كان (يوسف السباعي) وسيماً كفرسان الأحلام .. ذو خلفية عسكرية و مع ذلك لا تغيب عنه الابتسامة .. كتاباته نموذج للرقة و أشهرها رواية (رد قلبي) التي قُدمت فيلماً شهيراً عن علاقة الحب بين الأميرة (انجي) و ابن الجنايني التي توجت بختام أسطوري .. هناك روايات أخرى له على نفس المنوال الرقيق .. لذا فمفهوم جداً ما حدث زمانها من تعلق الفتيات به الى حد الجنون .. وسيم رقيق مبتسم من سلاح الفرسان يلبس البذة البيضاء كأنه يتعمد تثبيت الصورة الذهنية له عند الفتيات (فارس الأحلام الوسيم الرقيق الرومانسي العسكري ذو الملابس البيضاء فوق الحصان الأبيض) ! أصيبت أحدى الفتيات بحبه لدرجة الجنون .. لكنها كانت عاقلة فلم ترغب أن يتعامل معها الأستاذ كمجرد معجبة .. ذهبت لأنيس منصور صديقه ترجوه أن يتوسط في أن يجعل الأستاذ يقابلها باهتمام .. اتصل أنيس منصور به و اتفق معه على الغداء في مطعم معين و طلب من الفتاة أن تبقى على مائدة قريبة تراقب الأستاذ و تتقدم في نهاية الجلسة .. ذهب أنيس الى المطعم و ظل (يوسف) يضحك في هيستريا على نكاته ثم فوجئ بأنيس يطلب له الطعام الذي يحبه فانطلق يأكل كل شئ بشراهة الضباع ملوثاً فمه مطمئناً الى أن لا أحد معه سوى صديقه .. انتهى الغداء فلم تتقدم الفتاة .. قابلها أنيس فيما بعد و سألها عن عدم تقدمها فتعجبت و هي تخبره باشمئزاز أنها صدمت كيف لمثل هذا الشره السخيف الضاحك بجنون أن يكون كاتباً لهذه الأمور الرقيقة .. ضحك أنيس ساخراً و قد علم أن مقلبه نجح ثم حكى عنه فيما بعد في أحد كتبه. أتذكر هذا الموقف عندما أجد بعض الأخوات يبعثن برسائل الى بعض الاخوة الكتاب المشاهير هنا عن حجم تعلقهن (به) و كيف (غير حياتهن) و كيف أن (شخصيته رائعة) ! هل تتحدث عن اخوات من التيار الاسلامي ؟ نعم يحدث في هذا التيار كما في غيره فالعاطفة هي هي و ان نسينا أو تجاهلنا .. و العكس طبعاً يحدث أضعافاً مضاعفة مع أي أخت من التيار .. و يكفي لبعض الأخوات أن يقلن (اتسو) على صفحاتهن ليجدن 100 ألف شير و 50 ألف كومنت يمدح فكرهن .. لا أطلع على صندوق رسائلهن لكن لي أن أتخيل حجم كتلة (العشاق الولهانين) الرجال الذين يبعثون لها برسائل مديح مبطنة بالغرام ! المسألة الغريبة هذه يراها كتاب الفيسبوك الشباب هنا رجالاً و نساء .. و الحقيقة أنني كنت أتمنى أحياناً أن أضع بضعة مشاهد للتعريف على بروفايلي قبل أن يتابع أحدهم ما أكتب ..مشهدي و أنا أقفز في الهواء صارخاً وقد قذفت ابني ذو التسعة أشهر وقتها (محمد) الى السقف تقريباً عندما أحرز جدو هدف الفوز على غانا .. مشهدي و أنا أدمر زجاج الدولاب الخاص بي بأكلمه عندما أحرز النجم الساحلي الهدف الثاني في الأهلي عام 2007 .. مشهدي و أنا أعبث بأصابع قدمي منكوش الشعر كالرجال البدائيين و قد مرت علي بضعة أيام بلا استحمام أو حتى تغيير الملابس (أحافظ على اختيار ملابس معينة مثل البلوفر كي أرتديها كبيجامة و للخروج و لو استطعت لحافظت على حذائي نفسه) كسلاً مني .. و هو مشهدي الأشهر .. مشهدي وأنا آكل السردين المشوي في الفرن بالشعر المنكوش و البلوفر الذي لم أغيره منذ ثلاثة أيام و هو مشهد يصلح كصورة حية لإثبات أن الانسان البدائي تعرف على الشوي مبكراً .. مشهدي و أنا أضحك كالمجنون على توم الذي استطاع جيري تدبير مقلب ممتاز له .. طفلي الصغير قد لا يضحك بنفس القوة التي أضحك فيها متعجباً بالتأكيد من حماستي لمشاهدة نفس الكارتون للمرة الأف و أضحك على نفس النقاط .. مشهدي و أنا مستغرق جداً في قراءة مجلد ميكي لأتعرف على أي قصة ظهر فيها بطوط معتبراً العدد الذي لم يظهر فيه بطوط سوى مرتين فقط سرقة لأموالي تثير غضبي جداً ! هذه المشاهد هي أنا .. هناك عشرات غيرها عند كل أخ و كل أخت .. لا أستطيع اخفاء دهشتي من كل فتاة تتعلق بهذا الكاتب أو ذلك من كتاباته معتبرة (شخصيته رائعة) ! بينما هذا الأخ قد أصيب بسهم الهوى القاتل من كتابات الأخت معتبراً (شخصيتها مثالية) ! اننا في الكتابة قد نكون أروع أو أسوأ من الواقع. لكن كتاباتنا لا تسمح أبداً بتخيل أفعالنا ولا أنماط شخصياتنا في الواقع.