أعلن حزب البديل الحضاري- تحت التأسيس- مقاطعته للانتخابات البرلمانية القادمة، مؤكدًا أن البرلمان سيخلو من القوي السياسية الفاعلة وأنه سيصبح مجرد "ألعوبة" في يد السلطات الانقلابية. وأكد الدكتور حسام عقل، رئيس المكتب السياسي لحزب البديل الحضاري، فشل أي عملية سياسية طالما أنها لم تحقق التوازن السياسي بمشاركة جميع الأطراف المختلفة، متوقعا أن البرلمان القادم سيكون كيان "معسكر 100%"، حيث سيسيطر عليه الشخصيات العسكرية تماما، في ظل زعم بعض مؤيدي الانقلاب أن أصلح الشخصيات لأي مجال هم الشخصيات العسكرية. وأضاف – خلال مؤتمر صحفي عُقد ظهر اليوم بمقر الحزب بمنطقة العمرانية بشأن موقفهم الوطني من المشهد المصري الراهن - :"لن نشارك في عملية سياسية تتحرك بنصف شرعية ودون أن يتم إدماج كل الأطراف والقوي السياسية فيها، وبالتالي فموقفنا ثابت ولم يتغير ولن نشارك في العملية السياسية الحالية في ظل إقصاء أطراف سياسية ووطنية هامة". وأضاف أن مؤتمرهم يأتي في أعقاب تطورات سياسية خطيرة، وإعادة توحيد الصف الثوري بعد صدور وثقية بروكسل وبيان القاهرة، وميثاق الشرف الأخلاقي للقوي الثورية، الذي أعتبره أهم منجز سياسي حققته القوي الثورية في الفترة السابقة. ونوة "عقل" إلي أن "البديل الحضاري" ليس جزءا من تحالف دعم الشرعية الذي يتكون من 14 حزب ولم يتغير هذا التشكيل من أن تم تدشينه، وبالتالي فهم ليسوا جزءا من التحالف بل مستقلون عنه، وقد يتفقوا أو يختلف معه في بعض المواقف. وتابع: "نري أن مصر بعد انقلاب 3 يوليو لم تتجه إلي الأفضل، وهناك منحني خطير في أوضاع الحقوق والحريات، وبشهادات المنظمات الحقوقية الدولية، وقضيتي العدالة الاجتماعية والسلم الأهلي لم يتم تحقيق فيهما أي منجز علي الإطلاق حتي الآن". وحول ما آلت إليه مبادراتهم التي أطلقوها سابقا، نوة "عقل" إلي أن الكثير من القوي السياسية ردت بالإيجاب وحتي السلطة الانقلابية ردت بالإيجاب، لكنها لم تتخذ خطوات فعلية لتفعيل موقفها، منوهًا إلي أن كل ساعة تمر دون تحقق السلم الأهلي يدفع الوطن الثمن غالي. واستطرد: "نؤكد استعدادنا الكامل لاحتضان أي حوار فاعل بين فرقاء المشهد، دون قيود أو اشتراطات مسبقة، ومستعدون لبذل الجهود الوطنية، لأننا نخشي مع تأزم الأوضاع واستمرار الحل الأمني قد تفشل الحلول من الداخل وقد نضطر للخضوع لحل من الخارج، خاصة أن التطورات الأخيرة الخطيرة في المنطقة". وتابع: "لا وقت للغطرسة أو المكايدة السياسية السوداء، نحتاج لأقصي درجات الحكمة والعقل والفكر السياسي الرشيد، ونحن من باب النصح المخلص لا يمكن أن نقوم بأي جهد تنموي أو وطني إلا بعد الجلوس وتغليب مصلحة الوطن العليا فوق أي مصالح أخري". وأشار "عقل" إلي أنهم بصدد تشكيل لجان للمصالحة والسلم الأهلي لفتح أفق المصالحات الوطنية مرة أخري، ولفتح حوار بين مختلف الأطراف، مضيفًا بأن التحالف والسلطة أبدوا استعدادهم للجلوس علي مائدة الحوار، وهناك أمور تجري بعيدا عن وسائل الإعلام ولن يتم الكشف عنها لإنجاحها. وأوضح أن مبادرة الأزهر لتقديم الدية الشرعية لأهالي الشهداء كان "البديل الحضاري" صاحب الفضل فيها إلا أن هذا الأمر لن يأتي إلا بعد موافقة أولياء الدم والقصاص العادل. وقال عقل: "نؤيد بيان القاهرة وكذلك مثياق الشرف الأخلاقي الذي أنبثق عنه تأييدا مطلقا، وندعو للمشاركة في كافة فعاليات توحد الثوار، ونطالب بالكف عن الاتهامات المتبادلة أو نصب محاكمات سادية بين القوي الثورية المختلفة، فالجميع اخطأ". ومن جهته قال بكري سلطان، رئيس اللجنة الثقافية لحزب البديل الحضاري، إن ما حدث محاولة جادة للقضاء علي ثورة يناير والعودة للديكاتورية والاستبداد والقمع، فلا معارضة أو خصومة سياسية، وهذه الديمقراطية المروج لها هي ديمقراطية زائفة. كما أعلن "البديل الحضاري" عن تدشين حركة "الشباب يسترد ثورته"، كحركة ثورية تحاول استعادة دور الشباب الذي تم سلبه، مضيفًا:" عاد المكون الفلولي ليسيطر علي المشهد مرة أخري وسيطر علي كل مفاصل الدولة بنفس الوجوه المباركية القديمة وأقصي الجميع من المشهد".