توالت الاعترافات ممن شاركوا في دعم الانقلاب العسكري من النشطاء والصحفيين والإعلاميين عقب انقلاب 3 يوليه وترسيخ حكم العسكر ، وأخرهم أحد ماهر مؤسس حركة 6 أبريل الذي اعترف في رسالة من داخل سجنه وزعت علي أنصاره أنه التقى بأحد النافذين في الدولة قبل الانقلاب بثلاثة اشهر وأخبره بأن العسكر عائدون وسيضعون سيناريو العنف من اجل تسهيل عودتهم ، ما دعا نشطاء للسخرية من الحركة التي رفعت شعار : "يسقط كل من خان عسكر فلول إخوان" ، وقالوا : هل يتغير الهتاف ليصبح "يسقط كل من خان عسكر فلول و6 ابريل " ؟!. وسبق ماهر في الاعتراف بالخيانة وأنه جاسوس للعسكر ، الصحفي إبراهيم عيسي رئيس تحرير جريدة التحرير الذي قال في برنامجه أنه علي اتصال بالمخابرات الحربية والسيسي منذ عام 2011 ، والصحفي أحمد موسي مراسل الأهرام السابق في وزارة الداخلية الذي اعترف انه يتعامل مع جهاز أمن الدولة ويفخر بهذا . وكتب أحمد ماهر – مؤسس حركة شباب 6 أبريل - مقالا جديدا من داخل محبسه في سجون الانقلاب، تحت عنوان "للأسف كنت أعلم"، كشف خلالها العديد من الأسرار والكواليس التي كان يعرفها عن تدبير قادة العسكر والفلول والدولة العميقة، للانقلاب على الرئيس الشرعي الدكتور محمد مرسي، وأنهم سيحدثون أعمال عنف ويريقون الدماء من أجل الانقلاب على إرادة الشعب، والزج بقيادة وعناصر الإخوان في السجن، وإعادة العسكر من جديد إلى السلطة. وأكد ماهر في مقاله أنه عندما رفض مسلسل العنف والدم وعودة العسكر إلى السلطة، كانت الرسالة التي جاءته واضحة جداً بأنه سيتم اعتقاله وأن 6 أبريل لن تكون موجودة على الساحة خلال الفترة المقبلة، مشدداً على أن الجميع أخطئوا عندما تركوا السلطة العسكرية تعتقل وتقتل الإخوان، لأن هذا يمهد الطريق لاعتقالهم وقتلهم، وللأسف الجميع كان يعرف ذلك . قال أحمد ماهر في مقاله (للأسف كنت أعلم): "كنت أعلم السيناريو للأسف منذ أكثر من عام، ففي فبراير 2013 تقابلت صدفة مع أحد أمراء الشعب (يقصد الحرب) الذي بشرني بسيناريو افتعال العنف والاشتباكات ثم سيل مزيد من الدماء وأحداث فوضى لكي ينزل الجيش وسألني.. أنت معانا ولا لأ.. إحنا عايزين 6 أبريل هي اللي تقود، فكانت إجابتي.. سيناريو العنف والدم لا يتفق مع مبادئنا وأيدلوجياتنا، كما أن سيناريو عودة العسكر للسلطة هو أمر نرفضه تماما.. ألا تذكر 2011 ، فكان رده: "طيب إذا كنت رافض تكون معانا فعلى الأقل بلاش تنتقد العنف والدم وعودة العسكر للسلطة" . وأضاف : "في أبريل 2013 تقابلت صدفة مع أحد الواصلين بكل الأجهزة والجبهات الرسمية، وكان حديثه أشبه بالنصيحة والتحذير : على يوليو اللي جاي (يقصد 2013 لن يكون هناك 6 أبريل ولا أحمد ماهر بالذات، مش كفاية أنكم رافضين مرسي أو بتعارضوا حكم الإخوان، الترتيب اللي جاي أن الجيش هو اللي يمسك السلطة وأنتم رافضين ومش عايزين تشاركوا في الكلام، والناس متخوفة منكم أنكم هاتقولوا برضه يسقط يسقط حكم العسكر، فالترتيب أنكم تختفوا الفترة الجاية، مش هايكون ليكم صوت ومحدش هايسمعكم ولا ها يتعاطف معاكم .. وأنت بالذات.. ابتسمت وكررت على