بدأت بمصنع صغير و10 عمال ثم استعنت بمعتقلى التيار الإسلامى أقول للإنقاذ وتمرد اتقوا ربنا فى البلد الاستثمار المباشر والتمويل التشاركى هو نافذة مصر لكى تخرج من كبوتها جميع المصانع والشركات مازالت باسمى وسأسعى لاستعادة حقى عبد اللطيف الشريف رجل له تاريخ، وهو رجل اقتصاد من طراز فريد شارك فى نهضة مصر اقتصاديا وتجاريا وصناعيا فى الثمانينيات، وخاض أول تجربة فى الاقتصاد الإسلامى، وحقق النجاح، وقد دخل اسم الشريف كل بيت وحقق آمال الكثيرين، فهو مؤسس وصاحب شركات الشريف للبلاستيك. بدأ من الصفر واستطاع أن يحول مصنعا صغيرا جدا إلى منظومة كبيرة من المصانع وصل عددها إلى 54 مصنعا، وقام بتشغيل 15 ألف عامل، وكانت له أسواق داخل وخارج مصر، ووصل حجم ثروته إلى ثلاث مليارات جنيه، وهو ما أثار غيرة البعض منه، خصوصا أنه استطاع فى وقت قصير جدا أن يقدم نموذج رجل الأعمال الإسلامى الناجح، فتدخل مبارك بكل ثقله وسطوته وقام بسجنه والاستيلاء على أمواله وشركاته ومصانعه! الشعب التقت عبد اللطيف الشريف فى منزله بمصر الجديدة وكان لنا معه هذا الحوار: * ما هى البداية؟ حدثنا عن أول مشروع بدأت به؟ والدى كان يمتلك شركة بلاستيك وشركة للمطاحن، ولكن تم تأميمهما 1958، وقبل التأميم اليهود ولعوا فى شركات المطاحن، وقررنا أن نبدأ من جديد من مصنع صغير للبلاستيك تحت منزلنا بمصر الجديدة، وبدأت فى تطوير المصنع بمكبس يدوى واحد، ثم اشتريت مكبس "مكنة" للمواسير حتى طورته، وكان والدى معترضا على تطويره حتى لا أتعرض للأذى مثله لأن كل عهد به ظلم وظلمة ومظلومون. * وكيف تكونت إمبراطورية عبد اللطيف الشريف؟ عمرى ما كان عندى إمبراطورية؛ مجرد مصانع بنيتها مصنع تلو الآخر، كنت أستعين بالله ثم بالناس المحترمة والخبراء المتخصصين فى الإدارة، وأعرف إيه اللى ناقص فى السوق والناس عوزاه واعمله. بدأت ب 10عمال واستعنت بعد ذلك بمجموعة من الموظفين والعمال والمهندسين كان أغلبهم سُجن قبل ذلك لانتماءاتهم للتيار الإسلامى، وبدأت أعمل خامة البلاستيك وبعدها عملت مواسير بلاستيك وغيرها من المنتجات البلاستيكية. * ما النموذج الذى استلهمت منه تجربتك الخاصة؟ كنت معجبا بشكل كبير بنموذج شركات المعاملات الإسلامية والتى كانت تابعة فى أغلبها "للإخوان المسلمين"، لأن فكرة وجود شركة فيها مساهمون وعاملون وأنشطة مختلفة كانت فكرة جيدة. * من المستفيد من مصادرة أموالك؟ وما حقيقة طلب مبارك أن يشاركك فى مؤسساتك ومشاريعك؟ المستفيد هم أعداء الوطن الذين لا يريدون لأى مشروع اقتصادى أن ينجح، خصوصا إذا كان صاحب هذا المشروع له اتجاه إسلامى، فهم عندهم كره كبير للإسلام ويفكرون بطريقة اللى مش معانا يبقى ضدنا. فانا أعتقد أننى لم أمثل أى خطر على أى شركات أخرى، ولم أنافس أحدا؛ فقد كنت أبحث عن المشاريع التى لا يعمل بها غيرى، وبدأت الأزمة بعد أن توسعت مشروعاتى؛ فمبارك لا يريد أن ينجح أحد، وهو دائما يريد الاستيلاء على المشروعات الناجحة، وبالمناسبة هو شخص حقود ويتمنى زوال النعمة من يد الغير، واللى عمله معايا دليل إنه غبى. وهو لم يطلب مشاركتى؛ فشهوة التخلص منى كانت أقوى من أى مكسب يريد أن يحصل عليه، فهم أرادو هدمى أنا وغيرى من رجال الأعمال الإسلاميين بعد أن نجحنا وفشلوا هم. * هل أنت نادم على كل ما حدث؟ ولماذا قلت "ليتنى خرقت السفينة"؟ لست نادما، وراضٍ عن كل ما قمت به فهذا قدر الله وكنت أقصد بقولى "ليتنى خرقت السفينة" أى أننى داريت على حالى حتى لا يطمع الحاقدون فى أموالى. * هل تأثر الاقتصاد المصرى بإغلاق شركات توظيف الأموال بشكل عام وشركاتك بشكل خاص؟ لم تكن شركاتى شركات توظيف أموال؛ ولكنها كانت مصانع وشركات تجارية وفقا لقانون الاستثمار(اقتصاد سليم وليس ربويا) وشركة واحدة فقط كانت عبارة عن تلقى أموال لاستثمارها فى مشروعات إنتاجية. وبالطبع قد تأثر الاقتصاد المصرى بشكل سلبى، فما معنى أن يكون لديك مؤسسات وشركات ومصانع محترمة تنتج العديد من المنتجات الضرورية، والتى يحتاجها السوق، وتقوم بتشغيل ملايين الأموال، وتجلب للبلد عملة صعبة، وتوفر الوظائف لآلاف العاملين. كل ذلك توقف بسبب المصادرة، وتسبب كل ذلك فى تحطيم آمال وطموحات الكثير. * تجاوزت ممتلكاتك 3 مليارات أين ذهب بها النظام السابق؟ وماذا فعلت لاسترجاعها؟ الفلوس سرقوها فى جيبهم، والمصانع استولوا على جزء كبير منها، وخربوا الباقى، وبالمناسبة أغلب المصانع ما زالت باسمى، وأنا أبذل جهدى قدر المستطاع لاسترجاعها. فلا يمكن أن يضيع حق وراءه مطالب. * ما علاقتك بسامى مبارك شقيق الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك؟ علاقاتى بسامى مبارك أنه كان مهندسا وكان يعمل معى، ولم يكن يربطنا غير العمل، وقد طلب منى مبارك قبل ذلك أن أقوم برفده، فمبارك كان حقودا ونفسيته سوداء ولا يحب غير نفسه، لدرجة أنه مكنش بيدخل أخوه بيته. * ما شعورك حين قامت ثورة 25 يناير؟ حين قامت الثورة كنت كسائر المصريين مؤيدا لها، رغم أنى لم أشارك فيها لأسباب صحية، ولكن كنت على يقين أن الله سينصر الحق، ولم يكن سقوط مبارك مفاجأة لى؛ فقد كنت أعلم أن الله يمهل الظالم ولكن لا يهمله، فسعدت سعادة غامرة لهذا. * ما تقييمك للأداء الاقتصادى لحكومة قنديل وهل تغيير بعض الحقائب الوزارية حل للأزمة الاقتصادية الحالية؟ هى حكومة جيدة وتجتهد بقدر الإمكان ولا تهم النتيجة، هم يعملون ما عليهم وسيحاربهم الشيطان وجنوده، وعدم الكلام أفضل من عنده شىء جيد يعمله، وتغيير الوزراء كثير هم أدرى به، اكيد يرون أن التغيير أفضل للبلد؛ لأن "اللى ايده فى الميه مش زى اللى ايده فى النار". * ما وجهة نظرك فى مشروع تنمية قناة السويس؟ والصكوك الإسلامية؟ مشروع تنمية قناة السويس مشروع جبار سيخدم البلد والاقتصاد بشكل جيد وسيضيف أفكارا جديدة. والصكوك نظام عظيم ومطلوب، وسيكون طفرة جيدة فى مصر. * ما رأيك فى أداء الدكتور مرسى؟ هو أداء بشرى يحتمل الصواب والخطأ، والحمل ثقيل، وأنا أعتقد أنه يستطيع أن يتحمل مسئولية مصر، وأقول له شد حيلك وربنا يوفقك، ولا تلتفت لأمثال هؤلاء لأنهم سيظلون يحاربونك لحد لما ييأسوا. * ما رأيك فى جبهة الإنقاذ وحملة تمرد؟ أنا لا أعتبرها جبهة إنقاذ؛ إنما هى جبهة إغراق مصر، وأقول لهم اتقوا الله فى البلد، أما بالنسبة لحملة تمرد وأمثالها من هذه الحملات أعتقد أنها لن تنجح، وخليهم يورونا كيف سيسحبون الثقة من الرئيس الشرعى المنتخب. * فى رأيك ما المخرج من الأزمة الاقتصادية الحالية؟ وكيف يمكن أن يستفيد شباب رجال الأعمال من تجربتك؟ أولا لا تجربة تعاد؛ لأن كل وقت له متطلباته التى تلبى احتياجات أفراده، المفروض أن الشباب يشدوا حيلهم ويستعينوا بالله ويروا الأشياء الناقصة فى البلد، وما إمكانياتهم المادية وما يستطيعون تنفيذه من هذه المشاريع بما يتناسب مع ظروفهم وظروف البلد. وما يمكن أن نقوله عن تجربتى أنها تجربة ناجحة ممكن يعاد توجيهها وليس تكرارها، وأن تعاد بشكل أرقى وأفضل عن طريق الاستثمار المباشر والتمويل التشاركى، وهذا سيكون طفرة اقتصادية ومالية كبيرة فى البلد، ولا بد أن ننظر للأمام وليس للخلف، ولا بد من إيجاد مشروعات جديدة لكى نحل أزمة البطالة عن طريق التكاتف بين البنوك بعضها البعض وأيضا بين شركات التمويل. * هل ننتظر قريبا عودة عبد اللطيف الشريف مرة أخرى؟ وهل هناك مشروعات اقتصادية جديدة؟ إن شاء الله قريبا، وبالفعل يوجد مشروع قائم لكن إمكانياتنا الحالية صغيرة ومحدودة ولكننا نسعى إلى تطويره، وخطتنا فى المرحلة المقبلة هى إدخال التكنولوجيا المتقدمة فى صناعة المواسير ووسائل نقل المياه. كما يوجد مصنع بلاستيك تقوم فكرته على استخدام المخلفات الزراعية فى إنتاج المواسير البلاستيكية مثل قش الأرز، والفرق بينه وبين المنتجات الأخرى فى التركيبة فقط، فهم يعتمدون على البتروكيماويات، أما عندنا نستخدم المخلفات الزراعية، ويجب أن نعرف أن مصر بلد غنية بخيرات الله، وفيها مخلفات كثيرة لا بد من استخدامها. * من وجهة نظرك ما روشتة أو خطة نجاح أى مشروع؟ هى معادلة بسيطة جدا، لا تنظر تحت رجلك؛ انظر للأمام واعمل شيئا ليس موجودا بأرخص سعر وأفضل جودة. ويجب أن نعرف أن مصر مليئة بالثروات والمواد الطبيعية، كما أن بها طاقات بشرية كبيرة، وأى أحد يريد عمل مشروع ناجح لا بد أن يدرس الموارد التى عندنا مما فوق الأرض وتحت الأرض، وكيف نستفيد منها، ثم يبذل الجهد للاستفادة منها، فمصر مليئة بالخيرات ولا تجد من يستثمرها حتى الآن.