حزب الجبهة الوطنية بالجيزة يستعد بخطة لدعم مرشحيه في جولة الإعادة بانتخابات النواب    رانيا المشاط تبحث مع «أكسيم بنك» تطور تنفيذ المشروعات الجارية في مجالات البنية التحتية المختلفة    الذهب يتجه لتحقيق مكاسب شهرية للمرة الرابعة مع رهان خفض الفائدة الأمريكية    وزير الاتصالات: توفير التدريب لذوي الاضطرابات العصبية ودمجهم في بيئة العمل بقطاع التكنولوجيا    54 ألف طن قمح رصيد صوامع الغلال بميناء دمياط اليوم    الاتصالات: شركة عالمية تدرب ذوى الاضطرابات العصبية على التخصصات التكنولوجية    الخارجية السورية تندد بالقصف الإسرائيلي على بيت جن وتعتبره «جريمة حرب»    الأمم المتحدة تدعو للتحقيق في قتل القوات الإسرائيلية فلسطينيَين رغم استسلامهما    محافظ شمال سيناء من معبر رفح: جاهزون للانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق غزة    محاضرة فنية من عبد الرؤوف للاعبي الزمالك استعدادًا لكايزر تشيفز    تراجع ريال مدريد عن تكرار سيناريو صفقة أرنولد مع كوناتي    ضبط 1298 مخالفة مرورية لعدم ارتداء الخوذة    حريق ديكور تصوير مسلسل باستوديو مصر في المريوطية    طقس غد.. مفاجأة بدرجات الحرارة ومناطق تصل صفر وشبورة خطيرة والصغرى بالقاهرة 16    مصرع وإصابة 3 أشخاص إثر سقوط سيارة داخل حفرة بحدائق الأهرام    تعاطى وترويج على السوشيال.. القبض على حائزي المخدرات في الإسماعيلية    تامر حسنى: بعدّى بأيام صعبة وبفضل الله بتحسن ولا صحة لوجود خطأ طبى    تجهيزات خاصة وأجواء فاخرة لحفل زفاف الفنانة أروى جودة    مهرجان شرم الشيخ المسرحى يحتفى بالفائزين بمسابقة عصام السيد للعمل الأول    وزير الخارجية يلتقى رئيسة مؤسسة «آنا ليند» للحوار بين الثقافات    كورونا أم أنفلونزا.. مسئول المصل واللقاح يكشف ترتيب انتشار العدوى التنفسية |فيديو    تحويل طبيب للشئون القانونية لتغيبه عن العمل بوحدة صحية فى قنا    بعد وفاة فتاة في المغرب.. باحث يكشف خطورة «غاز الضحك»    تفريغ كاميرات المراقبة بواقعة دهس سيدة لطفلة بسبب خلاف مع نجلها بالشروق    محافظة الجيزة تعلن غلق كلى ل شارع الهرم لمدة 3 أشهر لهذا السبب    شادية.. أيقونة السينما المصرية الخالدة التي أسرت القلوب صوتاً وتمثيلاً    تحقيق عاجل بعد انتشار فيديو استغاثة معلمة داخل فصل بمدرسة عبد السلام المحجوب    ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضانات والانهيارات الأرضية بإندونيسيا إلى 84 شخصًا    أحمد الشناوي: مواجهة بيرامديز ل باور ديناموز لن تكون سهلة    الصحة: فحص نحو 15 مليون مواطن ضمن مبادرة الكشف المبكر عن الأورام السرطانية    «السبكي» يلتقي وزير صحة جنوب أفريقيا لبحث تعزيز السياحة العلاجية والاستثمار الصحي    أسعار البيض اليوم الجمعة 28 نوفمبر    استعدادات مكثفة في مساجد المنيا لاستقبال المصلين لصلاة الجمعة اليوم 28نوفمبر 2025 فى المنيا    خشوع وسكينة.. أجواء روحانية تملأ المساجد في صباح الجمعة    