ذكرت صحيفة واشنطن بوست نقلاً عن مسئول دفاعي أمريكي رفيع، أن العبوات الناسفة المزروعة على جانب الطريق في العراق ارتفعت إلى أرقام قياسية هذا الصيف، إلى نحو أربعة أضعاف ما كانت عليه في يناير 2004، بينما انخفضت بشدة المعلومات من المواطنين العراقيين التي تحذر من القنابل والهجمات وسط اشتعال العنف الطائفي. وبحسب الجنرال المتقاعد في الجيش الأمريكي مونتجوميري ميجس، مدير منظمة إحباط العبوات الناسفة بدائية الصنع المشتركة، التي تترأس الجهود الأمريكية لكبح القنابل، فإن نحو 1200 عبوة ناسفة بدائية الصنع [IEDS] – القاتل الرئيس للقوات الأمريكية في العراق – انفجرت في أغسطس بينما واصل المقاتلون العراقيون ابتكار وسائل جديدة لتصميم وإخفاء الذخائر المميتة. وقال ميجس للصحافيين "إننا نقوم بتقدّم بطيء ..". ولكنه توقع أن منظمته – التي نمت من مبادرة صغيرة تضم 12 شخصًا في 2003 إلى كيان بالبنتاجون يضم 269 موظفًا بميزانية 3.47 مليار دولار في 2006، ستؤدي مهمتها بشكل أفضل مع مرور الوقت. وأضاف أنه على الرغم من العدد المرتفع للقنابل، فإن نصفها تقريبًا يتم اكتشافه حاليًا وتحييده من جانب الجيش الأمريكي قبل انفجارها، على حد زعمه. ولكن العثور على القنابل أصبح أكثر صعوبة، في ظل انخفاض عدد العراقيين الذين يقدمون معلومات بشأن القنابل والقناصة منذ تفجير ضريح شيعي في سامراء في فبراير الماضي. وقال ميجس إن العبوات الناسفة التي تفتك بالقوات الأمريكية تشمل حاليًَا "مواد خارقة"، حيث توضع رقائق معدنية في شكل مخروطي يمكن أن تثقب بوصة من الصلب. بينما يأتي تحدي متنامي آخر من العبوات الناسفة المصممة لتفجير المنطقة الضعيفة من العربات المدرعة. وأشار الجنرال الأمريكي إلى أن هجمات العبوات الناسفة تقع بشكل أكبر في "المناطق السنية" وأن هناك تركيزًا خاصًا في بغداد. وقال ميجس إن البنتاجون أضاف أبواب مصفحة جديدة للعربات الهمفي، منتجًا 5 آلاف مجموعة لحد الآن لما يقدر ب 35 ألف عربة همفي في العراق، ولكنه أقر بأنه لا يمكنه أن يضمن أن الأبواب الجديدة ستمثل حماية ضد القنابل الخارقة أو المتفجرات الأكبر التي تصنعها المقاومة العراقية. هذا وستنفق منظمة ميجس نحو 43 مليار دولار على أجهزة التشويش لمنع القنابل التي يتم تفجيرها عن بعد، بالإضافة إلى 1.22 مليار دولار لاكتشاف وتحييد وجمع معلومات عن القنابل المزروعة على جانب الطريق.