أسعار الذهب اليوم الأحد 17 أغسطس 2025    انفجاران عنيفان يهزان صنعاء إثر قصف إسرائيلي استهدف محطة كهرباء    السعودية ترحب بقمة ألاسكا وتؤكد دعمها للحوار الدبلوماسي    الأرصاد تحذر من سقوط أمطار على هذه المدن    وفاة شاب صعقا بالكهرباء داخل منزله بالأقصر    طلاب الثانوية العامة يبدأون امتحان مادة اللغة الثانية    حظك اليوم وتوقعات الأبراج    قوات الاحتلال تُضرم النار في منزل غربي جنين    "محاولة التخلص منه وصدمة والدته".. 15 صورة وأبرز المعلومات عن عائلة محمود الخطيب    القافلة السادسة عشرة.. شاحنات المساعدات تتدفق من مصر إلى قطاع غزة    هل شعر بقرب الأجل؟.. منشور عن الغرق لتيمور تيمور يصدم محبيه: «كنت حاسسها وموت شهيد»    خالد الغندور يكشف ردًا مفاجئًا من ناصر ماهر بشأن مركزه في الزمالك    موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025 بحسب أجندة رئاسة الجمهورية    عيار 21 الآن.. أسعار الذهب اليوم في مصر الأحد 17 أغسطس 2025 بعد خسارة 1.7% عالميًا    اليوم، البورصة المصرية تطلق رسميا أول تطبيق لها على الهواتف المحمولة    حياة كريمة.. 4 آبار مياه شرب تقضى على ضعفها بقرية الغريزات ونجوعها بسوهاج    السيسي يوجه بزيادة الإنفاق على الحماية الاجتماعية والصحة والتعليم    مشيرة إسماعيل تكشف كواليس تعاونها مع عادل إمام: «فنان ملتزم جدًا في عمله»    100 عام على ميلاد هدى سلطان ست الحسن    للتخلص من الملوثات التي لا تستطيع رؤيتها.. استشاري يوضح الطريق الصحيحة لتنظيف الأطعمة    صربيا تشتعل، متظاهرون يشعلون النار بالمباني الحكومية ومقر الحزب الحاكم في فالييفو (فيديو)    حركة القطارات| 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. الأحد 17 أغسطس 2025    مصرع سيدة وإصابة 9 آخرين فى حادث مرورى بين سيارة أجرة وتروسيكل بالإسكندرية    7 شهداء فى غارة على ساحة المستشفى المعمدانى بمدينة غزة    الأهلي يعلن تفاصيل إصابة محمد علي بن رمضان لاعب الفريق    10 صور لتصرف غريب من حسام عبد المجيد في مباراة الزمالك والمقاولون العرب    خروج يانيك فيريرا من مستشفى الدفاع الجوى بعد إجرائه بعض الفحوصات الطبية    وزير خارجية روسيا يبحث مع نظيريه التركي والمجري نتائج قمة ألاسكا    وكيل صحة سوهاج يصرف مكافأة تميز لطبيب وممرضة بوحدة طب الأسرة بروافع القصير    رويترز: المقترح الروسي يمنع أوكرانيا من الانضمام للناتو ويشترط اعتراف أمريكا بالسيادة على القرم    مصرع شابين وإصابة آخر في حادث انقلاب دراجة بخارية بأسوان    تدق ناقوس الخطر، دراسة تكشف تأثير تناول