كشفت صحفية وإعلامية مصرية كانت علي اتصال بقيادات عسكرية قبل انقلاب 3 يوليه عن أن "مسئول عسكري بارز" عبر لها عن "عدم سعادتهم بوجود الإخوان في السلطة" ، وقال لها : "بعيدا عن مشاعر الحب والكره، كل ما مرسي يحاول يشتغل بيتشنكل " !. وقالت الصحفية والإعلامية (نادية أبو المجد) - التي درست في الجامعة الأمريكية وحصلت على الماجستير في العلوم السياسية، وتعمل في الصحافة والإعلام مع مجلة روز اليوسف ووكالة الأنباء الأمريكية، والجزيرة الإنكليزية وصحيفة ناشيونال الإماراتية، وقناة مصر العربية – أن "مصدر عسكري" اتصلت به في يونيو 2013 في محاولة لفهم البيانات التي كان يصدرها المتحدث العسكري وقتها وهل هي لصالح الرئيس المنتخب مرسي والشرعية أم ضد مظاهرات جبهة الانقاذ ومظاهرات 30 يونيه . وأكدت أن المصدر العسكري قال لها بالنص :" إحنا مبسوطين إن كل واحد بيفهم البيانات زي ما هو عايز " ، أي يفهمها الإخوان أن الجيش معهم وتفهمها جبهة الإنقاذ أن الجيش معها ، وأن المصدر العسكري أفصح لها أن هدفهم (من الاخر) هو الحشد ضد مرسي وقال لها : "الإعداد اللي حتنزل 5000 غير 50 ألف غير 500 ألف غير نص مليون، وإحنا عايزين الناس تنزل ... وصلت؟ " . وشدد علي أن المصدر العسكري دعا لتشجيع المصريين علي النزول يوم 30 يونيه ضد مرسي والإخوان و"تحدث عن مدي كراهية ضباط الجيش للإخوان، وعدم تخيل أو تقبل وجودهم في السلطة " ، كما أن ضابط أمن دولة قال لها "أن المكان الوحيد الذي يجب أن يكون فيه الإخوان هو وراء القضبان وليس في السلطة وأن رفضهم لوجود الإخوان في السلطة ليس بسبب أدائهم بقدر ما هو انتصار لخصمهم السياسي التاريخي والأقوى وتقريبا الوحيد " . وقال لها المصدر العسكري – قبل أن تعارض الانقلاب ثم تهرب من مصر بعدما هددوها بالتصفية - أن كل من هتف "يسقط يسقط حكم العسكر"، سيدفع الثمن، وأن هؤلاء سيأتون زاحفين متوسلين وسيقبلون البيادة للعسكر اللي شتموهم ، للتدخل أو الرجوع للسلطة . يذكر أن رجل الاعمال القبطي نجيب ساويرس اعترف في لقاء تليفوني أنه حشد الاعلام ضد الرئيس مرسي والإخوان ، وقال أن الإخوان عرضوا عليه منصب وزير ومنصب محافظ لكنه رفض، ومن قبل اعترف حمدين إنهم عرضوا عليه منصب نائب الرئيس ورفض، ومن قبله اعترف العديدون بأن الإخوان عرضوا عليهم مناصب وزارية أو إدارية ورفضوا، لان جميعهم كانوا يضمرون سوءا ويخططون لإفشال الإخوان ، وجميعهم استدعوا العسكر لحكم مصر للتخلص من الإخوان والآن يدفعون الثمن . نص المقال : شاهدة على جانب من كواليس التحضير للانقلاب لم انتخب د محمد مرسي في الجولة الأولي من الانتخابات، بل انتخبت د.عبد المنعم ابو الفتوح للأسف، وصدمت لما أعلنت أن الإعادة ستكون بين د. مرسي، والفريق أحمد شفيق، ولم يكن هناك بديل سوي "عصر الليمون"، وانتخاب د. مرسي، وفرحت لفوزه لأني اعتبرته فوزا للأقرب من ثورة يناير علي ممثل نظام مبارك الذي قامت ضده الثورة. لم أكن أبدا ضمن جماعة الإخوان، أو من الأخوات، وهي ليست تهمة كي أنفيها، ولكنه شرف لا أدعيه. اختلفت مع الإخوان في الكثير قبل وبعد وصولهم للسلطة، ولكني احترمهم، وأرفض شيطنتهم وتحقيرهم أو اعتبارهم غير مصريين، أو اتهامهم بالإرهاب بلا دليل. هذه المقدمة لا بد منها، وأنا استرجع الذكريات وأحاول، أن أدلي ما يشبه الشهادة السياسية والشخصية علي الطريق إلى30 يونيو وانقلاب 3 يوليو 2013. اتصل بي أحد مساعدي أعضاء المجلس العسكري لدعوتي للغداء الذي دعا إليه الجيش القوي السياسية بعد الإعلان الدستوري المثير للجدل الذي أعلنه د. مرسي في نوفمبر 2012 . ثم سألني أين أنا؟ ما هذا الهدوء الذي حولي؟ فقلت له في المكتب. فما كان منه إلا أن أخذ يتحدث في مونولوج طويل في حماس علي أنه يجب علي أن أذهب للتظاهر عند الاتحادية. كما تحدث عن مدي كراهية ضباط الجيش للإخوان، وعدم تخيل أو تقبل وجودهم في السلطة.. إلخ، مما ذكرني بما قاله لي ضابط أمن دولة من قبل من أن المكان الوحيد الذي يجب أن يكون فيه الإخوان هو وراء القضبان، وليس في السلطة، وأن رفضهم لوجود الإخوان في السلطة ليس بسبب أدائهم بقدر ما هو انتصار لخصمهم السياسي التاريخي والأقوى وتقريبا الوحيد. وفي لقاء مع مصدر عسكري بارز عبر لي عن عدم سعادتهم بوجود الإخوان في السلطة، وقال لي: "بعيدا عن مشاعر الحب والكره، كل ما مرسي يحاول يشتغل بيتشنكل " هكذا قال لي بالحرف. كما تحدث عن د محمد البرادعي وحمدين صباحي ساخرا من أن يتخيل أيا منهم أن يكون رئيسا لمصر. كما تكلم بمرارة وغضب، واحتقار عن بعض وجوه ثورة يناير الشباب. وأقسم متوعدا أن كل من هتف "يسقط يسقط حكم العسكر"، سيدفع الثمن، وأن هؤلاء سيأتون زاحفين متوسلين وسيقبلون البيادة كما يقولون "للعسكر اللي شتموهم للتدخل أو الرجوع للسلطة ولكن الجيش لن يعود، لأن تدخل الجيش في السياسة، وكون المجلس العسكري كان في السلطة لمدة سنة ونصف بعد يناير أثر علي هيبة الجيش بسبب الأخطاء التي ارتكبت وقتها، وكذلك –بحسب حديثه لي-"لأن تدخل ورجوع الجيش للسياسة سيعتبر انقلابا والعالم، وخاصة أمريكا لن تعترف به لأن الانقلابات العسكرية موضة قديمة وبطلت ". كان هذا الكلام في أواخر يناير 2013، وعندما اتصلت به مرة أخري في يونيو 2013 في محاولة لفهم البيانات التي كان يصدرها المتحدث العسكري وقتها وموقف الجيش من مظاهرات 30 يونيو فدار الحوار التالي : المصدر العسكري : إحنا مبسوطين إن كل واحد بيفهم البيانات زي ما هو عايز. أنا : لكن أنا عايزة أفهم، وماذا يعنون عندما يتحدثون عن الإرادة الشعبية: هل يقصدون من انتخبوا مرسي؟ أم من يدعون للتظاهر ضده وإسقاطه؟ المصدر العسكري : إنت عايزة من الاخر؟ أنا: طبعا المصدر العسكري: كله سيعتمد علي الإعداد اللي حتنزل 5000 غير 50 ألف غير 500 ألف غير نص مليون. وإحنا عايزين الناس تنزل ... وصلت؟ أنا: وصلت طبعا ووصلت هذه الرسالة لكثير من الشعب الذي تم شحنه عن طريق أذرع الجيش والمخابرات التي تحدث عنها السيسي في تسريبه الشهير في ديسمبر 2012 ، بالأكاذيب في كثير من الأحيان ضد د.مرسي والإخوان الذين ارتكبوا العديد من الأخطاء أغضبت رفاق الثورة، ونسبة من الشعب التي إما تكرههم، وإما تخاف منهم، ولم تكن مع ثورة يناير ولم تنتخب د مرسي. ووصلت الرسالة كذلك لكثير ممن يطلق عليهم النخبة، وثوار يناير الذين تخيلوا وخدعوا في أن الجيش سينزل ليقضي علي الإخوان فقط ويكافئهم وبدؤوا يفيقون حاليا -وإن كان كثير منهم لا يزال يكابر- ويعارضون الانقلاب عندما وصل القمع والظلم لهم أو لأصدقائهم. ولكن للأسف الرسالة لم تصل للرئاسة