انقطاع الكهرباء 5 ساعات غدًا السبت في 3 محافظات    رئيس كوريا الجنوبية يعزي في ضحايا حريق المجمع السكني في هونج كونج    مواقيت الصلاه اليوم الجمعه 28نوفمبر 2025 فى محافظة المنيا    "من الفرح إلى الفاجعة".. شاب يُنهي حياة زوجته بسلاح أبيض قبل الزفاف في سوهاج    جنوب الوادي.. "جامعة الأهلية" تشارك بالمؤتمر الرابع لإدارة الصيدلة بقنا    صديقة الإعلامية هبة الزياد: الراحلة كانت مثقفة وحافظة لكتاب الله    مواعيد مباريات اليوم الجمعة 28- 11- 2025 والقنوات الناقلة    الجيش الإسرائيلي يقتل فلسطينيا ويصيب طفلة جنوبي غزة    صلاة الجنازة على 4 من أبناء الفيوم ضحايا حادث مروري بالسعودية قبل نقلهم إلى مصر    45 دقيقة تأخير على خط «طنطا - دمياط».. الجمعة 28 نوفمبر 2025    الشرع يدعو السوريين للنزول إلى الشوارع في ذكرى انطلاق معركة ردع العدوان    محمد الدماطي يحتفي بذكرى التتويج التاريخي للأهلي بالنجمة التاسعة ويؤكد: لن تتكرر فرحة "القاضية ممكن"    ستاد المحور: عبد الحفيظ يبلغ ديانج بموعد اجتماع التجديد بعد مباراة الجيش الملكي    رمضان صبحي بين اتهامات المنشطات والتزوير.. وبيراميدز يعلن دعمه للاعب    عبير نعمة تختم حفل مهرجان «صدى الأهرامات» ب«اسلمي يا مصر»    شروط حددها القانون لجمع البيانات ومعالجتها.. تفاصيل    إعلام فلسطيني: الاحتلال يشن غارات جوية على مدينة رفح جنوب قطاع غزة    القانون يحدد ضوابط لمحو الجزاءات التأديبية للموظف.. تعرف عليها    حذر من عودة مرتقبة .. إعلام السيسي يحمل "الإخوان" نتائج فشله بحملة ممنهجة!    دار الإفتاء توضح حكم إخراج الزكاة للأقارب.. اعرف قالت إيه    سيناريست "كارثة طبيعية" يثير الوعي بمشكلة المسلسل في تعليق    بيونجيانج تنتقد المناورات العسكرية الأمريكية-الكورية الجنوبية وتصفها بالتهديد للاستقرار    أبوريدة: بيراميدز ليس له ذنب في غياب لاعبيه عن كأس العرب    الشيخ خالد الجندي يحذر من فعل يقع فيه كثير من الناس أثناء الصلاة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التميمي ل "الشرق .تي في": الانقلابيون متواطئون مع عدوان غزة ومبادرتهم صهيوأمريكية
أتمني انتفاضة شعبية تطهر العرب من رجس الأنظمة المتواطئة مع الصهاينة
نشر في التغيير يوم 16 - 07 - 2014

عزام التميمي: الانقلابيون متواطئون ومتآمرون مع عدوان غزة ومبادرتهم صهيو – أمريكية
أتمني انتفاضة شعبية كبرى لتطهر العرب من رجس الأنظمة المتواطئة مع الصهاينة
أكد الدكتور عزام التميمي، المقرب من قيادات في التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين، والمفكر الإسلامي ببريطانيا، أن الصهاينة فوجئوا، بل بوغتوا، من حيث لم يحتسبوا، بصمود المقاومة والشعب في قطاع غزة، خاصة أن كتائب الشهيد عز الدين القسام - رغم الحصار - تخرج على العالم بإبداعات غير مسبوقة في المجال التقني العسكري. ولن تفت هذه الحرب في عضد المقاومين ولن تنال من صمودهم، وسيخيب أمل الصهاينة كما خاب من قبل.
