أكدت دراسة امريكية جديدة ان الولاياتالمتحدة تواجه خطر الغرق في مستنقع مكلف لا نهاية له في العراق نتيجة عدم تحقيق اي تقدم سياسي في هذا البلد الذي يعاني انقسامات على ما جاء في تقرير اعده خبراء أميركيون. وأوضح تقرير معهد "يو اس اينستيتوت اوف بيس" ونشرته وكالة الصحافة الفرنسية "ان التقدم السياسي بطيء جدا وغير منتظم وسطحي والانقسامات السياسية والاجتماعية عميقة للغاية بحيث ان فرص حصول انسحاب أميركي اليوم ليست أكبر مما كانت عليه قبل عام". واضاف ان الوجود الأميركي في العراق "يحمل كلفة هائلة على الصعيدين البشري والمادي" فضلا عن المصالح الاخرى الكبيرة التي تضحي بها الولاياتالمتحدة. واعتبرت الدراسة انه يلزم خمس الى عشر سنوات من "الالتزام الأميركي التام وغير المشروط في العراق" قبل البدء بتحقيق تقدم سياسي جدي. واتت الدراسة قبل افادة مهمة جدا يدلي بها الثلاثاء امام الكونغرس قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال ديفيد بترايوس وسفير الولاياتالمتحدة في بغداد راين كروكر. واضاف التقرير "حتى لو تواصل التقدم في العراق فان النتائج قد لا تكون تستحق هذه الكلفة". واشرف على الدراسة التي اقترحت خيارات بشأن سياسة الولاياتالمتحدة في المستقبل، الخبراء انفسهم الذين اعطوا نصائح لمجموعة الدراسات حول العراق التي شارك في رئاستها وزير الخارجية السابق جيمس بيكر في 2006. وقد رفعت هذه المجموعة استنتاجاتها الى الرئيس جورج بوش والكونغرس. وقالت مجموعة الخبراء انه في حال قررت الولاياتالمتحدة الابقاء على "التزامها الكامل وغير المشروط" في العراق فيمكنها اما ان تركز جهودا اكبر على تمكين السلطات المحلية او السعي الى "صفقة كبيرة" على المستوى الوطني للتوصل الى تسوية بين الفصائل المختلفة بشأن الخلافات الرئيسية. واعتبر التقرير ان "الحد الادنى المقبول لتبرير استمرار الدعم الاميركي هو اعتماد لامركزية واسعة في العراق مع حكومة مركزية تهتم بنقطتين حساسيتين: توزيع العائدات والامن على المستوى الوطني". وقد نصحت هذه المجموعة التي كان يتراسها كذلك عضو الكونغرس السابق لي هاملتون بانسحاب على مراحل للوحدات القتالية من العراق وبالانفتاح سياسيا على إيران وسورية. وقال التقرير "ان مستوى تراجع العنف الذي لا يزال ادنى بكثير مما يحتاج اليه العراقيون والأميركيون، يجعل الوضع هشا وبحاجة الى وجود القوات الأميركية". واضاف التقرير "بدون تحقيق تقدم سياسي، تواجه الولاياتالمتحدة خطر الغرق في مستنقع العراق لفترة طويلة مقبلة، مع ما يحمله ذلك من تداعيات خطيرة على مصالحها في اماكن اخرى من العالم". واضافت ان العراق "يعاني من حكومة مركزية ضعيفة ومنقسمة تملك قدرة محدودة لممارسة الحكم" ومن غير المرجح ان يتحسن الوضع في وقت قريب. وتابع التقرير ان "الولاياتالمتحدة لديها تأثير محدود على قرارات الحكومة العراقية وذلك يعود جزئيا الى انها لم تفرض اي شرط في مقابل تقديم الدعم لها". وتقترح الدراسة خيارين في حال قررت الولاياتالمتحدة خفض وجودها في العراق. يقضي الخيار الأول بربط دور الولاياتالمتحدة بتعزيز سلطات المحافظات على اساس اللامركزية مع اشراف الحكومة المركزية على عائدات النفط والابقاء على جيش فعال لا يستند الى اساس طائفي. أما الخيار الثاني، وفقا للدراسة، فيشمل انسحابا "شبة كامل" وغير مشروط للقوات الاميركية من العراق مع تركيز جديد على الجهود الدبلوماسية لإعادة بناء تحالفات اقليمية. وقال التقرير ان مجموعة الخبراء انقسمت حول الطريق الفضلى للتحرك في العراق. وبشأن افادة كروكر وبترايوس نصح التقرير اعضاء الكونغرس بطرح مجموعة من الاسئلة تشمل: كيف يمكن للولايات المتحدة ان تزيد نفوذها على الحكومة العراقية ؟ وفي ظل اي ظروف ستكون الولاياتالمتحدة قادرة على سحب غالبية وحداتها القتالية من العراق؟ ومع الحاجة المتزايدة لقوات اضافية في افغانستان ما هو العدد الادنى للقوات الضرورية في العراق في اطار المهمة الأميركية؟