حظى قرار الرئيس محمد مرسي ، بسحب السفير المصري بتل أبيب ، على خلفية الهجمات الصهيونية على قطاع غزة، التي أسفرت عن مقتل أحمد الجعبري القائد البارز بكتائب عزّ الدين القسام، الجناح العسكري لحماس ، باستحسان داخلي وخارجي ، من المعارضين له قبل المؤيدين ، بالرغم من أنه لم يكن الأول في تاريخ العلاقات الدبلوماسية بين البلدين منذ اتفاقية كامب ديفيد، حيث سبق وقام الرئيس السابق حسني مبارك بهذه الخطوة مرتين. المرة الأولى كانت في عام 1982 حينما قام بسحب السفير المصري سعد مرتضى ، احتجاجاً على اندلاع الحرب في لبنان ، وظلت السفارة المصرية هناك بلا سفير ، حتى تم تعيين السفير المصري الراحل محمد بسيوني عام 1986. وظل السفير محمد بسيوني في منصبه لمدة تعد هي الأطول في تاريخ السفراء المصريين بتل أبيب ، حتى قامت الرئاسة باستدعائه عام 2000 احتجاجًا على الممارسات الوحشية في الانتفاضة الثانية ، وظلت العلاقات الدبلوماسية المصرية الإسرائيلية مجمدة لمدة خمس سنوات حتى 2005. ومنذ ذلك التاريخ لم يتم سحب أو استدعاء السفير المصري من تل أبيب ، ليتم سحب السفير المصري عاطف سالم، اليوم، والذي يعد أقصر من تولى مهمة سفير مصري بإسرائيل، حيث كان قد تولى منصبه رسميًا أكتوبر 2012، ولم يمر شهرين على توليه المنصب بعد. من قلب القاهرة على المستوى الداخلي ، رصدت صحيفة "التغيير" أهم التعليقات الواردة بشأن قرار الرئيس محمد مرسي بسحب السفير حيث قال حمدين صباحي، مؤسس التيار الشعبي المصري، إن "سحب السفير المصري من إسرائيل خطوة أولى جادة ضمن حزمة إجراءات لمواجهة العدوان الصهيوني ضد شعبنا العربى في فلسطين، المجد للمقاومة والنصر لغزة". وأضاف صباحي ، في تدوينه له على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي " تويتر" ، "مطلوب فوراً طرد السفير الصهيوني، ومراجعة الملاحق الأمنية لاتفاقية كامب ديفيد. قرار مرسي لم يتوقف عند حد حمدين صباحي ، المعارض البارز مصطفى بكري ، عضو مجلس الشعب السابق ، وصف قرار الرئيس محمد مرسي بسحب السفير المصري من دولة الكيان الصهيوني بأنه "يستحق التحية"، قائلا "اغتيال الجعبري، والعدوان على غزة عار يلحق بنا جميعا وجريمة لا تغتفر". بكري قال على في حسابه الشخصي على تويتر ، : "كفى إذلالاً لأشقائنا الفلسطينيين ، مطلوب طرد السفير الصهيوني من مصر فوراً ، ومطلوب الدعوة لعقد قمة عربية طارئة لنضع حدا لهذا الهوان". وأدلى بدلوه الدكتور يسري حماد ،المتحدث الرسمي لحزب النور ونائب رئيس الحزب، قائلا إن "سحب السفير المصري وطرد سفير إسرائيل من مصر ليس كافيا، والدعوة إلى قمة عربية تكون كسوابقها في الشجب والتنديد وإعمار ما دمره اليهود، والبكاء والتوسل إلى الأممالمتحدة لتتوسل بدورها للكيان الصهيوني بات دربا من العبث". وأكد حماد ، في حسابه الشخصي على "فيس بوك"، أن تقوية "إخواننا" في غزة عسكريا من الوسائل المتاحة عربيًا، مضيفًا: «وتحتاج إلى قلب أسد وتصميم مؤمنين بذلك، أما بالنسبة للخيار العسكري لمصر، أعلم جيدا أن إسرائيل لا تفهم إلا لغة القوة". وأضاف "الخيار العسكري لمصر سيكون متاحا يومًا، ولكن لا نعلم متى، خاصة أننا لم نعد ما استطعنا من قوة ومن رباط الخيل كما أمرنا الله بذلك، وإلى ذلك الحين نفتح المستشفيات المصرية لاستقبال اخواننا في غزة ونساعدهم بالمواد الإغاثية قدر المستطاع، ولا ننس دعاء السحر من الصالحين لعل الله يكشف عنهم الغمة ويذهب بأس المعتدين، أما عن مغزى هذا التوقيت، أخشى أن يكون تنفيذا لمخطط الضغط على أهل غزة للهجرة إلى سيناء انتهازا لضعف قبضة مصر الأمنية عليها". عصام العريان قال إن مصر تغيرت .إرادتها تحررت ، مضيفاً سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون وتابع ، لن يكون في مصر أي كنز لإسرائيل .الحسابات الانتخابية الضيقة ستنقلب على حكومة الحرب التي تحاول إنقاذ نفسها بانتخابات مبكرة على هدير المدافع وأزيز طائرات الدمار.نتانياهو دمر علاقته بأوباما وسنرى كيف تتصرف إدارته التي تتشكل. من فلسطين .. قلب الحدث وعلى الصعيد الخارجي ، ثمنت الحكومة المقالة التي تديرها حركة حماس في غزة مساء اليوم، قرار الرئيس المصري، محمد مرسي، بسحب السفير المصري لدى إسرائيل على خلفية التوتر في قطاع غزة. وقال طاهر النونو، المتحدث باسم الحكومة المقالة، في بيان صحفي "نثمن قرارات الرئيس مرسي بسحب السفير المصري من دولة الاحتلال الصهيوني جراء ما يمارسه من عدوان وجرائم بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة". وأضاف النونو "تدعو الحكومة الزعماء والقادة العرب بضرورة اتخاذ مواقف حاسمة بشأن الاحتلال لردعه وإثنائه عن مواصلة عدوانه ضد المواطنين في غزة". وقد أفاد مراسل قناة مصر 25 بقطاع غزة، أن "الزغاريد" والهتافات المؤيدة لمصر قد انطلقت فور صدور قرار سحب السفير المصري من تل أبيب. وكان مرسي قد قرر في وقت سابق اليوم سحب السفير المصري لدى إسرائيل احتجاجا على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وطالب الرئيس المصري وزير خارجيته باستدعاء السفير الإسرائيلي في القاهرة وتسليمه رسالة احتجاج على قتل الأبرياء في غزة.