وشن- في حوار ل"الشرق تي في"- هجومًا حادًا علي موقف السلطة الانقلابية في القاهرة من العدوان الصهيوني الغاشم علي غزة، قائلا:"سارعت إلي توجيه رسائل إلى الكيان الصهيوني تحث فيها قادتها على اجتياح قطاع غزة، واعدة بأن مصر هذه المرة لن تحرك ساكناً، ومؤكدة لهم على أن الظرف الذي تشكل بعد الانقلاب هو الأفضل على الإطلاق لعمل عسكري يستهدف القضاء على حركة حماس وإعادة سلطة رام الله إلى الحكم فيه".
وأضاف "التميمي" أن النظام العسكري المصري يحرص على تضييق الحصار على قطاع غزة من خلال الإبقاء على معبر رفح مغلقا وتدمير الأنفاق المؤدية لغزة التي تعد المتنفس الوحيد لأهل غزة بعد أن فرضت إسرائيل عليهم قيودا بحصارهم برا وبحرا وجوا، مؤكدًا أن دور مصر منذ اليوم الأول متواطئ متآمر، يخدم الصهاينة ولا يبالي لا بالشعب المصري ولا بالشعب الفلسطيني ولا حتى بأن شعب آخر.
ووصف المبادرة التي قدمها النظام الانقلابي في القاهرة بأنها مبادرة صهيو – أمريكية، والهدف منها إخضاع حماس والمقاومة للعدو الصهيوني، وتسليم الرقاب لسكين الجلاد. مضيفًا:"إنها مبادرة تراعي مصالح إسرائيل ولا ترقب في مؤمني غزة إلا ولا ذمة، وذلك أنها كانت تستهدف نزع سلاح المقاومة من غزة ثمناً لتطبيع الحياة فيها. وكم هو مؤسف أن يحصل هذا لمصر التي تحكمها عصابة ولاؤها الأول والأخير هو لأعداء الأمة".
وكيف تنظر لموقف المجتمع الدولي عامة وجامعة الدول العربية خاصة من العدوان علي غزة؟
وأشار "التميمي" إلي أن التفاعل الشعبي حول العالم يشير إلى تعاطف متعاظم مع الفلسطينيين ونقمة متزايدة على الصهاينة. أما المواقف الرسمية فسواء في الغرب أو في الشرق فهو مواقف هزيلة، لا ترقى إلى الحد الأدنى المطلوب. خاصة أن الغرب هو الذي صنع الكيان الصهيوني ويعتبره ابنه المدلل، مهما ارتكب من جرائم يغض الطرف عنها ويغفر له ما اقترف، مؤكدًا أن جامعة الدول العربية لا قيمة لها إطلاقاً، إذ أن أكبر دولتين مؤثرتين فيها مصر والسعودية تتآمران على المقاومة وعلى الشعوب العربية.
وأستطرد:" كلي رجاء أن يتكلل صمود أهل غزة بحراك عربي متجدد، في انتفاضة شعبية كبرى من المحيط إلى الخليج، لتطهر العرب من رجس الأنظمة المتواطئة مع الصهاينة، وأعتقد أن هذه الحرب، كما هو الحال في المرات السابقة، لن تؤدي في النهاية إلا إلى تعزيز شعبية حماس والتماسك المعنوي لدى جميع الفلسطينيين".
وإلي نص الحوار كاملا:
بداية.. كيف تنظر للعدوان الإسرائيلي علي قطاع غزة وتداعياته في ظل صمود المقاومة الفلسطينية؟
هذه هي المرة الثالثة التي يشن فيها الصهاينة عدواناً شاملاً على قطاع غزة منذ أن انسحبوا منه عام 2005. والعدوان الأخير يؤكد أن هؤلاء الصهاينة لا يتعلمون من تجاربهم ولا يعتبرون مما آلت إليه مغامراتهم. في كل مرة يوهمون أنفسهم، بل يمنونها، بأنهم قادرون على الفتك بحماس والقضاء على المقاومة في القطاع.
