها اعادة تصميم كل الطائرات الموجودة منها حاليا في الخدمة في الجيش حتى عام 2007 وبالحصول على التحويل اللازم عبر التخلص من برنامج كومانشي فإن الجيش يستطيع الاستثمار بالسرعة القصوى في يو اتش 60 إم اضافة لمروحية بلوك 3 أي إتش 64 دي أباتشي وانجاز التحديثات المطلوبة على مروحيات احتياطي الجيش والحرس القومي. \r\n \r\n وبالتركيز على امكانيات الحماية الذاتية، فإن «يو إتش 60 إم» الجديدة ستتضمن محرك جنرال الكتريك تي 700 جي إي 70 مع نظام مقاومة الأشعة تحت الحمراء، يقول بول مارتن نائب الرئيس للشئون الحكومية وبرامج التطوير المتقدمة في الشركة: «هدفنا هو تحقيق هيمنة كاملة، طائرة يو إتش 60 إم ستكون اكثر مروحية من بلاك هوك قوة وقدرة على المناورة والبقاء يجري بناؤها حتى الان». \r\n \r\n الى جانب برنامج «بلاك هوك» الجديدة في الجيش الاميركي، فإن إبرز برامج إعادة التصنيع حاليا هو برنامج تحديد مروحية «إتش 1» التابعة لقوات مشاة البحرية الاميركية، ويتضمن البرنامج اعادة تصنيع 280 مروحية يوا اتش 1 ان المستخدمة للنقل ومروحيات أي إتش 1 دبليو كوبرا الهجومية الى مستوى المروحية يو اتش 1 واي وأي إتش 1 زد الأكثر تطورا بكثير وبتكلفة 16 مليون دولار للمروحية الواحدة. \r\n \r\n برنامج تحديث المروحية إتش 1 مصمم بحيث يتغلب أساسا على مشكلة التحمل مع إدخال قدرات جديدة عليها كما يعطي الطائرتين مستوى يبلغ 84% من الاشتراك بالانظمة. وسيجري تركيب صواريخ عيار 70 ملم ورشاشات ومحرك جي اي تي 700 ومراوح جديدة على يو إتش 1 واي لتحسين أدائها مع الزيادة للضعف اما مدى الطيران او الحمولة. \r\n \r\n لكن برامج إعادة التصنيع لم تكن مفضلة في بعض الاحوال مثل مروحية «إم إتش 60 إس نايت هوك» في البحرية ومروحية «إم إتش 60 آر سترايك هوك» متعددة المهام وبرنامج توحيد أسطول مروحيات البحرية تحت عنوان «خطة المروحيات الرئيسية» كان مصمما في الاصل لتطوير ما هو موجود من إس إتش 60 بي وإس إتش إف الى مستوى إس إتش 60 آر بحلول عام 2011، لكن بعد دراسات مكثفة على المسائل الهندسية والمالية قررت البحرية ان مروحية جديدة بالكامل هي أفضل بكثير من الناحية المالية والعملياتية. \r\n \r\n واختارت البحرية ان توحد أسطولها باختيار نوعين فقط من المروحيات: «237 إم أتش» «60 إس نايت هوك» لاستبدال اسطول «سي أتش 46» و «أتش أتش 60» اضافة الى 243 «إم أتش 60 آر» معظمها حديثة الصنع لاستبدال إس أتش 60 بي إف. \r\n \r\n مروحيات «إم أتش 60 آر» تجمع بين قدرات «إس أتش 60 بي» المطورة والسونار الجديد حيث استطاع تصميمه الجديد ان يتغلب على مشاكل التآكل الناجمة عن العمليات المطولة في البحر، وتستفيد المروحيتان الجديدتان من «القمرة الزجاجية» المشتركة من لوكهيد مارتن المعتمدة على الانظمة الكمبيوترية التي طورتها الشركة والتي تقدم البيانات للطيارين على شاشة عرض للتحكم بالطائرة وشاشة عرض للتحكم بالمهمة العسكرية. \r\n \r\n وإضافة لذلك انتهت مشاة البحرية من تقديم طلبها لشراء مروحيات نقل ثقيلة جديد لاستبدال اسطولها من سي أتش 53 سوبر ستاليون، وهذه الطائرات اضافة الى