الباراسيتامول أثناء الحمل على الخلايا العصبية للأطفال    8 ورش فنية في مهرجان القاهرة التجريبي بينها فعاليات بالمحافظات    في تبادل إطلاق النيران.. مصرع تاجر مخدرات بقنا    رابط نتيجة تقليل الاغتراب.. موعد بدء تنسيق المرحلة الثالثة 2025 والكليات والمعاهد المتاحة فور اعتمادها    منافسة بنكية ساخنة على رسوم تقسيط المشتريات تزامنًا مع فصل الصيف    «بأمان».. مبادرات وطنية لتوعية الأهالي بمخاطر استخدام الأطفال للإنترنت    رئيس جامعة المنيا يبحث التعاون الأكاديمي مع المستشار الثقافي لسفارة البحرين    الداخلية تكشف حقيقة مشاجرة أمام قرية سياحية بمطروح    لأول مرة بجامعة المنيا.. إصدار 20 شهادة معايرة للأجهزة الطبية بمستشفى الكبد والجهاز الهضمي    رئيس الأوبرا: واجهنا انتقادات لتقليص أيام مهرجان القلعة.. مش بأيدينا وسامحونا عن أي تقصير    المصرية للاتصالات تنجح في إنزال الكابل البحري "كورال بريدج" بطابا لأول مرة لربط مصر والأردن.. صور    تعليق مثير فليك بعد فوز برشلونة على مايوركا    نجم الزمالك السابق: سنندم على إهدار النقاط.. ومن المبكر الحكم على فيريرا    «أوحش من كدا إيه؟».. خالد الغندور يعلق على أداء الزمالك أمام المقاولون    مي عمر على البحر ونسرين طافش بفستان قصير.. 10 لقطات لنجوم الفن خلال 24 ساعة    كيف تتعاملين مع الصحة النفسية للطفل ومواجهة مشكلاتها ؟    «زي النهارده».. وفاة البابا كيرلس الخامس 17 أغسطس 1927    "عربي مكسر".. بودكاست على تليفزيون اليوم السابع مع باسم فؤاد.. فيديو    يسري جبر يوضح ضوابط أكل الصيد في ضوء حديث النبي صلى الله عليه وسلم    عاوزه ألبس الحجاب ولكني مترددة؟.. أمين الفتوى يجيب    هل يجوز إخراج الزكاة في بناء المساجد؟.. أمين الفتوى يجيب    حزن ودعوات| المئات يشيعون جثمان «شهيد العلم» في قنا    القائد العام للقوات المسلحة: المقاتل المصري أثبت جدارته لصون مقدرات الوطن وحماية حدوده    وزير الأوقاف: مسابقة "دولة التلاوة" لاكتشاف أصوات ذهبية تبهر العالم بتلاوة القرآن الكريم    الشيخ خالد الجندي: الإسلام دين شامل ينظم شؤون الدنيا والآخرة ولا يترك الإنسان للفوضى    الإصلاح والنهضة يواصل تلقي طلبات الترشح لعضوية مجلس النواب عبر استمارة إلكترونية    وزير الري يتابع موقف التعامل مع الأمطار التي تساقطت على جنوب سيناء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحلف الصهيونى الأمريكى لا يزال على قمة السلطة ثم العسكر ثم "مرسى"!!
نشر في الشعب يوم 20 - 04 - 2013

"طنطاوى" أقال "العربى" لأنه صرح بتحسين العلاقات مع إيران وغزة!!