ربما كان مصدر الوهم والتمني في هذه الحرب هو ما آلت إليه أوضاع العالم العربي، وخاصة إثر الانقلاب العسكري في مصر، وتداعيات ذلك على قطاع غزة الذي اشتد عليه الحصار بعد الانقلاب وتضاعفت معاناة أهله.
إلا أن الصهاينة فوجئوا، بل بوغتوا، من حيث لم يحتسبوا، وها هي المقاومة تصمد ويصمد معها شعب غزة، وها هي كتائب الشهيد عز الدين القسام - رغم الحصار - تخرج على العالم بإبداعات غير مسبوقة في المجال التقني العسكري.
ولن تفت هذه الحرب في عضد المقاومين ولن تنال من صمودهم، وسيخيب أمل الصهاينة كما خاب من قبل، بإذن الله تعالى.
وهل كان لهذا العدوان الصهيوني الغاشم علاقة بالمصالحة الفلسطينية بشكل ما أو باخر؟
بعد أن وصلت المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين إلى طريق مسدود، وسعي الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى التقارب مع حماس، والاستقبال الأمريكي والأوروبي الذي كان إيجابيًا بصورة إيجابية غير مباشرة لهذا التقارب، غضبت إسرائيل من هذه التطورات، ولذلك كان الهجوم على غزة أحدث خدعة من نتنياهو بهدف عرقلة المصالحة وحكومة الوحدة الفلسطينية الجديدة، ووقف دفع مرتبات آلاف العاملين في غزة.
وكيف تقيم الدور المصري في هذه الأزمة؟
سارعت سلطة الانقلاب في مصر بعد أن أطاحت بأول رئيس منتخب ديمقراطياً في تاريخ مصر، إلى توجيه رسائل إلى الكيان الصهيوني تحث فيها قادتها على اجتياح قطاع غزة، واعدة بأن مصر هذه المرة لن تحرك ساكناً، ومؤكدة لهم على أن الظرف الذي تشكل بعد الانقلاب هو الأفضل على الإطلاق لعمل عسكري يستهدف القضاء على حركة حماس وإعادة سلطة رام الله إلى الحكم فيه.
وفي الشتاء الماضي، كان إسرائيليون يتحدثون سرًا عن هذه الرسائل، خاصة أن النظام العسكري المصري يحرص على تضييق الحصار على قطاع غزة من خلال الإبقاء على معبر رفح مغلقا وتدمير الأنفاق المؤدية لغزة التي تعد المتنفس الوحيد لأهل غزة بعد أن فرضت إسرائيل عليهم قيودا بحصارهم برا وبحرا وجوا.
فمنذ اليوم الأول، كان دور مصر في ظل الانقلاب العسكري متواطئ متآمر، يخدم الصهاينة ولا يبالي لا بالشعب المصري ولا بالشعب الفلسطيني ولا حتى بأن شعب آخر.
وكيف تنظر للمبادرة التي قدمها النظام في القاهرة والتي لاقت رفضًا واسعًا ووصفها البعض بأنها مبادرة الخيانة المصرية؟
المتأمل في المبادرة التي قدمها النظام الانقلابي بعد تردد لن يفوته إدراك أنها مبادرة صهيو - أمريكية الهدف منها إخضاع حماس والمقاومة للعدو الصهيوني، وتسليم الرقاب لسكين الجلاد. إنها مبادرة تراعي مصالح إسرائيل ولا ترقب في مؤمني غزة إلا ولا ذمة، وذلك أنها - كما صرح بذلك الصهاينة - كانت تستهدف نزع سلاح المقاومة من غزة ثمناً لتطبيع الحياة فيها.
إلا أن المقاومة بكافة فصائلها وعلى رأسهم حركة حماس تنبهت لذلك، وسارعت إلى رفض المبادرة التي لم يستشر فيها أهل المقاومة إطلاقاً بل سمعوا عنها في وسائل الإعلام.
وكم هو مؤسف أن يحصل هذا لمصر، كم محزن أن تحكمها عصابة ولاؤها الأول والأخير هو لأعداء الأمة بينما يقبع في سجون هذه السلطة الانقلابية خيرة أبناء هذا البلد العظيم.
