" 6 أكتوبر.. نازل ولا متنازل"، سؤال طرحه أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، ومؤيدو المعزول، في محاولة لحشد مليونية من أجل تصحيح مسار الثورة على حد تعبيرهم. تحولت صفحات موقع التواصل الاجتماعي " فيس بوك" إلى منشورات إلكترونية داعمة وحاشدة إلى مليونية 6 أكتوبر، أو "ثورة 6 أكتوبر" كما يطلق عليها أنصار مرسي. أعلن أحمد محمد مرسي، نجل الرئيس المعزول، 6 أكتوبر موعدًا للثورة على الانقلابيين، على حد قوله، وقال على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي " فيس بوك": "موعدنا السادس من أكتوبر، اليأس خيانة، ثبتك الله على الحق ونصر بك الحق". وأضاف: "إن الانقلابيين سيغرقون في بحر صمود الشعب المصري، كما غرق فرعون وجنده في البحر وهم في أوج قوتهم". سيناريو 25 يناير "ثورة 6 أكتوبر 2013" اسم واحد للعديد من الصحفات والمجموعات والمناسبات التي تم تدشينها على ال"فيس بوك"، تدعوا جميعها إلى ما أسموه، الثورة على حكم العسكر من أجل عودة الشرعية. تدعو الصفحات إلى "كسر شوكة الجيش" كما حدث مع الشرطة في 25 يناير، وتقول إحداها في الدعوة إلى المليونية: " فاكرين 25 يناير ده كان إيه ؟ كان يوم عيد الشرطة اللى تحول بعد كده ليوم ثورة شهد لها العالم الأجمع.. الثورة الأم (( ثورة 25 يناير ))، حبينا نذكركم باليوم ده بس بنسخة تانية المرة دي ثورة 6 أكتوبر إن شاء الله المقبلة.. يوم غضب جديد في عيد الجيش، يوم هنفكر بيه العسكر كويس أوي ونقولهم، الشعب قال كلمته.. الثورة دي ثورته.. مش ثورة عسكر. ستكون بإذن الله نسخة أصلية من ثورة 25 يناير.. 6 أكتوبر ندعو الشعب كله للنزول لاسترداد ثورته.. إنزل بس قبل ما تنزل لازم تحشد وتشارك ومتنساش تدعو أصدقائك على الفيس لهذا الإيفنت". عزل السيسي تتبنى صفحات " ثورة 6 أكتوبر"، مطالب محددة، أههما، بحسب الصفحات، عزل ومحاكمة وزيري الدفاع عبد الفتاح السيسي والداخلية محمد إبراهيم. اعتماد خريطة طريق ( مابعد رفض تعديلات 19 مارس 2011 ). إسقاط حكم العسكر للأبد، والاستناد إلى الشرعية بصلاحيات محدودة كمرحلة انتقاليه فقط في صورة حكومة تيسير اعمال. الإفراج عن المدنين والصحفيين الذي تم اعتقالهم. إنهاء خدمة قادة الداخلية لفشلهم في حماية الدماء المصرية خلال الفترة الماضية. إقالة حكومة العواجيز بما فيهم ( وزيري الدفاع والداخلية ). انتخاب لجنة لوضع الدستور - باستفتاء شعبي لا بالتعيين ( خارطه طريق مابعد رفض تعديلات 19 مارس ). إعادة هيكلة الإعلام والصحافة بقانون صارم يحاكم جنائيا في حال نشر أخبار دون أدلة واضحة. بيان رقم 1 من جانبها نشرت الصفحة الرسمية ل" ثورة 6 أكتوبر" على موقع التواصل الاجتاعي بيانها الأول، تذكر فيه أسباب الدعوة إلى الحشد، وجاء نص البيان كالتالي: "خلال أقل من 100 يوم في حكم وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي.. رأينا ما لم نره في حياتنا من قتل وحرق وإهانة وذل وطوارئ ومحاكمات عسكرية.. وضبطية قضائية واعتقالات باطلة وغياب الحريات وغياب أقل حقوق الإنسان.. اقتصاد منهار.. سياحة ضائعة.. إعلام كاذب.. غياب الأمن.. حكومة فاسدة.. لجنة لتعديل دستور لا تمثل شعب مصر ( لم نخلع مبارك.. حتى يضع عمرو موسى دستور مصر ).. الشهداء يضيع حقهم.. وأهالي الشهداء تحترق قلوبهم لن يرضى بهذا الذل والظلم إلا شخص مريض يعشق الذل.. أو يكره مصر.. أو جاهل ومغيب.. أو ينتفع من ورائه". ميدان التحرير الداعون إلى مظاهرات 6 أكتوبر، أكدوا انطلاق المسيرات من شتى الميادين، لتلتقي في ميدان التحرير، داعين أنصار مرسي بالقدوم من