محدثي أن فكرة رفض الدولة العسكرية ليست خيارا، بل هو مبدأ من مبادئ التأسيس ولا يمكن الحيد عنه، فقال لي: عموما أنت هاتتشوه الفترة الجاية بشكل مكثف وأكتر من أي حد وهيتم اغتيالك معنويا ومحدش هايسمعك.. ابتسمت وانصرفت". وتابع ماهر في مقاله : "في الفترة من 3 يوليو وقبل التفويض، وعند بدء اعتراضنا على الإجراءات والانتهاكات واعتراضنا على فكرة التفويض، جاء رجل من أقصى المدينة يسعى، صديق قديم أصبح في معسكر السلطة وحذرني : ليس مسموحا بالاعتراض.. إحنا في حرب على الإرهاب.. مفيش حاجة اسمها حقوق إنسان، إحنا في حالة طوارئ دائمة وغير مسموح بالمعارضة، من ليس معنا فهو ضدنا.. وخلي بالك من نفسك يا أحمد علشان خلاص جابو آخرهم منك.. حتى فكرة لا عسكر ولا إخوان مرفوضة " . وقال ماهر : " كثيرا من النخب الليبرالية والثورية والشبابية وقعوا بالفعل في الفخ، فالمعتقل الذي ليس معنا أو الذي لا نحبه أو اللي مش مننا كتيار فلا حرية له.. وحلال فيه القمع والتلفيق.. أحسن.. يستاهل.. ذكرني هذا بتمهيد الأجهزة الأمنية لبعض الأشخاص بشكل ممنهج لكي يقول البعض (أحسن) عندما يسمعون فقاعة اختبار عن اعتقالهم، وقتها يقرر الأمن الاعتقال والقمع.. فهناك من يقول (أحسن) . عيسي وموسي عملاء للمخابرات والأمن وسبق أن كشف الصحفي إبراهيم عيسى أنه كان يلتقي بالسيسي أسبوعيا عندما كان رئيسا للمخابرات الحربية ، وقال أنه كان يلتقي السيسي يوم الاثنين من كل أسبوع بشكل شبه دائم في وجود العصار، واللواء عباس كامل مدير مكتب المشير، وأن اللقاءات توقفت مع أحداث شارع محمد محمود في 19 نوفمبر 2011، لاختلافه مع سياسات المجلس العسكري . وشدد على أن الاتصالات بينهما توقفت تماما منذ هذا التاريخ وحتى إجراء الحوار، موضحا أن عدد لقاءاته مع السيسي تبلغ مدتها 50 ساعة، وهي مدة كافية للتعرف أي شخصية،حسب تعبيره . أيضا بعد أن فضحه حمدي قنديل ، اعترف أحمد موسى بأنه عميل لأمن الدولة قائلا علي الهواء مباشرة : "أنا فخور وشرف لي إني أكون عميل لأمن الدولة والمخابرات" . وأضاف موسى - خلال برنامجه "على مسؤوليتي" والذي يذاع على شاشة صدى البلد - مش عيب يا أستاذ حمدي اشتغل مع شرطة بلدي..لكن العيب أن اعمل لحساب أجهزة استخبارات مش مصرية " . اعترافات الببلاوي وأبو الفتوح وسبق أن اعترف الدكتور حازم الببلاوي رئيس مجلس الوزراء السابق، ضمنا في أبريل الماضي بأن المجلس العسكري هو الذي كان يتحكم في القرارات في مصر منذ انقلاب 3 يوليه 2013 ، ما يؤكد أنه والرئيس المؤقت "طراطير" ، وقال إن ''الحكم العسكري سيكون أشد قوة وضراوة لو جاء شخص (مدني) غير السيسي . كما اعترف د.عبد المنعم أبو الفتوح رئيس حزب "مصر القوية" أن ما حدث في 3 يوليو انقلاب عسكري يرفضه ، وقال خلال لقائه مع برنامج "الحياة الآن" أكتوبر 2013 : أنه أيد 30 يونيه ، ولكنه ضد ما حدث في 3 يوليو لأنه انقلاب عسكري . وعندما سأله المذيع : كيف ترفض ما حدث في 3 يوليه وأنت التقيت مع الرئيس المؤقت عدلي منصور عقبه وهذا يعتبر اعتراف به؟، فرد عليه أبو الفتوح قائلاً : "لم اعترف بالانقلاب".