يا سيادة الرئيس: ستدخل التاريخ إذا قدت مصر فى معركة التحرر من الهيمنة الأمريكية
والبديل سيكون مروعا لك ولمصر
نحن ندفع ثمن عدم مواصلة الثورة بكل عنفوان فى أعقاب السقوط الكبير للطاغية فى 11 فبراير 2011، ودون كثير من لوم النفس، علينا مواصلة أداء الواجب الذى لم نقم به، بدلا من البكاء على اللبن المسكوب. سلمت الثورة نفسها بمنتهى الثقة للمجلس العسكرى، وحدث تحالف وثيق بين الإخوان والمجلس فى شهر عسل لم يستمر طويلا. ارتضى الإخوان بالسلطة التشريعية وكانوا يعنون ذلك بالفعل، على أن يكون لهم كلمة مسموعة فى تكوين السلطة التنفيذية، وعندما شعروا متأخرا بالخديعة وحل مجلس الشعب فكروا فى قرار الترشيح للرئاسة. المهم فى مرحلة حكم المجلس العسكرى الممتد من 11 فبراير 2011 حتى 30 يونيو 2012، تم عبر قنوات الإفك ترويج كثير من المصطلحات الخاطئة من قبيل: حزب الكنبة رغم أن الشعب المصرى كله أصبح ناشطا سياسيا – الطرف الثالث – الخلط بين الشرعية الثورية والشرعية القانونية - المبالغة المقصودة فى وصف الثورة بثورة الشباب لنفى فكرة الثورة العامة التى تستبدل نظاما بنظام – المبالغة المقصودة فى قضية تعويض الشهداء والجرحى والقصاص لهم لدرجة أن تحولت وكأنها هى الهدف الأول من الثورة، ثم تم استغلال هذا المناخ لحصر محاكمة مبارك فى هذا الموضوع. مع أن الشهداء سقطوا أساسا بعد قيام الثورة لأسباب كبرى، وقد نالوا دون غيرهم أسمى وأوفى الجزاء حيث أصبحوا أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما أتاهم الله من فضله. ولكن أتوقف اليوم عند مصطلح الفلول الذى كان طُعما ألتهمه كثيرون بحسن نية. كان مصطلح الفلول يهاجم به بعض أركان النظام السابق دون غيرهم، حيث امتدت لفترة طويلة حوارات تصنعت العمق والحكمة فى تعريف مصطلح الفلول. وتم الهجوم بشراسة على الفلول المدنية للنظام، بينما كان الجناح العسكرى لنظام المخلوع يحكم البلاد باسم الثورة، واعتبر هؤلاء المغرضون من أتباع النظام البائد أن العسكر ليسوا من فلول النظام البائد لأنهم انضموا للثورة! والحقيقة فإنهم امتنعوا عن تصفية الثورة بشكل دموى لتوقعهم الفشل، وأيضا لأن الجسد العام للجيش كان سيتمرد على ذلك، وأيضا وهذا هو الأهم أن المجلس اتفق مع الأمريكان على الخلاص من مبارك لتهدئة الأوضاع والالتفاف على الثورة وعودة كل شىء إلى ما كان عليه دون الأسرة المالكة وبعض عناصر الصف الأول، مع إعطاء هوامش أكبر للحريات، وهو على أى حال أمر واقع فرضته الثورة. واستخدم السياسيون من نخبتنا الموقرة الإسلامية والعلمانية مصطلح الفلول لأنه مصطلح عبقرى يبرئ المجلس العسكرى من كل خطايا النظام الذى كانوا جزءا لا يتجزأ منه. والشىء نفسه ينطبق على مصطلح الطرف الثالث حيث لم يكن الطرف الثالث إلا المجلس العسكرى نفسه!، ومواصلة الهجوم الشرس على أمن الدولة رغم أن الجهاز كان فى مرحلة انهيار حتى وإن كان مؤقتا. وبالفعل فقد ثبت المجلس العسكرى أساسيات العلاقات مع الولايات المتحدة ومواصلة السياسة الخارجية نفسها للعهد البائد، والسياسات الاقتصادية نفسها، وهذا كان أهم ما طالب به الأمريكان. وعندما تصور "العربى" عندما تولى وزارة الخارجية أن هناك ثورة بحق وحقيقة وأعلن بداية تحسين العلاقات مع إيران وأنه سيقوم بزيارة غزة، قام المشير طنطاوى بتقريعه على هذا الكلام" الفارغ" وأقاله فى أقرب فرصة بركلة إلى أعلى كأمين للجامعة العربية، وتعيين السفير عرابى بدلا منه، وكان أهم تلقين قام به طنطاوى للوزير الجديد أن يقوم بإصلاح "هذا الكلام الفارغ" الذى تورط فيه العربى. وبالفعل لم يقم أى وزير بزيارة غزة، رغم قيام وزراء أوروبيين بذلك!! ولم يحدث أى تحسن فى العلاقات مع إيران. ولعل الإخوة الإسلاميين يدركون أن هناك فيتو أمريكيا صهيونيا على تحسين العلاقات بين مصر وإيران لأنها ليست فى صالح هذا الحلف الشرير، رغم الخلافات المذهبية بين البلدين لأسباب شرحتها فى المقال السابق.
