أعلنت حركة طالبان أن قواتها استولت على عربة تابعة لشركة أمن أمريكية كانت برفقة قافلة إمداد للقوات الأجنبية في الطريق بين كابل وقندهار والذي تسيطر عليه الحركة، وأعلن متحدث باسم الحركة أن اشتباكات عنيفة اندلعت بين الجانبين أسفرت عن تدمير سبع شاحنات وأربع عربات لشركة الأمن. وعلى الصعيد نفسه اعترف الجيش البريطاني أن ثلاثة من جنوده قتلوا وأصيب اثنان بقنبلة ألقتها طائرة أميركية كانت تساندهم في معركة ضد مقاتلين من طالبان في هلمند بجنوب أفغانستان، وبذلك يرتفع عدد الجنود البريطانيين القتلى في أفغانستان إلى 73. وقال متحدث بريطاني "طلبنا توجيه النيران باتجاه طالبان، فإما أن تحديد الموقع كان غير دقيق وإما أنه كانت توجد مشكلة تتعلق بالقنبلة".. وأضاف أن إحدى الطائرات الأمريكية من طراز "إف- 15" ألقت قنبلةً واحدةً يُعتقد أنها كانت السبب وراء مقتل الجنود الثلاثة، كما أصابت 2 آخرين، في حوالي الساعة الثالثة بتوقيت جرينيتش بعد ظهر الخميس".
وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية إنه سيتم إجراء تحقيق مفصل, وقالت وزارة الخارجية الأميركية إنها تشعر بالحزن لمقتل الجنود وإنها أيضا ستتحرى المسألة. ومن جانبه، قال وزير الدفاع البريطاني ديس براون إنه "حزين بسبب موت 3 من الجنود نتيجة ما يعتقد أنه نيران صديقة"، مضيفًا أن "حوادث كهذه نادرة، وأنه سيتم تحقيقٌ وافٍ في الحادث، وقال: "سوف نحقق في الحادث بشكلٍ مفصلٍ حتى نستطيع إخبار عائلات الجنود بما حدث بالضبط".
ومن جانبها، أصدرت السفارة الأمريكية في لندن بيانًا جاء فيه "تُعبِّر الولاياتالمتحدة عن أحرِّ تعازيها لعائلات الجنود الذين ماتوا وتتمنى للجرحى الشفاء العاجل"، فيما قالت الخارجية الأمريكية في بيانٍ "إنها تشعر بالحزن لمقتل الجنود وإنها أيضًا ستتحرى المسألة". وتعمل شركات الأمن الأمريكية والأجنبية بصفةٍ عامةٍ في أفغانستان في مجالات تقديم الدعم اللوجيستي لقوات الاحتلال التي تتشكل من حلف شمال الأطلنطي (الناتو) وقوة أمريكية تعمل خارج سيطرة قوات الناتو منذ العام 2001م، وهو العام الذي شهد احتلال البلاد.
ومن الجدير بالذكر أن حركةَ طالبان كانت قد توعدت قوات الاحتلال في أفغانستان بتشديد العمليات العسكرية خلال موسم الصيف بعدما كثفت الحركة عملياتها ضد الاحتلال في الربيع؛ مما أسفر عن خسائر كبيرة بخاصة في صفوف البريطانيين العاملين في الجنوب الذي يُمثِّل معقل طالبان، وقد بلغت فداحة خسائر البريطانيين إلى درجة أن نصف الجنود العاملين في الخطوط الأمامية تعرَّضوا للإصابة بنيران طالبان، وهو ما أقرَّت به وزارة الدفاع البريطانية. وقد كان رد الاحتلال على تلك العمليات هو مواصلة عمليات القصف العشوائي التي أدَّت إلى مقتل العشرات من المدنيين وهدم قرية كاملة في واحد من تلك الاعتداءات؛ مما أوجد حالةً من السخط العام في أفغانستان ضد وجود الاحتلال وزاد من شعبية الحركة.