وكيف تنظر لموقف المجتمع الدولي عامة وجامعة الدول العربية خاصة من العدوان علي غزة؟
التفاعل الشعبي حول العالم يشير إلى تعاطف متعاظم مع الفلسطينيين ونقمة متزايدة على الصهاينة. أما المواقف الرسمية فسواء في الغرب أو في الشرق فهو مواقف هزيلة، لا ترقى إلى الحد الأدنى المطلوب.
ولا نعول على الغرب بالذات في هذا الشأن فهو الذي صنع الكيان الصهيوني ويعتبره ابنه المدلل، مهما ارتكب من جرائم يغض الطرف عنها ويغفر له ما اقترف.
أما جامعة الدول العربية، فلا قيمة لها إطلاقاً، إذ أن أكبر دولتين مؤثرتين فيها مصر والسعودية تتآمران على المقاومة وعلى الشعوب العربية، وباقي الدول إما غير مؤثرة أو مجرد تابعة حرصاً على بعض الفتات الذي تلقي به إليها كل من السعودية والإمارات.
وفي أعتقادك.. إلي ماذا ستنتهي هذه الأزمة الحالية؟
علم الغيب خص الله به نفسه. ولكني كلي رجاء أن يتكلل صمود أهل غزة بحراك عربي متجدد، في انتفاضة شعبية كبرى من المحيط إلى الخليج، لتطهر العرب من رجس الأنظمة المتواطئة مع الصهاينة.
وكلما يستمر هذا العدوان، كلما يتجلى سوء التقدير "الكارثي" لدى إسرائيل مجددًا، فهذه الهجمات لن تزيد حماس والمقاومة إلا إصرارًا على إلحاق هزيمة بالإسرائيليين.
وأعتقد أن هذه الحرب، كما هو الحال في المرات السابقة، لن تؤدي في النهاية إلا إلى تعزيز شعبية حماس والتماسك المعنوي لدى جميع الفلسطينيين، سواء في غزة أو في الضفة الغربية أو في أي مكان في العالم، وهذه ستكون الخطوة الأكثر حسمًا نحو الثورة الثالثة.. انتفاضة الأقصى.
كيف تنظر إلي ما آلت إليه أوضاع ثورات الربيع العربي في ظل التحديات التي تواجهها؟
رغم انشغال كل بلد من بلاد الربيع العربي بهمومه، وبمواجهة الثورات المضادة، إلا أن العدوان الصهيوني على غزة ستكون له آثار إيجابية، منها في ظني - والله أعلم - تجديد الروح التي انتفضت في مطلع عام 2011 والتي كان صمود غزة في الحرب السابقة 2008-2009 أحد محفزاتها.
ما رأيكم في أحكام الإعدام التي صدرت مؤخرا من قضاء العسكر والتي طالت المرشد العام للإخوان؟
لا يوجد قضاء مستقل ونزيه في مصر اليوم. وكل ما يصدر من أحكام إنما هي أوامر من السلطات الانقلابية ينفذها قضاة لا يستحقون هذا اللقب. تظن السلطة الانقلابية أنها من خلال هذه الأحكام، سواء نفذت أم لم تنفذ، سوف ترهب الناس وتقضي على الحراك الشعبي الرافض لهم.
وهذا وهم ينم عن جهل الانقلاب بأحداث التاريخ القريب والبعيد، وما تمر به مصر الآن مرت به مصر من قبل ومرت به دول أخرى كثيرة ابتليت بحكم عسكري غاشم. ثم جاء الوقت الذي انتهى فيه حكم الظالمين، وأنصف المظلومون، فأين هم انقلابيو تشيلي وأين هم انقلابيو تركيا؟.