وظل ملف السياسة الخارجية والدفاع والمجموعة الاقتصادية تحت سيطرة العسكر بشكل وثيق، وارتضى عصام شرف أن يكون رئيس وزراء شرفيا، واستمر الوضع هكذا فى ظل الجنزورى. كان بإمكان الإخوان أن يتحرروا بعد تولى "مرسى" للرئاسة من كل هذه الملفات، ولكن هذا لم يحدث، فلا تزال سياسات الدفاع والخارجية فى يد قيادة المؤسسة العسكرية، ورغم الإطاحة بالمجلس العسكرى العتيق إلا أربعة من أعضائه، ورغم سعادتنا جميعا بتدشين مرحلة الحكم المدنى إلا أن الإطاحة بطنطاوى وصحبه انتقلت بنا إلى مرحلة من التحالف بين قيادة المؤسسة العسكرية ومجلسها العسكرى المعدل وبين الإخوان تحت المظلة الأمريكية.
عقب زيارة "كيرى" الأخيرة لمصر صدر تصريح رسمى من الخارجية الأمريكية يقول إن أمريكا تتابع استجابة مصر للنقاط التى أثارها كيرى خلال زيارته للقاهرة، وترى أن مصر استجابت لبعض هذه النقاط، وأن أمريكا ستتابع بدقة تنفيذ ما تبقى من نقاط خلال الأسابيع القادمة.
وفى تصريح رسمى أمريكى آخر ورد أن قيادة المؤسسة العسكرية المصرية هى الحليف الموثوق فى مصر ولم يستنكر الفريق السيسى ذلك التصريح!! ولكن هذا هو الواقع وكما أقول دائما لا أسرار خطيرة فى السياسة.. الأسرار الأخطر هى التى تشاهدها بنفسك على أرض الواقع، مع بعض من الربط والتحليل. وهكذا ظلت خريطة السلطة الهرمية كالتالى: الحلف الصهيونى الأمريكى فى أعلى مراتب السلطة، ونحن فى موقع البلد المحتل كما كان الحال فى عهد الإنجليز، حيث كانت مصر مستقلة شكلا ومحتلة فعليا. مصر توجد بها 4 قواعد أمريكية دون لافتة: ثنتان فى سيناء وثنتان فى البحر الأحمر (هناك تسريب مصرى بإلغاء قاعدة العين السخنة واستمرار قاعدة راس بيناس) هناك تسهيلات عسكرية مفتوحة للجيش الأمريكى فى أراضى وبحار وأجواء مصر وفق اتفاقات سرية معقودة منذ منتصف الثمانينيات. وإليكم المعلومات التى جمعتها ونشرتها فى أثناء العدوان على العراق فى 2003 وهذه المعلومات لم تتغير فى ثوابتها:
(مهمتنا الرئيسية فى الجبهة المصرية وقف استخدام الأراضى والمياه المصرية لنصرة العدوان!!
وما قاله مبارك عن قناة السويس مرفوض شكلا وموضوعا، فمن حقنا أن نغلق قناة السويس فى حالة الحرب.. ونحن وفقا لاتفاقية الدفاع المشترك فى حالة حرب مع أمريكا.. ووفقا للموقف الشرعى الذى عبر عنه مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر.. (الجهاد فرض عين).
ولكن الأمر لا يتوقف على قناة السويس، وإليكم المعلومات التالية، وأتحدى الرئيس مبارك أو صفوت الشريف أن يردا عليها كما ردا فى موضوع قناة السويس:
(1) أعلن البنتاجون ومحطة سى.إن.إن وفوكس الأمريكيتان أن المجال الجوى المصرى يستخدم الآن من قبل الطائرات الحربية الأمريكية منذ اليوم الأول للعدوان على العراق.
(2) تزود مصر الكويت بصواريخ حربية مضادة لصواريخ سيلك ورم التى يستخدمها الجيش العراقى ضد القوات الأمريكية (قناة الجزيرة – قناة فوكس الأمريكية).
