إذا كنت تعتقد أن سياسات القمع والبطش والحل ستحل مشكلتك مع أنصار «تيارات الشعارات الإسلامية» فأنت حتما لم تقرأ هذا الكتاب. ربما جعلك عنوان الكتاب (يوما ما.. كنت إسلاميا) تظنه من نوعية الكتب التى هجر مؤلفوها الجماعات المتشددة التى كانوا ينتمون إليها وقرروا التطهر بكتابة كتب عن تجربتهم لعل الله يكافئهم على ذلك بتحقيق أعلى المبيعات، لكنك ستكتشف مع انتهائك من قراءته أن مؤلفه أحمد أبوخليل هجر صفوف ما يسميه «البناء الإسلامي» لأنه كره إقبال الإسلاميين على دنيا السياسة وهجرهم ذاتهم المميزة من أجل أن يندمجوا فى المجتمع فلم يعودوا «إسلاميين» كما ينبغى على حد تعبيره، وهو لا يقول ذلك من وجهة نظر تكفيرية كما قد تظن، فمشكلته أكثر تركيبا وهو يشرحها فى فصل بعنوان (ماذا حدث للإسلاميين)، يعلن فيه حنينه إلى الأيام التى كان فيها «البناء الإسلامى متماسكا بفعل القبضة الأمنية المحاصرة له والاضطهاد السياسى والإعلامى الذى يتعرض له عبر العقود المتعاقبة، كانت أفكارنا السياسية وتصوراتنا الإقتصادية ورؤانا الإستراتيجية حبيسة الكتب والأشرطة والمؤتمرات... وكانت الأجواء الاجتماعية والتربوية محاطة بقدر كبير من الانغلاق والعزلة التى تحافظ لها على نقائها، وتضاعف من اثرها ومفعولها البالغ الأثر فى النفوس. عندما جاءت الثورة على غير موعد معنا انفتحت شرانق كل هذه الأفكار وطارت فى النور تضرب بجناحيها فى فضاءات الحياة، وانفكت هذه التصورات من عقالها تركض فى البرية متخبطة بين الوهاد، وتحررت تلك الأجواء التربوية من أسر التحوط والتمترس أمام موجات المجتمع». لن أمل من قولها مرارا وتكرارا: من أراد مصلحة مصر حقا وصدقا عليه ألا يسمح لحملة الشعارات الإسلامية بالعودة إلى جحور العمل السرى لأن الواقع بقسوته وتناقضاته كفيل بتحجيم نفوذهم بحيث لا ينالون أكثر مما يستحقون وبحيث يطور العمل السياسى ممارسات من صلحت نواياه منهم ويقضى على من تحجر وتجمد، أما ما سوى ذلك فليس سوى إعادة لفيلم بايخ لن تكون إعادته باعثة على السخرية هذه المرة، بل ستكون جالبة للمزيد من الدم والدموع، يا ليت قومى يعقلون. لقراءة المقال كاملا اضغط هنا