وقريباً جداً سوف يتذكر الناس أنه كان في مصر شخص اسمه عبد الفتاح السيسي خان رئيسه وانقلب عليه وقبل رشاوى الإمارات والسعودية ليدخل مصر في نفق مظلم من المظالم، ولكنه في نهاية المطاف دفع ثمن جرائمه هو ومن ناصره وتحالف معه.
وما هو تأثير هذه الأحكام المسيسة والأوضاع المتأزمة علي جماعة الإخوان المسلمين؟
هذه ليست المرة الأولى التي يضطهد فيها "الإخوان" ويظلمون، فهذا بالنسبة لهم ثمن لا مفر من دفعه من أجل أن تنهض الأمة وتستعيد مجدها ودورها الريادي. الإخوان لم يكونوا في يوم من الأيام طامعين في سلطة أو ثروة، إنما هم دعاة إصلاح وتغيير، وشعارهم باستمرار كان "والموت في سبيل الله أسمى أمانينا".
فهم على درب النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً. من يلقى منهم حتفه معلقاً على مشانق الطغاة فهو مع سيد الشهداء حمزة بإذن الله لأنه أبى أن يخضع للطغاة، ووقف في وجه السلطان الجائر وقال له يا ظالم. دمهم سيروي شجرة الحرية التي قريباً ما ستثمر بإذن الله مستقبلاً مزهراً لأمتنا جميعاً.
هل هناك تطورات جديدة في اللجنة التي تحقق في نشاط الإخوان في بريطانيا بعد وصول السيسي للرئاسة؟
لجنة كاميرون الآن عاكفة على وضع اللمسات الأخيرة على تقريرها بعد أن انتهت من إجراء كافة المقابلات واللقاءات والتحقيقات.
وقد التقى رئيس اللجنة السير جينكينز بنفسه مع عدد من كبار الشخصيات القيادية في الإخوان وفي الحركات الإسلامية الأخرى، ومن التقاه عبر عن ارتياحه واطمئنانه إلى أن الغرض من هذه اللجنة ليس التحقيق في جرائم مزعومة، وإنما تقديم تصور لرئيس الوزراء حول جماعة الإخوان المسلمين بعد أن تعرضت الحكومة البريطانية لضغوط مكثفة خلال الشهور التي تلت الانقلاب العسكري في مصر ولمحاولات ابتزاز من الإمارات والسعودية.
من المفروض أن يعلن رئيس الوزراء عن نتائج عمل اللجنة قبل أن ينفض البرلمان لإجازته الصيفية خلال الأيام المقبلة.
في حالة صدور قرار بحظر نشاط الإخوان في بريطانيا هل هناك إجراءات معينة ستتخذونها حيال هذا القرار؟
كلف الإخوان فريقاً قانونياً دولياً لمتابعة الموضوع، وإذا ما أتخذت الحكومة البريطانية أي إجراءات ضد الإخوان، وهذا مستبعد جداً، فإن معركة قضائية سوف تبدأ في أروقة المحاكم البريطانية والأوروبية. ونحن هنا نثق بنزاهة القضاء البريطاني، فهو ليس مسيساً كما في بعض الدول الأخرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية.
ما هي توقعاتكم للقرار المرتقب لهذه اللجنة؟ التي صدرت مؤخرا والتي طالت المرشد العام للإخوان؟
أتوقع أن تخرج اللجنة علينا بصياغة لا تدين الإخوان المسلمين بالإرهاب كما تريد الإمارات والسعودية وانقلابيو مصر. ولكن، وهذا عهدنا بالإنجليز، قد ترد في التقرير النهائي عبارات تحاول ربط فكر بعض منظري الجماعة ببعض التجليات التي يعتبرها البعض تطرفاً وإرهاباً.
ولا أستبعد أن تكون هناك إشارات إلى كتابات سيد قطب رحمه الله التي تعتبرها بعض الجماعات المتطرفة، ظلماً وعدواناً، تنظيراً لها لتكفر الآخر المخالف. وأنا شخصياً أعتبر سيد قطب بريئاً من كل ما ينسب إليه في هذا المجال، والرجل قضى نحبه وقتل مظلوماً لثباته على الحق ورفضه الخضوع للطاغوت.