(3) تقدم مصر إمدادات لوجستية مادية ومواد غذائية للأساطيل الأمريكية فى البحر الأحمر والخليج (ذكرت ذلك سى.إن.إن – فوكس – إم إس إن بى سى – الجزيرة).
(4) تقدم مصر واحدة من أهم المراكز الرئيسية لاتصالات القيادة فى قاعدة جوية غرب القاهرة (البنتاجون).
(5) نشرت مجلة نيوزويك الأمريكية فى عددها الصادر فى 3 فبراير 2003 خريطة توضح قواعد أمريكا فى الشرق الأوسط. وتشير الخريطة إلى وجود 4 قواعد أمريكية فى مصر (قاعدتان بحريتان فى البحر الأحمر وقاعدتان جويتان فى سيناء).
(6) تقوم شركات مصرية بتوريد مواد غذائية إلى القوات الأمريكية الرابضة فى مياه الخليج، وقد بثت قناة أبو ظبى يوم 25 مارس 2003 صورا لعبوات برتقال مكتوبا عليها بيانات تؤكد أن المحتويات: برتقال مصرى طازج من إنتاج شركة اسمها سقارة.
(7) الأمر لا يتوقف عند البرتقال فهناك لحوم وخضراوات وعصائر يتم توريدها من مصر للقوات الأمريكية فى الخليج، والمورد رجل أعمال من رجال الأعمال الوثيقى الصلة بالطبقة الحاكمة.
(8) موافقة الإدارة الأمريكية على مشاركة شركات مقاولات مصرية (من الباطن) فى عمليات إعمار العراق المزعومة بعد تخريبها وتدميرها على يد الأمريكان.
(9) فى مقال لأندرو مانديل بتاريخ 17 ديسمبر 2001 (بعد أحداث سبتمبر وخلال حرب أفغانستان).. نقرأ التالى: (عناصر من نخبة الفرقتين الأمريكتين المحمولتين جوا 82, 101 ستتمركز فى قواعد أمريكية فى شبه جزيرة سيناء المصرية متركزة فى قاعدة شرم الشيخ العملاقة فى الطرف الجنوبى لسيناء. الواقع على شمال البحر الأحمر وغربى السعودية وجنوبى الأردن. احتياطيات هاتين الفرقتين ستتواجد بعد يوم عيد الميلاد ( رأس السنة الميلادية) لتكون جاهزة للعمل فى شرم الشيخ ابتداء من منتصف يناير.
(10) مجلة تايم الأمريكية فى عددها الصادر يوم الاثنين 27 يناير عام 2003 نشرت جدولا للتواجد العسكرى الأمريكى فى المنطقة، ومن بين ذلك: 3 قواعد أمريكية فى مصر.
(11) وأخيرا.. يمكن لكل مصرى أو عربى التوجه فورا إلى الأسواق وشراء آخر عدد لمجلة نيوزويك باللغة العربية.. بتاريخ أول إبريل 2003 وسيجد فى صفحة 39 خريطة الحرب.. وتوضح وجود 4 قواعد أمريكية فى مصر..) انتهى الاقتباس من البيان رقم 6 الصادر أثناء العدوان على العراق فى إبريل 2003.
البنية التحتية للوجود العسكرى الأمريكى لا تزال كما هى حتى الآن، وعلى رأسها تسليح الجيش المصرى بأسلحة أمريكية مجانا (لوجه الله تعالى)!! وما يرتبط بذلك من عمولات وتدريب وقطع غيار وتصنيع حربى ومناورات ودورات. والأمريكان لديهم فى مصر بنية تحتية اقتصادية وثقافية وإعلامية واستخباراتية بنوها طوال 30 عاما، وهذه الشبكة هى المسئولة عن تلاعبات البورصة وسعر الجنيه وأزمة السولار وغيرها. الجزء الظاهر من هذه الشبكات هى بقايا عصابات الحزب الوطنى المنحل أو رموز البلطجة كنخنوخ، ولكن المحابس الرئيسية لضخ الأموال ووضع الخطط التنفيذية فهى فى غرف عمليات، الظاهر منها خلفان ودحلان وشفيق، ولكنها متصلة بشكل أكيد وموثوق بالمخابرات الأمريكية والموساد. حتى الإمارات مجرد لاعب صغير ظاهر. وإلا فإن الإمارات لا مصلحة لها فى معاداة مصر والشعب المصرى ولكنها تنفذ أوامر من القوة المحتلة الأمريكية.
