أكد نبيل فهمي، سفير مصر الأسبق بالولاياتالمتحدةالأمريكية أن الأطراف الأجنبية تلعب وتتحرك في الساحة السورية لأهداف غير سورية لا تتعلق بحصول الشعب السوري على حريته بقدر ما هو تحرك من أجل حماية مصالحها فى المنطقة. وقال "فهمي" خلال كلمته بالمؤتمر الذي أقيم اليوم الإثنين بالمركز الدولي للدراسات المستقبلية والاستراتيجية تحت عنوان دور القوى الإقليمية والدولية وانعكاساتها على الأوضاع في سوريا: " إن أهداف الربيع العربي طرحت أسئلة كثيرة حول علاقات دول الشرق الأوسط (دول عربية - إسرائيل - إيران ) فيما بينها، وعلاقات تلك الدول مع الدول المجاورة للمنطقة (مثل تركيا ) وبين دول المنطقة ودول العالم وتكتلاتها الكبرى (الولاياتالمتحدة - الاتحاد الأوروبي - روسيا - الصين). أضاف: " اختلفت المواقف وردود الفعل لتغيير الأنظمة في تونس ومصر، ثم ما شهدناه من تغييرات في اليمن وليبيا، وكان لكل ذلك انعكاسات على مواقف الأطراف الإقليمية والدولية من أحداث و تطورات الوضع في سوريا". وتابع استاذ الدبلوماسية الدولية بالجامعة الامريكية بالقاهرة: " أعتقد أنه رغم كل ما قيل عن وجود أيدي خارجية في التغييرات العربية، إلا أنني لا اتفق مع الرأي الداعي، بأن كل ما شهدناه ونشهده الآن جزء من مؤامرة خارجية على النظام العربي، لأن في ذلك رجاف للهوية العربية، وارادت الشعوب العربية في الحرية، والسبب الثاني هو تباين وتضارب المواقف العالمية بما في ذلك المنطقة الواحدة مثل العالم الغربي أو حتى داخل دولة بذاتها مثل الولاياتالمتحدة في التعامل مع تطورات تونس ومصر تحديداً. وأضاف "فهمي": " لم يعد بالإمكان تصور وصول إلى حل وسط بين المعارضة السورية في الداخل والنظام السوري برموزه وعلى رأسهم بشار الأسد وعائلته ، ومن ثم البقاء لأحدهم وليس الأخر ، يدخل في الإعتبار في هذه الساحة توازنات مختلفة بين السنة بمعنى التيار السياسي الإسلامي والشيعة والعلوين وغير المسلمين والأكراد وغيرهم " . أوضح: " غنى عن القول إن إنهيار النظام السوري سيكون رسالة لإنتكاسة نفوذ إيران على البحر المتوسط فضلاً عن أنه سيصعب علاقته من الأطراف المختلفة في لبنان وعلى رأسهم حزب الله، إذاً تدافع إيران عن مكانتها الريادية وهيبتها في الشرق الأوسط والتي شهدت تنامر واسع نتيجة أحداث العراق جعلتها ضمن أمور فرس تنشط سياسياً في الخليج العربي وبالتحديد في البحرين " لافتاً إلى أنه : "في المقابل نجد موقف المملكة السعودية مؤيداً للثوار رغم أنه لم يكن مؤيداً الثورات في شمال أفريقيا بات صرامة في الشام أساساً ضد إيران ليس دعماً لطرف أو مواجهة لأخر بين الجانبين السوريين" . وعن موقف الولاياتالمتحدة من الأزمة السورية، قال السفير : وجدت واشنطن نفسها في موقف بالغ الحساسية في قضايا الربيع العربي؛ فمن ناحية كنت ملتزمة بدعم الديمقراطية فلم يكن أمامها خيار معارضة تطلعات الشعوب إلا أن ذلك كان ولا يزال يعني ضرورة قبول تغيير قيادات سياسية عربية اعتادت التعامل معه وعلى رأسهم مبارك في مصر وبشار الأسد في سوريا، وكلاهما احتفظ باستقرار وهدوء جبهتهما مع إسرائيل بصرف النظر عن المناوشات اللفظية، ويضاف إلى ذلك أن المجتمع الأمريكي بعد أن انغرز في العراق وأفغانستان كان رفضاً الدخول في عمليات عسكرية جديدة، فرأت الإدارة بالنسبة للوضع في ليبيا وكذلك الوضع في سوريا دعم التغيير دعماً لوجستياً ومن خلال النشاط المخابراتي والقوات الخاصة". أضاف "فهمي" أن المشكلة الثانية بالنسبة للخيار العسكري أو التحفظ الشديد لروسيا ومعها الصين من مد اليد الطولي للاتحاد الأطلسي للقيام بعمليات عسكرية لتغيير الأنظمة تحت غطاء التأييد أو الدعم الدولي، أي أن الموقف الأمريكي كان عليه أخذ في الاعتبار تداعيات أي خطوات من جانبه على العلاقة مع روسيا والصين. وعن موقف روسيا الداعم للنظام السوري، أضاف السفير:" لروسيا علاقات تاريخية تقليدية مع الأنظمة السورية المعاصرة، فضلاً عن وجود علاقات عسكرية وأمنية قوية بين البلدين وخاصةً بين البحرية الروسية ومع هذا لا ترغب روسيا أن ترى نفسها في موقف متناقض ومتعرض مع ما يسمى بالربيع العربي، وأعتقد أنها تقدر أكثر من غيرها نقاط القوة والضعف في المنظومة السورية السياسية نتيجة لتواجدها الجغرافي والامني والعسكري في الساحة السورية لسنين طويلة". وأضاف : " مع هذا فمن الأرجح أن الاعتبارات العسكرية التي تحكم الموقف الروسي هي تخوفها من تنامي التيار السياسي الاسلامي المتطرف مما قد يشجع تيارات ممثلة داخل روسيا نفسها أو المناطق المجاورة لها ، والاعتبار الثاني والأهم هو رغبتها في كبح جماح الانتشار الغربي عامةً في فرض توجهاته ووصيته على العالم وتحذير الدول الغربية وعلى رأسها الأممالمتحدة من تجاهل روسيا ومواقفها وحساسيتها في التعامل مع الساحة الدولية خاصة مع وجود مؤشرات أخرى لذلك ومن ضمنها الخلاف الذي أثير حول نشر الصواريخ في بولندا".