تحليل أنماط الشخصية

من الاتجاهات التي برزت ضمن النظريات التعريفية للشخصية الاتجاه الذي استلهم وطور بعض المعطيات الطبية والنفسية القديمة واستفاد منها تجريبيًا في وضع أسس ومعالم نظريات أنماط الشخصية.
والأنماط عبارة عن فئة أو صنف من الأفراد يشتركون في الصفات العامة وإن اختلف بعضهم عن بعض في درجة اتسامهم بهذه الصفات.
أولاً: الأنماط الجسمية:
وقد صنف كرتشمر، الناس إلي ثلاثة أنماط جسمية، هي:
النمط الرياضي:
وهو ضرب من النمط يتميز صاحبه بالنشاط والعدوانية، كأبرز صفتين.
النمط الواهن:
من أهم مميزات هذا الطراز أن يكون الشخص طويلاً، نحيلاً من الناحية الجسمية، منطويًا، مكتئبًا من الجانب النفسي، وعادة ما يميل الفرد من هذا الطراز إلي العزلة.
النمط المكتنز:
للقصير السمين، المرح الصريح، الذي يمتاز بالصرامة والانبساط وسرعة التقلب وسهولة عقد الصداقات، وعلي الرغم من أن هذا التصنيف لاقى ترحيبًا كبيرًا لدى العامة في بادئ الأمر إلا أن هناك دراسات بينت فيما بعد أن أصحاب هذه النمط ليس من الضروري أن تكون سماتهم النفسية كما بين كرتشمر، فعلي سبيل المثال أكدت إحدى الدراسات أن 50 % فقط من الأشخاص الذين ينتمون إلي النمط المكتنز يتصفون بالانبساط في حين يتصف 30 % منهم بالانطواء، وهذا بطبيعة الحال لا يتفق مع المواصفات التي حددها هذا التصنيف.
كما أن افتراض وجود حدود فاصلة بين أنواع الطرز المختلفة يعد أحد سلبيات هذا التصنيف إذ أن الطرز لا تمثل إلا الحالات المتطرفة من الشخصية وأن الغالبية العظمى من الناس عبارة عن خليط من هذه الطرز بدرجات متفاوتة.
ثانيًا: الأنماط الهرمونية:
قسم برمان الشخصية علي أساس الإفرازات الهرمونية في الجسم، إلي:
النمط الدرقي:
وهو النمط الذي ينتمي إليه ذوو الغدد الدرقية النشطة حيث تكون الإفرازات السائدة في الجسم، فوفقًا للنتائج التي توصل إليها برمان في دراسته قام بتعين التهور والقلق والنشاط والعدوانية وسهولة الاستثارة كصفات مميزة لهؤلاء الأشخاص.
النمط الأدريناليني:
نسبة إلي هرمون الأدرينالين، ويمتاز صاحب هذه الشخصية بالقوة والمثابرة والنشاط حيث إن الإفرازات الأدرينالنية تعمل علي تنشيط الخلايا العصبية وتهيئة الظروف اللازمة لتزويدها بما تحتاج إليه من غذاء.
النمط النخامي:
نسبة إلي الغدة النخامية، ويملك صاحب هذه الشخصية القدرة علي ضبط النفس والسيطرة علي انفعالاتها.
النمط الجنسي:
خجول، سهل الاستثارة؛ من حيث الضحك أو البكاء، يميل إلي تغليب العاطفة علي العقل في أغلب المواقف.
النمط التيموسي:
من أهم مميزات صاحب هذه الشخصية عدم الشعور بالمسئوليات الأخلاقية والميل نحو الشذوذ
ثالثًا: الأنماط النفسية:
لعل أكثر العلماء تمسكًا بهذا الاتجاه كارل يونج، وهو أحد تلامذة فرويد إلا أنه اختلف معه في كون الدافع الوحيد للسلوك الإنساني هو الغريزة الجنسية إذ كان يرى أن الدافع الرئيسي لسلوك الإنسان هو الصراع الداخلي.
ومحصلة هذا الاتجاه أنه يمكن تصنيف الناس من حيث أسلوبهم العام في الحياة، ومن حيث الاهتمامات الأساسية التي تطبع سلوكهم إلي نوعين: انبساطيين وانطوائيين.
رابعًا: الأنماط المزاجية:
من أشهر التصنيفات التي استخدمت في هذا الاتجاه التصنيف الرباعي ل هيبوقراط، والذي يقسم فيه الناس إلي:
النمط الدموي:
يكون المنتمي لهذا الطراز متفائلاً في أغلب الأحيان، ممتلئ الجسم، سهل الاستثارة، سريع الاستجابة، مرحًا ومتقلب السلوك.
النمط السوداوي:
تتميز هذه الشخصية بالتشاؤم والانطواء، والانقباض وبطء التفكير بالإضافة إلي ثبات الاستجابة مع وجود صعوبة في التعامل مع الناس، عادة ما يعلق صاحب هذه الشخصية أهمية بالغة علي كل ما يتصل به.
النمط اللمفاوي:
أما صاحب هذه الشخصية فبدين وشره، خامل بليد، بطئ الاستثارة والاستجابة ضحل الانفعال.
النمط الصفراوي:
وفي هذا النمط يتصف الشخص بقوة الجسم، ويكون عادة سريع الغضب حاد الطبع إلا أنه في المقابل يكون ممن يملكون طموحات واسعة مصحوبة بالعناد.