بصدور التقرير، نأمل أن يغلق هذا الملف، وإن كنت لا أستبعد أن تستأنف الإمارات بالذات تحركاتها ومحاولاتها للضغط على الحكومة البريطانية.
هل هناك جديد في تعاملكم مع الحكومة البريطانية؟
رغم التحقيق أو المراجعة - كما يفضل البريطانيون وصفها - إلا أنه لم يطرأ أي تغير على موقف الحكومة البريطانية حتى الآن لا من الإخوان ولا من المسلمين. وما كان موجوداً من تواصل بين المسلمين وبين المسؤولين ظل كما هو، وزاد التواصل منذ ذلك الحين بين الحكومة والإخوان. ورب ضارة نافعة كما يقولون، وفي رحكم كل محنة منحة، بل ربما منح كثيرة.
تلاحظ كثرة الفعاليات الخاصة بالإخوان في بريطانيا عقب تشكيل هذه اللجنة فهل هذا مقصود؟ وما هي أهداف هذه الفعاليات؟
الفعاليات التي جرت في الفترة الأخيرة تجاوباً مع التحقيق الذي فتحه كاميرون كانت ضرورية، فكان علينا على الأقل أن نبذل ما في وسعنا للضغط على الحكومة من خلال إشراك الرأي العام معنا. وفعلاً، تحولت قضية الإخوان بسبب هذه الفعاليات، على الأقل في مستوى النخب المؤثرة - إلى قضية رأي عام.
وكانت آخر هذه الفعاليات ندوة داخل البرلمان تحدث فيها الأستاذ إبراهيم منير وعدد آخر من النشطاء الإخوان ومن الأكاديميين والبرلمانيين والإعلاميين والحقوقيين.
بعض وسائل الإعلام المصرية زعمت أن هناك تراجعًا لدي موقف التنظيم الدولي للإخوان وأنه يسعي للمصالحة مع الانقلابيين.. هل من توضيح لهذا الأمر؟
هذا كلام لا صحة له على الإطلاق، وهذه المزاعم من المؤسف أن تلجأ لها بعض وسائل الإعلام بهذا الشكل الفج من التلفيق والكذب. فمطالب الإخوان كما هي لم تتغير، والجماعة لن تتراجع عن المطالبة بإسقاط الانقلاب، وعودة الشرعية المستمدة من الإرادة الشعبية والتي تتمثل في الرئيس المنتخب محمد مرسي، ومجلس الشورى، ودستور 2012. كما أنه لا تراجع عن محاكمة القتلة الذين أراقوا دماء المصريين، وعلى رأسهم قادة الانقلاب ومن برره لهم ودعمه بالمال أو بالكلام.
ومزاعم سعى الإخوان إلى تسوية مع السيسي غير صحيحة بالمرة، وهؤلاء لا ينتظرهم صلح ولا تصلح معهم تسوية، وإنما مآلهم عاجلا أم آجلا محاكمة عادلة تقتص منهم وتنصف الآلاف الذين أريقت دماؤهم. وربما تهدف هذه المزاعم الكاذبة لخلق نوع من البلبلة في صفوف التحالف الوطني لدعم الشرعية.
أخيرا.. هل تتوقع هدوء الأوضاع في مصر أم استمرار حالة العنف والتنكيل بالمتظاهرين السلميين ورافضي الانقلاب؟
طالما الحراك الثوري مستمر سيستمر التنكيل بالمتظاهرين السلميين ولكل الرافضين لهذا الانقلاب الدموي. بالمقابل ينكشف زيف وبطلان النظام الحالي يوماً بعد يوم، ويراه المزيد من الناس على حقيقته، عدواً للشعب المصري بل وللأمة العربية بأسرها. فالسيسي الذي بطش بشعب مصر هو الذي يخنق قطاع غزة ويساند الصهاينة بشكل مباشر وغير مباشر علي حساب أهل الغزة، وسعى لافتعال حرب مع ليبيا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.