التي ستشتري لاحقا ستفي بحاجة مشاة البحرية لمروحيات نقل برمائية وبرية وهجومية لعمليات الانزال والاخلاء من والى السفن اضافة الى الدعم اللوجستي. \r\n \r\n وبرنامج «سي أتش 53 إكس» الجديدة كان قيد الدراسة منذ سنوات عديدة وكان يعتقد انه سيتمثل اما بإعادة تصنيع «سي أتش 53 إي» او بشراء «سي أتش 53» الجديدة او «سي أتش 47 شينوك» غير أن دراسات مشاة البحرية توصلت الى ان نسخة جديدة بالكامل من مروحيات سي ستاليون هي الخيار الافضل وهذه المروحيات التي ستسمى على الاغلب سي أتش 53 إف ستقوم بمهمات الدعم المباشر لعقيدة «القوة البحرية 21» عبر توفيرها امكانيات النقل والمناورة بين السفينة الحربية وموقع الهجوم. \r\n \r\n يقول جون ميلمان مسئول الشئون العامة في برامج مروحيات مشاة البحرية: «إننا نفكر بشراء ما إجماليه 145 مروحية بحلول عام 2020، وقد أجرينا دراسة مستقلة للبدائل المتاحة وتوصلنا الى ان «سي أتش 53 إف» جديدة بالكامل هي التي تقدم القيمة الافضل لمشاة البحرية، إن اسطولنا من 53 إي اخذ يقترب من حدود الإنهاك وعلينا ان نخرج أعداداً لابأس بها من الخدمة بحلول 2012 تقريبا». \r\n \r\n وكانت نسخة بحرية من شينوك قد أخرجت من الحسبان لأن دراسة البدائل انتهت الى أنها لن تتمكن من الوفاء بمتطلبات مشاة البحرية فيما يتعلق بالحمولة ومدى الطيران. \r\n \r\n تصميم «سي اتش 53 اف» الجديدة سيستفيد من الدروس المستقاة من العمليات الحربية الأخيرة وسيتضمن قدرات حماية ذاتية معززة وأنظمة ملاحية متقدمة. \r\n \r\n ويتوقع ان تتضمن التطويرات الجديدة حجرة قيادة مشتركة متوافقة مع الأنظمة الرقمية في طائرات النقل الاخرى اضافة الى مروحة عالية الكفاءة وقليلة الحاجة للصيانة اضافة لتمتعها بحجم ووزن أكبر ومحرك مشترك مع باقي أنواع المروحيات ومزايا اضافية للقدرة على التحكم بالحمولة وامكانيات بقاء أكبر. كما ستكون أكثر قدرة على تحمل الاصابات في درعها الخارجي. \r\n \r\n يذكر أن اللواء الجوي للعمليات الخاصة 160 في الجيش الأميركي مكلف بتوفير الدعم للقوات الخاصة. وهو مزود بأسطول من مروحيات النقل الميداني تنتظر كلها الخضوع لعمليات تحديث مكثفة وقد اعلن الجيش الاميركي خططا عام 2002 لتطوير مروحيات ام اتش 60 ال وأم اتش 60 كيه الى مستوى مشترك مع ام اتش 60 ام. حيث سيطور 69 مروحية منها موجودة حاليا مع اضافة 27 أخرى جديدة الصنع بحيث يصبح العدد الاجمالي 96 ام اتش 60 ام. \r\n \r\n وتقوم مروحيات شينوك الآن بدور النقل الثقيل للقوات الخاصة وتخضع النسخة سي اتش 47 دي منها حاليا لعملية اعادة تصنيع شاملة ضمن مشروع بوينغ سي اتش 47 اف لمروحية الشحن المتطورة. \r\n \r\n ويستهدف المشروع تحديث 281 سي اتش 47 دي من بين الافضل حالة في الجيش الاميركي حاليا بحيث تبقى ضمن اسطول المروحيات الرئيسي حتى اواسط العقد الثالث من هذا القرن. \r\n \r\n وقد وقع الجيش الأميركي في فبراير من العام الماضي عقدا مع بوينغ للبدء في انتاج منخفض المستوى لأول سبع مروحيات شينوك سي اتش 47 اف يتسلم أولاها في سبتمبر المقبل وآخرها عام 2005 وقد اصبح نظام مقاومة الأشعة تحت