الأشخاص التاريخيون، هم الأشخاص الذين يصنعون أحداث التاريخ، هم الرجال العظماء الذين يتجاوزون أنفسهم منتمين إلى تاريخ يسرد قصة بناء ونشوء كلي لحياة بشر، ولولا وجود هذا العقل التاريخي، هذه الشخصية التي نبعت من ترب التاريخ لتشيد أعمدته الراسخة، لتبنى خلاياه من خيوط حرير العزيمة الصلبة والإرادة القوية.. وإذا كان العظماء من فلاسفة ومفكرين وفاتحين قد صنعوا تاريخاً مبنياً على فكرة الوطن الكبير، فإن زايد الخير طيب الله ثراه، دخل في عمق التاريخ وفي صلب الجغرافيا وفي النسيج المتحول من القبيلة إلى زمن الدولة القوية التي أطلّت على أعتاب العصر بهامات واسعة بعقل ينفتح على العالم، بفكرة موسعة وصولاً إلى الأهداف السامية التي تتجاوز الفردانية مندمجة مع الفضاء الأوسع لينتج عن هذا التطلع المحدث وطن يحمل جل مكونات التطور والرقي، ويحقق غايات الفرد التاريخي منسجماً مع الآخر بشفافية عقلانية متسلحة بمشاريع وحدوية، هذه هي الفلسفة التي اطلع بها زايد الخير وسار على نهجها مستفيداً من فطرته الشعرية ولباقة قريحته، ولياقة سريرته، وأناقة سجيته، ولم يكن مشروع اتحاد الإمارات إلا وليد فكر تأسس على خصال رجل آمن بأن المشاريع الكبرى تحتاج إلى ذات إنسانية متحررة من الأنا المنغلقة مكتسية بقماشة الحب التي هي أصل كل إبداع إنساني عظيم.. فزايد الخير طيب الله ثراه، كغيره من الرجال العظماء الذين أنجبهم التاريخ كظواهر استثنائية فريدة من نوعها هؤلاء هم الموكلون بصنع المشاريع الموسعة من قبل العقل المتفرد، لبلوغ الأهداف السامية، وتحقيق ما تشتاق وتتوَّق إليه النفس البشرية، من نخوة وكرامة وعزّة وأنفة وكبرياء، لا تشوبها شائبة، ولا تتعقبها خائبة. لقراءة هذا المقال كاملا اضعط هنا