وصف الباحث السياسي علاء بيومي خطاب السيسي أمس بمناسبة 6 أكتوبر ب " ملهاة مأساوية"، خطاب فكاهي (مضحك مبكي) لدرجة بعيدة، لابد وأنه أضحك كثيرا من ضيوفه العرب، وهو يتحدث عن مصر "اللي حتبقى أد الدنيا" ويطالب العرب قائلا "إعملوا حساب لليوم ده". وأضاف بيومي عبر صفحته الشخصية على شبكة التواصل الاجتماعي "الفيس بوك"، الخطاب كان شعبوي لأقصى درجة، لا يحتوي على فكر أو معلومة أو قيمة سياسية تذكر، سوى أنه يفيد أننا في أسر قائد بلا فكر، ونواجه مأزق خطير ومنحنى منخفض تعيشه بلادنا. واشار بيومي إلى أن الخطاب عكس شخصية قائد عسكري يملك قوة عسكرية باطشة، قسم شعبه، وأحاط نفسه بنخب من المنتفعين يصفقون له وعشرات من شعبه يموتون وهو يشاهد احتفال راقص ثم يخرج على الناس ويقول "نموت حتى لا تتألموا" وأن الشعب "نور عنيه"، مع أن حياة أكثر من خمسين مصري انطفئت في الشوارع أمس بالرصاص الحي، وحياة المئات من المصريين وربما الألاف تدمرت منذ انقلابه الفاشل على حكم رئيس منتخب. وأوضح أن شعبوية السيسي واضحة للعيان، حديث عن "الحفاظ على إرادة الناس" ولا يقول لك كيف، حديث عن مصر التي ستصبح "أد الدنيا" بلا مشروع أو برنامج أو خطة أو حتى سياسة واضحة، حديث عن جيش يحمي العرب، وفي الحقيقة الانقلاب يعتمد على بعض الدول العربية في تمويله، كلام بلا معنى، في دولة مختطفة بالسلاح، ومنتفعون يصفقون، منحنى عميق من الفشل السياسي أو الحماقة السياسية التي يصعب علاجها. أما أجندة الثورة فهي لا علاقة بها بالسيسي، الرجل أطلق شعارا جديدا، وهو "الشعب والجيش والشرطة يد واحدة" وبهذا يتخطى شعار مرسي القائل بأن "الشرطة هم أبطال العبور الثاني"، الأن أصبح لا فرق بين الشعب والجيش والشرطة. واختتم تدوينته بأن الخطاب لم يتحدث ن المصالحة الوطنية أو حتى العدالة الاجتماعية أو تطوير القدرات العسكرية، السيسي فتح باب الشعبوية القديم، غناء من مطربين ومطربات، رقصة هنا واحتفالية هناك، دعم من بعض المؤيدين في الخارج، حديث براق عن التاريخ والحاضر والمستقبل، والواقع ممنوع أن يعرض، المطلوب هو أن تعيش في أوهام شعبوية جديدة، قادتنا في الماضي لهزائم ساحقة، ولا أعلم ماذا تغير اليوم!؟ .