عندما يظهر وباء بعينه في إحدى المدارس تعلن على الفور حالة الطوارئ، وتكون التعليمات الوقائية والإجراءات الطبية وقرارات تفعيل وتطوير العيادات المدرسية على أشدها.. وكالعادة يتراجع كل شيء مع انحسار الوباء، لنفيق - كما يحدث كل مرة - على وباء جديد تثبت حقائق الواقع أننا غير مستعدين له.. ويبدأ يظهر غياب دور العيادات الطبية في المدارس وقصور التأمين الصحي. لذلك تجولت «جريدة الشعب » في عدد من مدارس المنيا لتكتشف وتكشف حجم العيادات الصحية الموجودة فيها ومدى تأثيرها خاصة في المدارس الريفية.والخطر الذى يداهم أبنائنا . وكانت المفاجأة والكارثة فى عدم وجود أطباء أو ممرضات أو مطهرات أو أى عقاقير طبية ، وبطاقات صحية للتلاميذ فى بعض المدارس.. وفى مدارس المدن توجد عيادات.. لكن لا يوجد بها أطباء أو مطهرات وفى بعض المدارس يذهب طبيب التأمين الصحي إليها مرة كل شهر إن أمكن حيث إن كل طبيب مسئول عن ثلاث أو أربع مدارس. لكن الواقع كان غير ذلك.. ففى مدرسة كفر الصالحين الإعدادية المشتركة مركز مغاغة محافظة المنيا لا توجد عيادة وإنما غرفة صغيرة مغلقة قيل لنا أنها غرفة العزل، ولم يدخلها الطبيب إلا مرة واحدة في بداية العام الدراسي لشرح حالة الحمى القلاعية وحتى ألان لم يدخلها وكذا مدرسة كفر الصالحين الابتدائية لا طبيب لا ممرضات وهذه مدارس في قرى بمعنى انتشار الأوبئة والأمراض تحتاج تواجد مستمر للطبيب وفحص التلاميذ حتى نتجنب الأمراض وسرعة القضاء على انتشار أي منها بين التلاميذ ويؤكد احد أولياء الأمور أن اكتشاف أي حالة مرضية بين التلاميذ وإبلاغ ناظر المدرسة بها والذي يقوم بتحويلها ، إلى الوحدة الصحية والمدرس لا يعرف إذا كان التلميذ مريضا أم لا، ومرضه معدي أم لا، والمفروض أن الطبيب هو الذي يشخص الحالة ولكن عندما يصاب تلميذ بسعال مثلا أو يعطس لمدة يومين نبلغ الناظر الذي يمنحه أجازة ويطلب منه أن يصطحب والده إلى الوحدة الصحية وإحضار شهادة مرضية من طبيب الوحدة بعدد أيام الغياب ولا أحد يعرف نوع المرض. كما أن بعض المدارس ليس بها عيادة طبية والتلاميذ ليس لديهم بطاقات صحية كما أن دورات المياه خالية من الصابون أو المطهرات ناهيك عن الرائحة الكريهة التي لا تطاق من عدم النظافة الواضحة والملموسة بالأرضية والحوائط فالتأمين الصحي مسئول عن العيادات الموجودة في المدارس فيما يخص نظافتها وتوفير ممرضة وتوفير الصابون والمطهرات اللازمة لنظافة العيادة، وتطهير الآلات التي يستخدمها الطبيب أثناء عمله، والسبب في انتقال المرض بهذا الشكل السريع يرجع إلى عدم التزام التلاميذ بالنظافة وغسل الأيدي، ولأن الأسرة تستعمل فوطة واحدة، والتلميذ يقوم بفرك عينيه ثم يفرك الثانية ثم يتلامس مع زملائه فينقل المرض. وأضاف مسئول في التأمين الصحي: الأطباء الجدد «شباب الأطباء» يرفضون العمل في التأمين الصحي بسبب ضعف المرتبات ويقوم التأمين بتعويض العجز في عدد الأطباء بالتعاقد مع أطباء التأمين الصحي الذين خرجوا على المعاش للعمل