ذكرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية أن جهازا كاشفا للقنابل، ثبت زيفه منذ زمن طويل، مازال يستخدم في العراق، مشيرة إلى أنه إذا كان هناك شيء بمثابة رمز للفساد والاختلال الوظيفي في العراق فقد يكون هذا الجهاز المكنى ب "أيه دي إي 651". وقالت الصحيفة اليوم الثلاثاء: "إنه رغم كشف زيف هذا الجهاز الذي قيل أيضا إنه يستطيع كشف المخدرات، مازالت قوات الأمن العراقية تستخدمه للكشف عن المتفجرات والأسلحة، وهذا ما يفسر كيفية اجتياز المفجرين لنقاط التفتيش بانتظام دون كشفهم". كما وصفت الصحيفة كاشف القنابل بأنه جهاز بلاستيكي صغير يُمسك باليد وبه عصا فضية اللون من المفترض أنه يهتز في حالة وجود الأسلحة والمتفجرات. والنشرة الترويجية له تقول إنه يستطيع أيضا كشف المخدرات ونبتة الكمأة المدفونة بالأرض والعاج وأوراق النقد على مسافات تصل إلى نحو كيلو متر، ويعمل أيضا خلال الجدران وتحت الماء. وليس له مصدر طاقة سوى شحنه بكهرباء ساكنة من جسم المشغل له. وقطعة التكنولوجيا الوحيدة فيه هي بطاقة معدنية لا تساوي أكثر من ثلاث بنسات، التي عادة ما تُعلق في العناصر الموجودة بالمحلات التجارية لمنع السرقة. وأضافت إندبندنت: "إن عدم نفع هذا الجهاز كان واضحا منذ البداية، ومع ذلك فقد اشترت وزارة الداخلية العراقية عام 2008 ثمانمائة قطعة منه بنحو ثلاثين مليون دولار وفي السنة التالية سبعمائة قطعة أخرى بنحو 48 مليونا، وهذا معناه أن العراق كان يدفع نحو تسعين ألف دولار للجهاز الواحد المصنوع من مواد قيمتها في أقصى تقدير تبلغ نحو 75 دولارا". وأوضحت أن جيمس ماكورميك، ضابط الشرطة السابق من ليفربول ومدير شركة الأمن "أيه تي إس سي" التي باعت الأجهزة، اتهم في بريطانيا بست جرائم احتيال. ومع ذلك ما زال الجهاز يستخدم في أنحاء العراق. وتساءلت الصحيفة: لماذا طُلب الجهاز في المقام الأول ولماذا دفعت فيه كل هذه المبالغ الطائلة ولماذا صودق عليها رسميا طوال هذه المدة؟ وقالت إن العراقيين يفترضون أن السبب هو الفساد المستشري على كل المستويات في مجال المشتريات الحكومية. وشدد على أن مسئولي الشرطة يؤكدون سرا أنهم يعلمون أن كاشف القنابل لا يعمل. وأشارت إلى ما قاله لها نقيب في الشرطة يدعي حسين علي قبل ثلاث سنوات "مرارا وتكرارا اكتشفنا أن الجهاز كان غير مجد". وهنا تساءلت الصحيفة: لماذا إذن الاستمرار في استخدامه؟ وأشارت الصحيفة إلى أن تلميحا واحدا هو أن كثيرا من قوات الأمن العراقية يعتقدون أنه من الأكثر أمنا التظاهر بالثقة في كاشف القنابل المزيف كي لا يُضطروا لتفتيش مركبة تبدو خطيرة ومن ثم يجرون على أنفسهم نتائج قد لا تحمد عقباها.