دعا العاهل المغربي الملك محمد السادس، الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة، بان كي مون، إلى ضرورة "تجنب المقاربات المنحازة، والخيارات المحفوفة بالمخاطر"، في التعاطي مع ملف الصحراء المغربية. وفي اتصال هاتفي مع بان كي مون شدد محمد السادس أن الأممالمتحدة، على "ضرورة الاحتفاظ بمعايير التفاوض كما تم تحديدها من طرف مجلس الأمن، والحفاظ على الإطار والآليات الحالية لانخراط منظمة الأممالمتحدة في ملف الصحراء". وتطرق العاهل المغربي إلى آخر التطورات والاستحقاقات الجارية المتعلقة بقضية الصحراء المغربية، وذلك على خلفية دعوة بان كي مون في تقريره السنوي الذي قدمه إلى مجلس الأمن الخميس المنصرم، إلى ضرورة مراقبة مسألة احترام حقوق الإنسان بشكل "دائم ومستقل وغير منحاز"، سواء في الأقاليم الجنوبية للمملكة أو في مخيمات تندوف"، موصيا بتمديد بعثة "المينورسو" إلى الصحراء لمدة سنة أخرى، مع تعزيزها ب15 مراقبا إضافيا. من جانبه قال رحال بوبريك، مدير مركز الدراسات الصحراوية بجامعة محمد الخامس بالرباط، إن خطوة محمد السادس استباقية لما يمكن أن ينجم من مفاجآت أو انزلاقات في المستقبل، مضيفا أن المكالمة الملكية وجهت رسالة واضحة للأمم المتحدة تهم السقف وحدود مجال اشتغالها في إطار النفوذ المغربي بالأقاليم الجنوبية، وأن المغرب لن يقبل بأي خطوة يطبعها الانفراد أو الأحادية، كما أنه وقع مع المقترح الأمريكي في نفس هذا الوقت من السنة الماضية والذي كان مصيره عدم الاعتماد. وأوضح أن خلاصة المكالمة أن المغرب لن يقبل ولن يلتزم بأي خطوة لم يتفق عليها، كما ذكر بوبريك للموقع أن التقرير الأخير لبان كي مون، أمسك العصا من الوسط مرة أخرى وقدم عناصر إيجابية لصالح المغرب منها تعزيز آليات مراقبة حقوق الإنسان، وأايضا القرار الأخير للحكومة القاضي بالتفاعل الإيجابي والسريع مع الشكايات التي ترد على المجلس الوطني لحقوق الإنسان خاصة من الأقاليم الجنوبية للمملكة. وجدد الملك محمد السادس التزام المملكة، من أجل التوصل إلى حل سياسي نهائي لهذا النزاع الإقليمي، في إطار السيادة المغربية. وأورد بلاغ الديوان الملكي أيضا أن المكالمة الهاتفية بين الطرفين تناولت "العمل الدءوب والمبادرات المحمودة للملك محمد السادس من أجل استقرار وتنمية القارة الإفريقية". وكان المغرب قد جدد تعهد بإيجاد حل للنزاع في الصحراء الغربية في إطار المقترح المغربي للحكم الذاتي الموسع للشعب الصحراوي، ويتضمن المقترح الحكم الذاتي الموسع للصحراء الغربية مع حكومة وبرلمان محليين تحت سيادتها، لكن جبهة البوليساريو التي تدعمها الجزائر ترفض ذلك، وتشدد على "حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير" من خلال استفتاء شعبي.