بمكافآت، والمرور على المدارس للكشف على التلاميذ، وكل طبيب يكون مسئولا عن ثلاث أو أربع مدارس حسب كثافة المدارس فى المنطقة، والمفروض أن يكون فى كل مدرسة عيادة وممرضة، ويقوم التأمين بمد الأطباء فى العيادات بالصابون والمطهرات والديتول تحت بند الصرفية الطبية، لأن الطبيب لا يستطيع العمل بدون تعقيم وتطهير الآلات التي يعمل بها وغسل يده قبل الكشف على كل تلميذ فى الريف. ونظرًا لأن التأمين لا يستطيع أن يوفر أطباء لكل المدارس وعددها كبير جدًا تم ربط المدارس على الوحدات الصحية، ويقوم طبيب الوحدة بالكشف وكتابة العلاج وصرف الدواء وإعطاء الإجازات المرضية. وقد أعرب مسؤل بوزارة الصحة من قبل : إن العجز في الأطباء في الريف مشكلة تواجه وزارة الصحة والأطباء يرفضون العمل هناك بحجة أنها مناطق بعيدة، والوزير حل هذه المشكلة برفع مرتبات الأطباء فى هذه المناطق إلى 1000%، ورفع الحوافز والبدلات حتى وصل مرتب الطبيب فى بعض المناطق الريفية والمناطق النائية والبعيدة إلى ثلاثة آلاف جنيه، ولكن مازال هناك عجز خاصة فى أعداد الأطباء فى التخصصات النادرة والتأمين يقوم بسد العجز بالتعاقد مع أطباء من خارج التأمين ومن الوزارة. يقول احد أطباء العيونبالمنيا إن مرض ملتحمة العين سببه عدم الالتزام بالنظافة الشخصية مثل غسل الأيدي بالمياه والصابون، والاشتراك في استخدام الأدوات اليومية مثل الفوط والمناشف والتلامس بالأيدي وخطورة المرض في أنه ينتشر بسرعة ورغم ذلك فهو يشفى بسرعة ولا يترك أي مضاعفات. والمفروض أن تكون هناك عيادة تأمين صحي في كل مدرسة وممرضة وطبيب من التأمين الصحي لاكتشاف أي مرض خاصة المعدية التي تنتشر بسرعة والإبلاغ عنها فورًا، وأخذ جميع الاحتياطات من توعية التلاميذ بطرق نقل العدوى والوقاية وإعطاء العلاج والإجازات حتى لا ينتشر، ومرض الملتحمة مرض واضح أعراضه فى العين والطبيب يستطيع تشخيصه فورًا فى العيادة فى المدرسة، خاصة فى ظل التكدس الموجود فى الفصول وعدم الالتزام بالقواعد الصحية بين التلاميذ من ضرورة غسل الأيدي بالمياه والصابون. ومن موقعنا نناشد السيد وزير الصحة ووكيل وزارة الصحة بالمنيا لا تنتظروا الوباء ثم نبحث عن معالجته بل يجب الاهتمام بهذا النشء وبهذه الأجيال والاهتمام بالحالة الصحية لهم والتشديد على أطباء الوحدات الصحية بزيارة كل مدرسة ولو مرة واحدة أسبوعيا لمتابعة اى حالة أو أي مرض يظهر بين التلاميذ لأن منهم الفقير الذي لا يستطيع والده الذهاب به إلى مستشفى خاص أو عيادة خاصة وخاصة أن بعض أصحاب العيادات تحولوا إلى جزارين وليسوا أطباء يؤدون مهنة إنسانية فلقد حولوها إلى مهنة تجارية بحتة ونزعت من قلوبهم الرحمة وتغالوا في رفع سعر الكشف على المريض حتى يكنزون الأموال والعقارات كما يفعل أطباء مدينة مغاغة ففي النهاية لا نملك إلا أن نقول حسبنا الله ونعم الوكيل في كل طبيب يقسو قلبه على المريض ولا يرأف به أو طبيب في وحدة يقصر في عمله أو مسؤل لا ينشغل بأمر من هم مسؤلين منه ويكون كل همه الكرسي.