ياتى قرار سلطات الاحتلال الصهيونى بإغلاق أبواب الحرم الإبراهيمى الشريف فى مدينه الخليل بالكامل أمام المصلين المسلمين فى ثانى أيام شهر رمضان ولمدة ستة أيام وفتح كل أبوابه للمستوطنين اليهود خلال احتفالاتهم بأعياد السنة العبرية وأعياد التوبة والعرش ضمن الهجمة الشرسة التى تتعرض لها مدينة الخليل من قبل الاحتلال الصهيونى وخاصة البلدة القديمة منها, فلم يترك الاحتلال جانبا من جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية والعمرانية إلا وأفسده فقد عمدوا الى قتل الاقتصاد المحلي بإغلاق المحال التجارية واحكام الحصار بالحواجز العسكرية ولا يسمح بالدخول والخروج منها ومنع ابناء البلدات والقرى المحيطة من دخول مركز البلدة مما ساهم في تجفيف منابع الحياة في هذه المدينة الخالدة, ولم يسلم من هذه التعديات الجانب الديني فطالت دور العبادة والمساجد والزوايا التاريخية التى تذخر بها المدينة وفي مقدمتها الحرم الإبراهيمى الشريف. واعتبر قاضي قضاة فلسطين, الشيخ تيسير التميمى, إغلاق الحرم الإبراهيمى, وغيره من المساجد, وأماكن العبادة قراراً جائراً وتدخلاً سافراً فى أماكن عبادة المسلمين ومقدساتهم, خاصة في شهر رمضان المبارك, بما يتنافى وحرية العبادة التي دعت إليها كل الشرائع الإلهية والقوانين الدولية, خاصة اتفاقية جنيف الرابعة التي تمنع سلطات الاحتلال القيام بمثل هذه الإجراءات التعسفية. وأكد الشيخ التميمى, أن القرار يأتي ضمن إجراءات الاحتلال للهيمنة على الحرم الإبراهيمى, ومنع المسلمين من الصلاة فيه, وتهويد مدينة الخليل, مشدداً على أنها مدينة عربية منذ القدم, وأن الحرم هو مسجد خالص للمسلمين بجميع أروقته وساحاته, وأنه لاعلاقة لليهود به. واعتبر ما تقوم به قوات الاحتلال من هجمة شرسة على المقدسات الإسلامية,هو اعتداء على عقيدة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها, واستفزاز لمشاعرهم. وبدوره قال ذياب ابو صالح, مدير البحث والتوثيق بوزارة الأوقاف, بدائرة أوقاف الجنوب ,ان مساجد البلدة القديمة في الخليل تئن من وطأة الاحتلال وعدوانيته وأصبحت بعض المساجد مهجورة ولا يرتادها المصلون والأخرى تعاني الضعف جراء الحملات العدوانية التي ينظمها الاحتلال والمستوطنون على المصلين وسكان البلدة القديمة والمتسوقين فيها, مشيرا الى أن هذه السياسية أدت إلى إغلاق أكثر من خمسة مساجد بشكل كامل والعديد من المؤسسات والعقارات التابعة لدائرة الأوقاف. وأوضح أبو صالح انه كان على رأس هذه الاعتداءات الإسرائيلية ذلك الاعتداء الآثم الذى مس مشاعر المسلمين وهز ضمائر المؤمنين الاعتداء الصارخ الذى أحال جزءا من مسجد إسلامى وهو المسجد الإبراهيمى الشريف إلى كنيس يهودى, مؤكدا أن المسجد الإبراهيمى الشريف, مسجد إسلامى منذ إنشائه, وقد اتخذ منه المسلمون مكانا للعبادة منذ الفتوحات الإسلامية, ولم يكن فيه يوما من الأيام أي أثر أو علاقة لأصحاب أى دين آخر غير المسلمين, مشيرا إلى أن الإسرائيليين ومنذ اللحظات الأولى لاحتلال الخليل توجهوا إلى هذا المسجد, ورفعوا العلم الاسرائيلى فى جنباته, وقاموا بإدخال ادوات العبادة الخاصة بهم رويدا رويدا الى هذا المسجد. وأشار إلى أن الاعتداءات على هذا المسجد تزيد على السبعمائة اعتداء من ختان للاطفال وتشويش وتغيير معالمه وضرب للمصلين المسلمين وقتل ونهب وسلب وإدخال الكلاب وأدوات العبادة وشرب الخمر والدوس بالأحذية على فرشه وغير ذلك مما لا يحصى حتى بلغت هذه الاعتداءات ذروتها في المجزرة الرهيبة التي حدثت فجر يوم الجمعة الموافق 15 رمضان 1414ه الموافق 25"2"1994, والتي راح ضحيتها عشرات الشهداء ومئات الجرحى وأغلق المسجد أمام المصلين المسلمين وعوقب الضحية وشكلت لجنة (شمغار) من جانب واحد واتخذت قرارا بتقسيم هذا المسجد الإسلامى وتحويل جزء منه إلى كنيس يهودي وللمرة الأولى في تاريخ الإسلام والمسلمين يتحول جزء من مسجد إسلامى إلى ( كنيس يهودى ). واعتبر أبو صالح أن الحديث عن الاعتداءات على المسجد الإبراهيمى يطول لأن الهجمة الإسرائيلية على هذا المسجد غير مبررة ولها طابع خاص ومميز لأهداف في نفوسهم. وبجانب البؤرة الاستيطانية المسماة أبراهام ابينو, السوق القديمة الحسبة فى قلب المدينة, يقع مسجد (الأقطاب) وهو مسجد أثرى قديم لا تزيد مساحته على الخمسين مترا