قام العشرات من اللبنانيين، أمس الثلاثاء، بتنظيم مسيرة بالعاصمة بيروت، للمطالبة بالإفراج عن الناشط اللبناني جورج عبد الله، المعتقل في السجون الفرنسية منذ حوالي ثلاثين عاما، بتهم تتعلق بالإرهاب، لدوره في عمليات اغتيال استهدفت دبلوماسيين أمريكيين وصهاينة دعما للقضية الفلسطينية. وانطلقت المظاهرة التي نظمتها الحملة الدولية للمطالبة بإطلاق سراح الأسير جورج عبد الله، من منطقة البربير باتجاه السفارة الفرنسية بوسط بيروت، مرورا بمقر إقامة السفير القريب من مبنى السفارة. وردد المتظاهرون عبارات منددة "بالضغوطات الإمبريالية الأمريكية التي تضغط على القضاء الفرنسي لمنع إطلاق سراح جورج"، بعد أن ألغى القضاء قرارا إطلاق سراحه قبل بداية العام الحالي. وتقدم المتظاهرين فرقة كشفية وعدد من الشبان الذين يرتدون الأقنعة، في حين اتخذت الأجهزة الأمنية اللبنانية إجراءات استثنائية. وأمام السفارة، أكد المتحدث باسم "لقاء الأحزاب الوطنية" وهو أحد التجمعات المقربة من قوى 8 مارس، "وقوف اللقاء إلى جانب قضية جورج عبد الله، المناضل الأسير، بتهمة مقاومة الاحتلال الإسرائيلي". بسام القنطار، عضو الحملة الدولية للمطالبة بإطلاق سراح جورج عبد الله، ألقى كلمة أكد فيها أن "صرخات الحرية ستلاحق المسؤولين الفرنسيين في كافة زياراتهم إلى لبنان". وانتقد القنطار ما وصفه ب"صمت المسؤولين السياسيين" في بلاده "على الظلم الذي يطال المواطن اللبناني عبد الله، المعتقل في فرنسا دون أي وجه حق". وأشار القنطار إلى "متابعة الشكوى التي سجلتها الحملة في الأممالمتحدة ضد فرنسا، والتي ستطرح في الدورة المقبلة لمجلس حقوق الإنسان، والتي ستفتتح أعمالها أواخر هذا الشهر"، ولم يحدد موعد تقديم تلك الشكوى. وبث المنظمون رسالة صوتية مسجلة لجورج عبد الله من داخل زنزانته في سجن "لانميزان" في فرنسا، تمنى فيها "لو كان بين المقاومين في لبنان يحيي ذكرى تحرير الجنوب وذكرى النكبة الفلسطينية التي زادها الانقسام الفلسطيني قسوة". وقال عبد الله إن قضيته "لن تموت وإن الإمبريالية الأمريكية والاستسلام الفرنسي لها لن يدومان طالما بقي انصار قضيته في الشارع يطالبون بحريته". ومؤخرا أتم جورج عبدالله عامه التاسع والثلاثون في السجون الفرنسية، وكان قد أدخل السجن عام 1984 بتهم تتعلق بالإرهاب ومحاولة اغتيال دبلوماسيين غربيين وإسرائيليين في فرنسا. وعبد الله هو عضو في الحزب الشيوعي اللبناني وانضم لصفوف المقاومة الفلسطينية خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1978، ويبلغ من العمر حاليا قرابة الستين عاما، وقد استحق الإفراج المشروط عنه منذ العام 1999 لكن السلطات القضائية الفرنسية ترفض هذا الإفراج المشروط.