نعود مرة أخرى للتركيب الهرمى للسلطة: على رأس قمة الهرم الحلف الصهيونى الأمريكى، يليه المؤسسة العسكرية التى استقرت على القبول بهذا الأمر الواقع ويتبعها جهاز أمن الشرطة لأنه خاضع للهيمنة العسكرية الصريحة بعد الثورة، يليه الرئيس مرسى فى المرتبة الثالثة. لذلك يتصرف جهابذة جبهة الإنقاذ بتجبر وصلف وتعالٍ ليس من قبيل الشجاعة ولكن من قبيل الثقة بأنهم مسنودون من الطرف الأقوى فى المعادلة السياسية للسلطة الحائز على المرتبتين الأولى والثانية من السلطة. وهى المعادلة نفسها التى تكلم عنها الأستاذ مصطفى الفقى فى عهد مبارك حين قال: إن الرئيس القادم لا بد أن يحصل على موافقة أمريكا وعدم ممانعة إسرائيل. مع الأسف إن هذه المعادلة لا تزال سارية بعد الثورة، وإن كانت إسرائيل كانت مكرهة على القبول ب"مرسى" وصمتت، ولكن أمريكا وافقت بصراحة وقوة على إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية كما هى، على أمل استئناس واحتواء الإخوان المسلمين. وأكرر مرة أخرى إن الإخوان يناورون ولم يسلموا، ونرجو ألا يسلموا أبدا، ولكن المعضلة أن الطرف الآخر (الأمريكى) يعرف أن الإخوان يناورون، ويصر على مواصلة الضغوط حتى يرفع الإخوان الراية البيضاء. والبلد تدفع الثمن فى هذه اللعبة الخفية.
أما القضاء المصرى فهو رهين هذه المعادلة السياسية، سيظل القضاء دائما جزءا من النظام السياسى، ومادامت السلطة لا تزال فى جوهرها انتقالية ومتعددة الرءوس فسيظل هامش المناورة واسعا أمام ضعاف النفوس، وسيظل جزءا مقدرا من القضاء مع المستوى الأول والثانى من السلطة (الأمريكان ثم العسكر) وسيظل الجزء الآخر مع الرئيس الشرعى!!
ومن ثم فمشكلة القضاء أنه مظهر وانعكاس وليس أصل المشكلة. فالسلطة التنفيذية كانت وستظل هى أصل السلطات جميعا، إذا صلحت صلحت السلطتان التشريعية والقضائية وإذا فسدت فسدتا الأخريان!!
ولا يعيب الرئيس مرسى أن يكون فى المرتبة الثالثة من سلم السلطة الحقيقى، فهذا هو قدره الفعلى الآن، وهذا ثمرة إمعان الإخوان فى الأسلوب التدريجى رغم أننا فى زمن الثورات!! لا أقصد الانتقاص من الرئيس مرسى بل أشخص الحالة الراهنة، وأفسر طلاسمها، فالناس تسأل لماذا لا يعاقب مرسى المجرمين؟ ببساطة إنه لا يستطيع حتى إذا أراد!! إذا واصل العمل داخل هذه المعادلة. لذلك لا بد أن يكسر هذه المعادلة ويتحرر منها ويلجأ بعد الله -عز وجل- إلى الشعب الذى انتخبه، فهو صاحب القضية والموضوع. فالأصل أن "مرسى" أو الإخوان وأى فريقا سياسيا آخر ليس لهم قضية خاصة، ولكن قضيتهم الشعب وحل مشكلاته وإرضاؤه، خاصة عندما يصل هذا الفريق إلى الحكم. فالحاكم بمنزلة الوكيل من الموكل، ولا بد للوكيل أن يعود إلى الموكل إذا حزب عليه الأمر. لأن الموكل هو صاحب الموضوع أصلا، والوكيل طارئ وعارض وسيزول حتما ويأتى من بعده والشعب هو الباقى! لا بد للحاكم أن يرضى العامة قبل الخاصة أى أغلبية الناس قدر الإمكان، وهذا ما نصح به الإمام علىّ مالك الأشتر:
"وليكن أحب الأمور إليك أوسطها فى الحق، وأعمها فى العدل وأجمعها لرضى الرعية، فإن سخط العامة يجحف برضى الخاصة، وإن سخط الخاصة يغتفر مع رضى العامة.
