تدفق منذ ساعات الفجر الأولى الآلاف من المتزمتين اليهود إلى أحياء الخليل القديمة من مختلف المستوطنات والكيبوتسات اليهودية بدعوى أداء الصلوات في الحرم الإبراهيمي الشريف الذي أغلق في وجه المصلين المسلمين ليفتح بالكامل في وجه المتزمتين والمستوطنين. وأكد العديد من شهود العيان أن الجنود الذين انتشروا في كل زواية وحي من أحياء المدينة القديمة قد أقاموا عشرات الحواجز المفاجئة في قلبها وطبقوا إجراءات مشددة بحق المواطنين تمثلت بمنع العشرات من التجار بفتح محلاتهم التجارية إضافة إلى الحد من حرية الحركة لدى المواطنين. كما شوهد جنود الاحتلال وهم يقومون بتوقيف العديد من المارة وخاصة الشبان منهم وإخضاعهم للتقتيش الجسدي بعد إجبارهم الاستدارة نحو الحائط فيما تعرض بعضهم للضرب بالركلات من قبل هؤلاء الجنود. في غضون ذلك فقد مارس المستوطنون ممارسات استفزازية بحق الأهالي خلال تجوالهم في شوارع البلدة القديمة حيث القوا بالقارورات والزجاجات الفارغة وبقايا النفايات في الشوارع وعند المداخل المؤدية إلى بعض المنازل والمحال التجارية وقد سمع بعض من هؤلاء وهم يرددون الهتافات العنصرية ضد المواطنين العرب ومن بين هذه الهتافات "الموت للعرب أو الرحيل" وما شابه وذلك على مرأى ومسمع الجنود الإسرائيليين الذين وفروا الحماية لهؤلاء المتزمتين. وكان بيان صدر عن القوى والفعاليات والمؤسسات المختلفة في مدينة الخليل استنكر فيها ما يمارسه المستوطنون والجنود من وممارسات وإجراءات استفزازية ضد المواطنين في قلب البلدة القديمة من الخليل وخاصة أثناء الأعياد اذ يغلق الحرم الإبراهيمي في وجه المواطنين ليفتح للمستوطنين ليمارسوا فيه شتى أنوع الموبقات. واكد البيان أن ما يدور من إجراءات إنما يمس المشاعر ويعتدي على الكرامة والحقوق حيث تمارس كل هذه الممارسات وسط صمت مطبق من قبل المجتمع الدولي. وقال البيان"ستظل البلدة القديمة برميل وقود سينفجر في كل لحظة فيما إذا بقي المستوطنين يعيثون فسادا ويقطنون في قلبها ولا بد بالتالي من إخراجهم لتعود البلدة القديمة نظيفة منهم". فيما أكد أحد المواطنين أن ما يحصل اليوم من اجراءات واعتداءات تذكرنا قبيل ارتكاب مجزرة المصلين في الحرم الإبراهيمي عام 1994 حينما اعتدى احد المستوطنين في رمضان على المصلين فجرا ما أدى الى استشهاد 30مواطنا وجرح أكثر من مائة، وبالتالي فان مثل هذا التوتير الاستيطاني وتحت حراسة عسكرية إنما يؤسس ربما لارتكاب مجزرة جديدة واعتداء جديد اذا لم يتم حل المشكلة بالكامل وهو إخراج المستوطنين من البلدة.