الحمراء المطور الكلمة السحرية في كل مناقشة تدور حول أنظمة الحماية الذاتية الحديثة ويمثل نظام نيمسيس من نورثروب غرومان نظاما متكاملا يضم مجموعة من العناصر التي اثبتت قدرتها على التكامل مع بعضها لتوفير الحماية لمجموعة واسعة من الطائرات المروحية والنفاثة. \r\n \r\n ويقوم النظام بالعمل بشكل مستقل للدفاع عن الطائرة ضد التهديدات المفاجئة باستخدام نظامها الخاص للانذار من الصواريخ فيقوم النظام حين اكتشاف هجوم وشيك بتوجيه مصباح ليزري قوي على الصاروخ المهاجم للتشويش عليه وتضليله بعيدا عن الطائرة. \r\n \r\n في بريطانيا تسلمت القوات الجوية كامل طلبها من مروحيات مارلين اتش سي 3 من انتاج أغوستا وستلاند وعددها 22 مروحية. وتمثل هذه المروحية جيلاً جديدا من مروحيات الدعم العسكري، حيث بمقدورها العمل ليلا ونهارا كما ان 90% من جسمها الخارجي مصنوع من مواد تركيبية كما تتمتع بمستوى مرتفع من التكرر لكل اجزائها الحساسة. وتخطط الشركة المنتجة لاجراء اختبارات طيران عليها الى جانب طائرات هيركوليس للشحن الفترة القريبة المقبلة. \r\n \r\n وتضع اغوستا وستلاند نصب عينيها السوق الاميركي حيث تنافس بقوة على عقد مشترك مع لوكهيد مارتن لتوريد 194 مروحية بحث وانقاذ قتالية للقوات الجوية الأميركية. \r\n \r\n ويبقى المشروع المستقبلي الأكثر وضوحا للطائرات المروحية العسكرية هو الطائرة في 22 اوزبيري من انتاج بل/ بوينغ الهجين ذات المراوح القابلة للتعديل ومتعددة المهام. حيث تجمع أوزبيري بين ميزان مدى الطيران البعيد والقدرات التقليدية للطائرات المروحية. \r\n \r\n وينتظر ان تحل النسخة البحرية ام في 22 اوزبيري المخصصة لمشاة البحرية محل سي اتش 64 اي سي نايت. وقد تأخر مشروع انتاج هذه المروحية الهجين نتيجة سلسلة من تطوير سي نايت لتمديد مدى طيرانها وقد دخل الخدمة فعليا هذا العام سرب كامل من مروحيات سي اتش 46 اي المطورة ضمن برنامج تطوير كفاءة المحرك. واستطاعت هذه المروحيات ان تحقق مستوى الجاهزية العملياتية المطلوب قبل شهر من الموعد المحدد سلفا وهو 31 ديسمبر. ويتضمن المشروع توريد 446 محركاً جديداً لها بتكلفة 300 مليون دولار الى حين استبدالها بالكامل وحلول ام في 22 في الخدمة محلها. \r\n \r\n كما تخطط القوات الجوية الأميركية لاخراج مروحيات قيادة العمليات الخاصة ام اتش 53 ام والحصول على سي في 22 اوزبيري بدلا منها وقد طلب الجيش الأميركي مسبقا 231 مروحية في 22 حين كشف عن مشروع تطويرها أواخر الثمانينيات. \r\n \r\n ويشير الجيش الأميركي حاليا الى مشروع مروحية المناورة والنقل ايه ام تي باعتبارها الخيار المفضل له لتخلف يو اتش 60 بلاك هوك. ويمكن انتاج ايه ام تي على شكل طائرة بمراوح قابلة للتعديل وبأربع محركات أو بتصميم جديد مبتكر لم يكشف عنه بعد. \r\n \r\n وقد طورت شركة بل نموذجها كواد ذي المراوح القابلة للتعديل على أمل اختياره كطائرة النقل المستقبلية. والنموذج كواد الذي تقول الشركة أن بمقدوره ان يحل محل مروحيات النقل الثقيلة وطائرات الشحن العسكرية معا يعتمد على جناحين من نموذج اوزبيري لكن بهيكل أطول. \r\n \r\n \r\n
