اختار رئيس الوزراء الإسرائيلى «بنيامين نتنياهو» توقيت إطلاق المفاوضات لتشكيل تحالف حكومته المقبلة، ليلوح مجددا بالفزاعة الأمنية والمخاطر الوجودية المحدقة بإسرائيل؛ حين وظف فزاعة الأسلحة الكيميائية السورية للاستعانة بأزمات خارجية، وما يجرى بدول الجوار لرص الصفوف من حوله تحت مظلة «الإجماع القومى الصهيونى». وانتدب نتنياهو مستشاره للأمن القومى «يعقوب عميدرور» للذهاب إلى روسيا للتباحث مع القيادة السياسية والعسكرية بشأن التطورات فى سوريا وتداعيات سلاحها الكيمياوى، ولنقل مواقف تل أبيب وقلقها حول مصير هذه الأسلحة؛ وذلك بالتوازى مع تكثيف التنسيق مع الإدارة الأمريكية والاطلاع على برامجها العسكرية لمواجهة احتمالات تسرب الأسلحة الكيمياوية إلى منظمات «إرهابية». وانساق الإعلام الإسرائيلى وراء تلويح نتنياهو، وأخذ يقرع طبول الحرب على الأسلحة الكيمياوية السورية باعتبارها خطرا وجوديا، وتجند الإعلام حين رفع نتنياهو حالة التأهب بتل أبيب خشية نقل هذه الأسلحة إلى حزب الله والجماعات الإسلامية «الإرهابية»، مع ترويج أنباء عن تصاعد وتيرة المعارك بين الجيشين النظامى والحر حول مستودعات الأسلحة الكيمياوية؛ ما دفع وزارة الدفاع إلى نصب بطاريتين لمنظومة القبة الحديدية فى حيفا والجليل. ويعتقد الباحث فى المركز الفلسطينى للدراسات الإسرائيلية «أنطوان شلحت»ح أن تواتر الحديث حول خطر انتقال الأسلحة الكيمياوية إلى «عناصر إرهابية»؛ محاولة لصرف أنظار العالم عن أمور أخرى، مؤكدا أن هذا الحديث مرتبط بالسياسة الإسرائيلية الداخلية. من ناحيته، يرى المحاضر بقضايا الأمن القومى الإسرائيلى «رؤبين بدهاتسور» أن مصير الأسلحة الكيماوية وتطورات الأحداث فى سوريا، هما جلّ اهتمام إسرائيل، وعليه فلا مبرر للتلويح بتوجيه ضربة عسكرية، لكن الجديد فى مواقف قادة إسرائيل هو أن نتنياهو يسعى إلى تشكيل حكومة موسعة على وجه السرعة؛ لذا يستغل الملف السورى لتسريع وتيرة المفاوضات والضغط على الأحزاب لحثها على الدخول فى الائتلاف. الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة