يتضح من تقرير بريطاني، ازدياد ما يطلق عليه في الأدبيات اليهودية والصهيونية (معاداة السامية) في المملكة المتحدة، وهو مؤشر على تزايد الضيق من ممارسات الجالية اليهودية في بريطانيا. ووفقا لما نشرته الصحف الصهيونية، فإن تقريرا أعدته لجنة بريطانية حول ما تسميه هذه الصحف (معاداة السامية)، لاحظ ازديادا فيما اسماه "الخطاب المعادي للسامية" ليس فقط بين المجموعات اليسارية، ولكن في أوساط أخرى، وأوصى التقرير باتخاذ سلسلة من الإجراءات للحيلولة دون مزيد من التدهور في هذا الجانب. وسيقدم التقرير إلى رئيس الوزراء البريطاني توني بلير، وكانت اللجنة التي أعدت التقرير شكلت قبل نحو عام للتحقيق في الموضوع و"تحديد مصادر معاداة السامية وتقديم التوصيات التي يعتقد أنها ستؤدي إلى تحسين الوضع الراهن على صعيد مناهضة معاداة السامية". وأشار التقرير إلى الارتفاع المتزايد في وقوع ما اسماه الحوادث المعادية للسامية في بريطانيا، منذ عام 2000، يرافقه ما اسماه التقرير "انخفاض في التأييد الجماهيري لليهود". ولم يحدد التقرير إذا كان هناك صلة مباشرة للصراع الفلسطيني-الصهيوني بحوادث معاداة السامية، ولكنه اعتبر هذا أحد الأسباب المفترضة بالإضافة إلى ازدياد ما اسماه خطاب معاداة السامية بين مسلمي بريطانيا، وفي أوساط أقصى اليسار واليمين المتطرف. ورأى التقرير أن كل ذلك أسهم "في إيجاد مناخ أصبح فيه اليهود أكثر حذرا، وأكثر عرضه لسوء المعاملة والاعتداء من أي وقت مضى منذ جيل أو أكثر". وأضاف أن كل ذلك "يدق أجراس الإنذار في بريطانيا"، وقال مسؤول اطلع على التقرير لصحيفة "هارتس" الصهيوني: "اليهود لا يستطيعون العيش بشكل طبيعي وبدون خوف، وان يمارسوا طقوسهم، ويتمتعوا بثقافتهم وحياتهم الدينية دون خوف دائم من مهاجمتهم". وتضمن التقرير توصيات لمكافحة ما وصفه بمعاداة السامية تشمل الجامعات وشبكة الإنترنت، والمطبوعات المختلفة، والكنائس. ويتزامن نشر هذا التقرير مع الاحتفال هذا الشهر على مرور 350 عاما للوجود اليهودي في بريطانيا، ويذكر انه منذ اندلاع انتفاضة الأقصى الفلسطينية في أواخر أيلول/سبتمبر 2000، تزايدت الانتقادات في بريطانيا ضد الكيان الصهيوني، واتخذت أطر أساتذة الجامعات إجراءات عقابية ضد بعض الجامعات في الكيان، على خلفية تأييد محاضريها للاحتلال الصهيوني، وشملت الاحتجاجات ضد الكيان أطرا كنسية ومنظمات شعبية مختلفة. وسجلت في بريطانيا حوادث اعتداءات على يهود بالإضافة إلى رسم الصلبان المعقوفة على مقابر يهودية في بريطانيا.