قال مساعدون كبار في الكونغرس ، بان البيت الأبيض اقترح تحديد الظهور المرتقب الشهر المقبل، للقائد الاميركي في العراق الجنرال ديفيد بترايوس والسفير ريان كروكر في جلسة خاصة للكونغرس، مشيرين الى أن التقرير المنتظر من ادارة الرئيس جورج بوش حول العراق، المتوقع في 15 سبتمبر المقبل، ينبغي ان يقدم الى الكونغرس من قبل وزيري الخارجية والدفاع. ولا ينفي مسؤولو البيت الأبيض انهم طرحوا الاقتراح في محادثات غير رسمية مع الكونغرس، ولكنهم قالوا انهم لن يمنعوا الجنرال بترايوس ولا كبير الدبلوماسيين الأميركيين في بغداد، من تقديم شهادة عامة امام الكونغرس دعا اليها تشريع تمويل الحرب، الذي وقعه الرئيس بوش في مايو الماضي. وقال غوردن جوندرو، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، في جواب على اسئلة ان «الادارة تعتزم اتباع متطلبات التشريع». وهذا النزاع التمهيدي هو مؤشر على القلق المتزايد لدى جميع الأطراف في الأسابيع القليلة المتبقية قبل تقديم ما يعتبر على نطاق واسع تقييما حاسما في استراتيجية بوش الحربية، وتقييما سيأتي وسط دعوات متصاعدة لسحب القوات الأميركية من العراق. وقال مسؤولون في البيت الأبيض والكونغرس وفي بغداد، انه لم تتخذ قرارات بشأن اين ومتى وكيف سيظهر بترايوس وكروكر امام الكونغرس. ويتزايد قلق مشرعين من الحزبين من ان التقرير، البعيد عن توضيح مستقبل الولاياتالمتحدة في العراق، سيجدد المعركة السياسية بشان الحرب. واشار مسؤولو البيت الأبيض للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ ولجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأسبوع الماضي، الى أن بترايوس وكروكر سيقدمان ايجازا للمشرعين في جلسة مغلقة قبل نشر التقرير، وفقا لما قاله مساعدون في الكونغرس. وستقدم وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس ووزير الدفاع روبرت غيتس الشهادة العلنية الوحيدة. وأبلغ جوزيف بيدن رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ البيت الابيض، بأن عرض بوش غير مقبول. وقال مساعد لكارل ليفن رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ «نحن في محادثات مع الادارة ويريد السناتور ليفن جلسة مفتوحة» مع بترايوس. وقد توترت تلك المواقف إثر تقارير اشارت الى ان الوثيقة لن تكتب من جانب جنرال الجيش، وانما ستأتي بدلا من ذلك من البيت الأبيض وبمعلومات من بترايوس وكروكر ومسؤولين آخرين في الادارة. وحذر رام ايمانويل رئيس اللجان الحزبية الديمقراطية من أن «الأميركيين يستحقون تقييما نزيها للظروف في العراق. ومن المحزن اننا لن نتلقى سوى لقطات من الأشخاص انفسهم الذين ابلغونا بان المهمة أنجزت وان التمرد يلفظ أنفاسه الأخيرة». وتجدر الاشارة الى ان التشريع يقول ان بترايوس وكروكر سيدليان بالشهادة في جلستين، مفتوحة ومغلقة، امام اللجان المعنية للكونغرس، قبل تسليم التقرير. كما تشير بوضوح الى ان الرئيس سيعد التقرير ويسلمه الى الكونغرس، بعد اجراء مشاورات مع وزيري الخارجية والدفاع ومع قائد القوات العسكرية في العراق والسفير الاميركي هناك. لكن البيت الابيض والكونغرس وصفا التقييم بأنه يأتي من بترايوس. فقد اشار بوش مرارا الى الجنرال، باعتباره الشخص الذي سيسلم التقرير في شهر سبتمبر، وطلب من الرأي العام والجمهوريين في الكونغرس عدم اصدار احكام حتى يصدر التقرير. وفي تقييم داخلي في الشهر الماضي، قال البيت الابيض ان التقدم المهم قد ظهر في عدد اقل من نصف المعايير السياسية والعسكرية الثمانية عشر، التي تم تحديدها في التشريعات. وقد اشار عدد من الجمهوريين الى ان تأييدهم سيعتمد على عرض صادق من بترايوس، وليس فقط على تقدم عسكري، ولكن على ادلة بإن الحكومة العراقية تتخذ خطوات حقيقية نحو مصالحة دينية وعرقية. وكان السناتور جون وورنر قد طار للعراق اول من امس مع ليفن لاعداد تقييمه الخاص. وكان بترايوس وكروكر قد ذكرا اكثر من مرة انهما ينويان الادلاء بشهادتيهما بعد تسليم التقييم الخاص الى بوش. ويشعر المسؤولون العسكريون والدبلوماسيون في بغداد بالارتباك عندما قيل لهم ان البيت الابيض اشار الى ان الاثنين ربما لن يظهرا امام الرأي العام. وقالوا انهما سيستمران في اعداد الشهادة في غياب تعليمات من واشنطن. وعلى الرغم من ان تقرير بترايوس وكروكر يحظى بترقب شديد، فإن العديد من التقييمات الاخرى مطلوبة طبقا لتشريعات مايو. فمن المتوقع ان يصدر مكتب المحاسبة الحكومي تقريرا عن المصالحة السياسية في العراق في اول سبتمبر المقبل. وكما تدرس لجنة مستقلة بقيادة الجنرال المتقاعد تدريبات وقدرات قوات الأمن العراقية وستقدم تقريرها للكونغرس في اوائل الشهر القادم. كما ذكر الجنرال بيتر بيس الرئيس المغادر لهيئة الاركان المشتركة، ان رؤساء الاركان يعدون تقييماتهم الخاصة للموقف في العراق وسيقدمونها الى بوش في الاسابيع القليلة القادمة.