لا تزال قضية احتجاز رهائن أجانب وجزائريين في منشأة "إن أميناس" للغاز تثير الكثير من الغموض والملابسات بعد أن دخلت يومها الرابع في ظل غياب معلومات تقطع الشك باليقين فيما يتعلق بعدد القتلى بين هؤلاء الرهائن وخاطفيهم، أو جنسياتهم. غموض وخصصت صحيفة "الجارديان" البريطانية متابعة حية للتطورات في الجزائر، وذكرت أن عدد الرهائن الذين لا يزالون في قبضة الخاطفين في المصنع التابع لبريتيش بتروليوم هم سبعة رهائن، بينهم ثلاثة من بلجيكا واثنين من الولاياتالمتحدة وياباني وبريطاني، بينما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن من وصفتهم ب "المتشددين الإسلاميين" لا يزالون يحتفظون ب 10 على الأقل من الرهائن الأجانب، في الوقت الذي بدأت تتكشف بعض التفاصيل حول بعض قتلى المواجهات الضارية بين الجيش الجزائري والمختطفين. المسؤول عن العملية وذكرت صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية أن الرجل الذي قاد عملية احتجاز الرهائن يدعى عبد الرحمن النيجري، وهو عربي من النيجر، وشهرته "أبو دوجانة"، وهو صديق مقرب من مختار بلمختار، القائد السابق للقاعدة في المغرب العربي، الذي انشق عن القاعدة العام الماضي ليكون جماعته الخاصة التي تدعي "الموقعون بالدماء". وأشارت وكالة أنباء موريتانية إلى أن النيجري تسلل إلى الجزائر مع مجموعة من 40 مقاتل من النيجر، وتطلب الجماعة إطلاق سراح الشيخ عمر عبد الرحمن مؤسس الجماعة الإسلامية المعتقل في الولاياتالمتحدة والباكستانية عافية صديقي التي حكم عليها في أمريكا بالسجن 86 سنة لمحاولتها قتل محققين بعد أن تم إلقاء القبض عليها في أفغانستان. تهور جزائري وذكرت وكالة "رويترز" للأنباء أن القوات الجزائرية وجدت 15جثة محترقة في موقع الاختطاف، دون أن يتم تمييز الجثث، أو أسباب القتل. ونوهت وكالة الأنباء الجزائرية إلى أن تدخل وحدات خاصة من الجيش الجزائري في منشأة عين أميناس القريبة من الحدود مع ليبيا سمح بتحرير نحو مئة أجنبي من جملة 132 أجنبيا و573 جزائريا كانوا في المنشأة وفي المنطقة السكنية الملحقة بها، دون أن تحدد عدد الأجانب الذين ما زالوا في قبضة الخاطفين المنتمين لجماعة "الموقعون بالدماء" بقيادة الجزائري مختار بلمختار. وقال مسؤول حكومي جزائري - رفض ذكر اسمه - إنه لا نية للتفاوض مع إرهابيين، وأضاف :"أمرناهم بالاستسلام، لا مفاوضات معهم". وذكر التليفزيون الفرنسي أنه تم الاستماع إلى أصوات إطلاق النار مجدداً في موقع الاختطاف في ساعات مبكرة من السبت دون وجود أي تفاصيل. ترقب دولي وعلقت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية على الموقف بقولها :"الوضع في الجزائر صعب وخطير للغاية". يأتي ذلك في الوقت الذي ذكرت فيه وكالة الأنباء الجزائرية أن 12 من العمال الجزائريين والأجانب قتلوا منذ اندلاع المواجهات بين الجيش الجزائري والخاطفين الخميس الماضي. وقال ويليام هيج وزير الخارجية البريطاني إن بلاده تضع الأزمة في الجزائر في أولويات اهتماماتها. من جانبه، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن رهينة فرنسية يدعى يان ديجو لقى حتفه، واستدرك قائلا: " تم إنقاذ ثلاثة من الفرنسيين الذين اختطفوا في المنشأة"، بينما قال وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان اليوم السبت إنه يعتقد بعدم وجود فرنسيين بين الرهائن وبعد مرور يومين من بدء هجوم القوات الجزائرية كمحاولة لتحرير الرهائن، لا تزال الحكومات الأجنبية التي لديها مواطنون في موقع الحادث تجاهد للحصول على معلومات أساسية، وأقصى ما تفعله هو المساعدة نقل الرهائن الذين تمكنوا من الفرار خارج الجزائر. وذكرت شركة الطاقة النرويجية "شتات أويل" أنها لا تعلم مصير ستة عاملين نرويجيين بالمنشأة، وأضاف هيلج لوند الرئيس التنفيذي للشركة :"لا يمكن أن نفقد الأمل، إرجاع موظفينا لوطنهم النرويج أهم أولوياتنا. وكانت الولاياتالمتحدة قد أعلنت أن هنالك أمريكان بين من تبقى من الرهائن الأحياء، كما أعلنت عن مقتل أحد الرهائن من مواطنيها ويدعى فريديريك بوتاسيو (58 سنة) من تكساس، وكان يعمل منسقا لعمليات المبيعات لدى شركة البترول البريطانية العملاقة "بريتيش بتروليوم".