فقد كان د مرسي ومستشاريه ومن حوله يثقون في السيسي ثقة مطلقة بسبب " سمته الديني وبكائه في الصلاة عندما كان يصلي خلف د مرسي " وهو ما قاله لي عدد من مستشاري د مرسي. ولقد كتبت تويتة "انقلاب عسكري" بالعربي وبالإنجليزي لحظة إعلانه الأربعاء 3 يوليو 2013 وفي يوم 10 يوليو وبعد أسبوع من الانقلاب تلقيت اتصالين هاتفيين من رقم خاص، وقام المتصل بسبي بأقذع الألفاظ وتهديدي بأن أخرس، وكتبت عن هذه الواقعة يومها علي تويتر. وبعد حوالي أسبوعين نشرت جريدة الفجر موضوعا تحريضيا ملئ بالأكاذيب عني وعن د.مها عزام، ود. عمر عاشور واصفة إيانا بأننا "عصابة انقلابية" وممولين، وأنه بسبب موقفنا وتغريداتنا بالعربي والإنجليزي فإن العالم الخارجي يطلق علي 3 يوليو انقلاب وليس ثورة. ولم يتحدث كاتب الموضوع، الذي أعرفه هو ورئيس تحرير الجريدة جيدا منذ 1992 عندما عملنا سويا في مجلة روز اليوسف، مع أي منا قبل نشر الأكاذيب عنا للاستيضاح أو السماع منا بدلا من تشويهنا بالباطل. وزادت حملات تشويهي والتحريض علي اعتقالي علي مواقع التواصل الاجتماعي وسط صمت تام من نقيب الصحفيين وحقوقيين، بعضهم نصحني بتقديم بلاغ للشرطة!، ومن كانوا أصدقاء عمر ورفقاء ميدان التحرير. ومنذ أعلنت رفضي للانقلاب: أصبحت مهددة بالقبض علي، وأصبح مستحيلا أن أعمل في أي وسيلة إعلامية داخل بلدي، وأصبحت الحياة السياسية والاجتماعية والمهنية لا تطاق وشبه مستحيلة في مصر. ولم يعد هناك مفرا من الرحيل القسري الذي لم أتخيله أبدا بل وكنت أرفضه. وتركت مصر في أوائل سبتمبر وتعمقت مخاوفي من العودة بعد تلفيق قضية لصحفيي الجزيرة الانجليزية، وتأكدت مؤخراً أني علي قوائم ترقب الوصول في بلدي. ويوم الاثنين 23 يونيو تخرج ابني الوحيد يوسف من مدرسته الثانوية ولم أستطع أن أكون معه وبجانبه في هذا اليوم الذي انتظرته منذ ميلاده. وفي هذا اليوم أيضاً حكم علي زملائي في الجزيرة الإنجليزية بالسجن لمدد تتراوح بين 7- 10 سنوات. رغم الألم والحزن ومعاناة الغربة، إلا أني فخورة بعدم مشاركتي في مظاهرات30 يونيو المصنوعة والتي مهدت للانقلاب الذي عارضته من أول لحظة، وليس مثل كثير من النخبة، ومن يطلق عليهم ثوار الذين رحبوا به ظنا منهم أنه سيخلصهم من الإخوان المسلمين ويعوضهم عن فشلهم الانتخابي وفي الشارع ولكنهم بدؤوا يعارضوه أخيرا ومتآخرا. فخورة أني –الحمد لله- لم أحرض علي كراهية أو قتل أو أشمت أو أصمت علي قتل أو اعتقال آلاف من المصريين المعارضين للانقلاب، أو أحرض علي قتل قوات من الأمن سواء شرطة او جيش أو اتهم أي أحد بالإرهاب بدون دليل. وأيضا لم أتلون أو اتخبط، ولم يتزحزح إيماني بمطالب ثورة يناير، وبالمبادئ الديموقراطية والإنسانية، وتحملت حملات تشويهي والبذاءة ضدي، ولكن كل هذا لا يقارن بمعاناة من فقدوا أحبابهم سواء بالقتل أو في غياهب السجون والمعتقلات. الأبطال الحقيقيون هم من يقاومون الانقلاب وصناعه علي الأرض، ومن ساند الانقلاب داخليا وخارجيا لم يتوقعوا هذا الرفض والمقاومة والمظاهرات المستمرة منذ إعلانه رغم القتل والاعتقال والتعذيب . الاستمرار في رفض الانقلاب وكشف جرائمه وعدم الاعتراف به هو الحل. ولا يتزحزح يقيني في أن دولة الظلم ساعة، ودولة العدل لقيام الساعة، وقريبا ستقوم إن شاء الله.