المحافظات لما أسموه ب"يوم الزحف على القاهرة". كما أفاد أنصار المعزول أن ميدان التحرير هو المكان الرسمي لمطالبتهم ب "عزل ومحاكمة وزيري الدفاع عبد الفتاح السيسي والداخلية محمد إبراهيم"، محددين أماكن التجمع الرئيسي في الساعة الثانية ظهرًا أمام جامعة القاهرة وأمام دار القضاء العالي، سيرا على نهج 25 يناير. مطالبين بأن تتوحد الرايات بعلم مصر وعدم استخدام أي شارات أو علامات لأحزاب أو حركات سياسية. واهمون من جهته يرى دكتور محمد السعيد إدريس، الخبير الاستراتيجي بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أن الإخوان واهمون ولم يستوعبوا الدرس بعد، ويتصورون أنهم في معركة مع الجيش أو قائده الفريق أول عبد الفتاح السيسي. ويواصل: جماعة الإخوان لم تستوعب حتى الآن أن الشعب المصري صنع ثورته ونجح في تحديد مصيره بالقضاء على حكم الإخوان الذي اثبت فشلا ذريعا في إدارة البلاد على عكس ما كانوا يزعمون، كما يرفض الإخوان الاقتناع بان الفريق أول عبد الفتاح السيسي لم ينقلب على رغبة الشعب ولكنه انحاز فقط لرغبة الشعب ومطالبه المشروعة على عكس ما يتصورون أنه قائد الانقلاب على الثورة ويتابع إدريس: "الإخوان المسلمين" يتصورون أن عداءهم مع الجيش والشرطة ولا يدركون أنه بمعاداتهم لهذه المؤسسة تحديدا يعني عداء مع الشعب المصري ككل، وان هم عازمون على النزول فلينزلوا، ولكن عليهم تحمل تبعات الموقف كله، سواء من الشعب أو الجيش. ويضيف: "أتصور أن هذا الصراع مجرد صراع على السلطة، وبخروجهم في هذا اليوم يرسلون رسائل شديدة السلبية ويؤكدون أنهم أصبحوا خارج الوطنية المصرية تماما لان يوم السادس من أكتوبر هو يوم تاريخي في ذهن كل مواطن مصري وهو يوم العزة والكرامة واسترداد الأرض". وعلى لسانه يقول أيضًا: "يتمنى "الإخوان المسلمين" إسقاط الجيش المصري وإسقاط هيبة الدولة من اجل بناء الجيش العقائدي الإخواني، كبداية لتأسيس الخلافة الإسلامية التي يدعوها وهي في الأصل رغبة في خلافة "إخوانية" بالأساس غير محددة المعالم وليست إسلامية كما يزعمون". وفي إشارة منه إلى فكر جماعة الإخوان المسلمين يقول: كانت جماعة الإخوان جماعة محظورة قبل الثورة وتمارس نشاطها دون ستار قانوني وكانوا لا يملون من رفع شعار "الإسلام هو الحل" إلا أنهم وبعد أن وصلوا للحكم مدة عاما كاملا لم نسمع عن هذا الشعار شيئا لأنهم ببساطة لا يعرفون إيجاد الحلول في الإسلام ولكنهم تستروا خلف مسميات العقيدة الإسلامية فقط. كلام فاضي ويصف اللواء زكريا حسين، الخبير الأمني، دعوات الإخوان للحشد في السادس من أكتوبر بأنها مجرد " كلام فاضي" وخاصة بعد أن أصبحت الاستجابة لهم ضعيفة جدًا. يقول معلقًا: جموع الشعب ممن سينزلون في الشوارع في هذا اليوم احتفالا بانتصار أكتوبر المجيد ستكون بكثافة شديدة جدًا ولا توازي بأي شكل من الأشكال أعداد المنتمين للجماعة أو المؤيدين لهم والغير واضحة على أرض الواقع، وخاصة بعد أن أصبحت قدرتهم على الحشد ضعيفة جدا بعد أن عرف الشعب حجمهم ونواياهم الغير وطنية، كما أن كراهية الشعب الشديدة لهم كافية بأن تقف ضد أي مخططات أو دعاو من جانبهم، ولهذا فإن هذه الكراهية غير المسبوقة لهذه الجماعة ستجعل مخططاتهم غير قابلة للتنفيذ، وان كانت قابلة للتنفيذ ستكون جموع الشعب أكبر وأقوى. ويؤكد اللواء زكريا حسين أن الجيش المصري لا يعبأ بأي من هذه الدعاوي من قريب أو بعيد لان حجمهم أقل كثيرًا من مجرد الاهتمام، مؤكدًا وجود العديد من الدعوات المضادة لهذا الحشد، والداعية إلى النزول لدعم الجيش ضد الإرهاب والاحتفال بذكرى النصر والكرامة.