وليس أحد من الرعية أثقل على الوالى مؤونة فى الرخاء، وأقل معونة له فى البلاء، وأكره للإنصاف، وأسأل بالإلحاف، وأقل شكرا عند الإعطاء، وأبطأ عذرا عند المنع، وأضعف صبرا عند ملمات الدهر، من أهل الخاصة. وإنما عماد الدين وجماع المسلمين والعدة للأعداء العامة من الأمة، فليكن صفوك لهم وميلك معهم).
الغريب أن الرئيس مرسى والإخوان لجأوا لكل الأطراف فى الشرق والغرب، داخل وخارج البلاد ويعقدون المساومات مع العسكر والأمريكان وأوروبا وجبهة الإنقاذ، ونسوا أهم طرف: الشعب! إنهم لم يلجأوا إلى الشعب يعْلمونه بما هو جارٍ تحت السطح، ويستعينون به. بل يواصلون الحديث الغامض عن الأصابع الخفية وأن الأمور ستفرج بإذن الله! بل هم لا يستطيعون حتى أن يتحدثوا عن الفلول، فقد تم تكريم أهم رموزهم، وتم السماح لهم بالعودة إلى منازلهم رغم يقينهم أن هؤلاء (كزكريا عزمى مثلا) يعلمون أين توجد مليارات الشعب المنهوبة التى تتراوح فى الحد الأدنى بين 300 مليار دولار والحد الأقصى 700 مليار دولار؟
ولم يبق سوى الإفراج عن مبارك وتكريمه والتفكير فى عودته للحكم لأن مبررات الثورة لم تعد موجودة!
يا سيادة الرئيس: إننا نطالبك بخوض معركة هذه الأموال المنهوبة، وهى وثيقة الصلة بتحرر مصر من الاستعمار الأمريكى الصهيونى، فهم السراق الحقيقيون لأموالنا، وأنتم تبيضون وجوههم حين تذهبون إليهم نتسول منهم 4 مليارات دولار.
أنت الرئيس الشرعى الوحيد.. أنت المركز الشرعى الوحيد فى مراكز السلطة.. وشرعيتك أخذتها من الشعب، فإذا لم تستعن به كحق وكواجب إلزامى فلن تكون فى المرتبة الثالثة من السلطة ولن تكون فى السلطة أصلا. المعركة ضارية ولا تحتمل أنصاف الحلول.
أعاهدك، بل أعاهد الله أن أقدم حياتى ثمنا رخيصا لاستمرارك فى الحكم حتى نهاية مدتك، لأن وجود رئيس منتخب حلم ناضلنا من أجله وقدمنا كثيرا من الدماء، حتى وإن كنت مختلفا مع مستوى الأداء، لأن بقاء العصمة فى يد الشعب هو الأهم الآن، ليظل الشعب هو الذى يثبت أو ينزع حكامه. ولكن المشكلة أنك قد لا تتيح الفرصة لأحد كى يدافع عن شرعيتك لأنك وضعت فى حسابك كل شىء إلا الشعب مصدر السلطات.
وهذه هى النصيحة الربانية للرسول عليه الصلاة والسلام كتشريع لنا (هُوَ الَّذِى أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ)، و(يَا أَيُّهَا النَّبِى حَسْبُكَ اللهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ).


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.