مربعا, حوله جيران السوء إلى أطلال بعد أن كانت تؤدى فيه الصلوات الخمس جراء الاعتداءات المتكررة من الاحتلال والمستوطنين. وقال أبو صالح إن هذا المسجد من المساجد التى نالها الأذى من هؤلاء المحتلين,مشيرا إلى انه مسجد تابع لوزارة الأوقاف , ومؤكدا انه ملك لها وليس لأحد فيه أي اثر بالرغم من جواره للمستوطنة. ويضيف انه تم إغلاق هذا المسجد بتاريخ 2004"11"14, حيث قام المستوطنون بالاعتداء عليه وتجلت ذروة هذه الاعتداءات عندما قام المستوطنون بفتح بوابة المسجد الرئيسية وإخراج محتوياته واتلاف المصاحف التي كانت بداخله وإلقائها في الشارع كما قاموا بخلع الشباك الواقع في صدر المسجد بجانب المحراب وتحويله إلى باب يوصل اليه بسلم حديدى باتجاه المستوطنة بجانب البيت الذى يحتله الحاخام ليفنجر, ووضعوا ثلاثة أسرة للنوم داخل المسجد, كما وضعوا مجسما وعليه كرة قدم, وعلقوا صورتين كبيرتين لحاخامين على جدران المسجد. وأشار إلى أن كل هذه الاعتداءات تتم تحت سمع وبصر العالم والمسلمين خاصة الذين تحولت مساجدهم الى بؤر فساد ودور لهو وعبث, متسائلا ماذا بقي بعد ?. وإذا كان مسجد الأقطاب قد تم الاستيلاء عليه من المستوطنين, فان مسجد الكيال ليس بأفضل حالا منه فقد اصبح مهجورا بحكم الواقع لان المجاورين له من سكان وأصحاب المحلات التجارية قد تم تفريغهم من المنطقة بقوة السلاح ,ويقع مسجد الكيال فى منطقة السهلة فى البلدة القديمة وبني في أوائل السبعينات على ارض تابعة لوقف آل الكيال وتبلغ مساحته حوالي ( 40 ) مترا مربعا .ويقول ابو صالح ان هذا المسجد يقع في منطقه لا يسمح لغير المستوطنين بالتجوال فيها, حيث أجبر المستوطنون اصحابها على النزوح منها وتفريغها من أصحابها الشرعيين بقوة السلاح وشدة الضغط والاغلاق المتكرر وقطع سبل العيش عن المواطنين. وأضاف انه جرت عدة اعتداءات على المسجد من قبل المستوطنين وتشويه وتخريب لوحات كتابية رخامية في الواجهة الخارجية للمسجد. أما مسجد البركة الذى يقع بجوار منطقة بركة السلطان من الناحية الشرقية الشمالية ويطل على البركة من الناحية الجنوبية الغربية, وقد أصبح هذا المسجد أيضا مهجورا بحكم واقع المنطقة التي أفرغها الاحتلال من أصحابها الشرعيين. وكذالك حال مسجد أهل السنة, وهو مسجد كبير رواده اغلبهم من أصحاب الطريقة السنية, يقع بجوار سوق الخضار وكان مركز تجمع أهالي محافظة الخليل, إلا أن الإجراءات الإسرائيلية جعلت من الوصول إليه أمرا صعبا بل مستحيلا. وأوضح ذياب ابو صالح ,ان جميع المنافذ المؤدية اليه أغلقت وأصبح في حال صعب لا يمكن الدخول أو الخروج منه أو من المنطقة بسهولة لشدة المضايقات الإسرائيلية للمواطنين.. وليس ببعيد عن مسجد السنية يقع مسجد القزازين الكبير داخل المنطقة المعروفة بالقزازين داخل البلدة القديمة وهو مسجد كبير, يقع على بركة ماء كبيرة, وكان يرتاده أعداد كبيرة من المصلين والمواطنين وأصحاب المحال التجارية الواقعة حوله حيث انه يقع فى مركز مدينة الخليل. وبين أبو صالح أن الإجراءات والتشديدات والإغلاقات للمنطقة التي تحيط بهذا المسجد جعل الوضع مختلفا, فناله من الأذى والانتهاكات ما نال غيره, موضحا أنه تعرض في السنوات الأخيرة لاعتداءات كثيرة من قبل المتطرفين من المستوطنين فقاموا باقتحامه وتحطيم نوافذه والاعتداء على المصلين الذين يفدون إليه. ويقع المسجد العمرى ما بين حارة الداريين وسوق اللبن, بجانب منطقة السوق, التي تتفرع منها أربعة شوارع إلى أجزاء البلدة القديمة , , وقد جرى لهذا المسجد ما جرى لغيره من المساجد والمحلات التجارية والسكانية في هذه المنطقة. وأكد الشيخ حجازى أبو سنينة رئيس سدنة الحرم الإبراهيمى الشريف بمدينة الخليل أن هناك العديد من المساجد والزوايا والمقامات التي كانت يؤمها المريدون والمصلون للتبرك بها وأداء الصلوات فيها والتضرع إلى الله في أكنافها داخل مدينة الخليل وهي أماكن كثيرة, كلها لأصحاب الفضائل والكرامات ممن جاءوا في عصور إسلامية متعاقبة وأقاموا بجوار أبى الأنبياء إبراهيم الخليل عليه السلام, وفتحوا مدارس لهم ودور عباده وعاشوا ودفنوا في هذه الأماكن وسميت بأسماء مؤسسيها في هذا الجزء من الخليل والتي أصبح وضعها صعبا بسبب الظروف الراهنة والإغلاقات المتواصلة من قبل الاحتلال والتشديد على المواطنين والأماكن الإسلامية.