شارك أكثر من مائتين من أهل الداخل الفلسطيني (فلسطين 1948) في صلاة الجمعة التي أقيمت شعائرها اليوم (3/8) بجانب المقبرة الأيوبية بمدينة الرملة المحتلة سنة 1948، وذلك تعبيراً عن التنديد بإصرار شركات صهيونية على شق طريق عريض داخل المقبرة، والمسمى بشارع 431، ما أدى الى نبش عشرات القبور وتجريفها وانتهاك حرمة المقبرة الإسلامية التاريخية. وأكد الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني، في خطبة الجمعة التي ألقاها في الحشد، أنّ المؤسسة الصهيونية تواصل ارتكاب جرائمها بحق المقدسات الإسلامية منذ سنة 1948 وحتى اليوم، مدمرة بذلك آلاف المقابر والمساجد. وأثنى الشيخ صلاح على موقف المشاركين في الصلاة، مذكراً بأنّ "مشوار الحفاظ على المقدسات والدفاع عن الأوقاف لن يتوقف مهما بلغ ممارسات الظالمين". وكان أكثر من مائتي مصلٍ من الرجال والنساء والأطفال وصلوا قبل ظهر الجمعة (3/8) إلى موقع بجانب المقبرة الأيوبية في الرملة، حيث نصبت خيمة خاصة لأداء شعائر صلاة الجمعة. وقد تقدم المصلين الشيخ علي أبو شيخة، رئيس مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية والتي دعت إلى هذا التجمع، والشيخ مؤيد العقبي، مسؤول الحركة الإسلامية في منطقة المثلث الجنوبي المحتل سنة 1948، وعدد من قيادات الحركة الإسلامية وناشطو مؤسسة الأقصى ومندوبوها، بينما شارك عدد كبير من أهالي مدينتي اللد والرملة. وقد ألقى الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني، خطبة الجمعة والتي استهلّها بعرض سريع للأداب الإسلامية في التعامل مع الأموات، ووجوب حفظ حرمتهم، مشيراً إلى أنّ الاعتداء على الأموات هو إعتداء على الأحياء، مؤكداً وجوب حفظ حرمة الأموات وقدسية المقابر. وكشف الشيخ صلاح للحضور كيف تقوم جرافات سلطات الاحتلال في الوقت الذي تؤدى فيه الصلاة بجانب المقبرة الأيوبية بشق شارع عريض داخل أرض المقبرة، فتجرف عشرات القبور وتنبش عظام الأموات، وأنّ "هؤلاء الأموات يشكون الى الله ظلم الظالمين ويدعونه أن يحطّم الظالمين". وقال الشيخ رائد صلاح إنّ على سلطات الاحتلال "أن ترفع يدها عن المقدسات والمقابر، وتوقف جرائمها القبيحة بحق الأموات التي ما زالت مستمرة إلى اليوم منذ عام النكبة الفلسطينية سنة 1948"، مشيراً إلى أنّ سلطات الاحتلال "اقترفت آلاف الجرائم بحق المقابر والمساجد فدمّرت المقابر وأقامت عليها المتنزهات العامة وشقت الشوارع، أما المساجد فحوّلتها إلى خمّارات وحظائر للأبقار"، حسب توضيحه. ولفت الشيخ رائد صلاح نظر المصلين المحتجين، إلى أنّ سلطات الاحتلال "في حين تعتدي على المقابر وتنتهك حرمة أموات المسلمين؛ فإنها تقيم الدنيا ولا تقعدها إذا مُسّ أي قبر يهودي في العالم بأذى صغير ولو كان بكتابة جملة أو كلمة على هذا القبر اليهودي"، وأشار القيادي الفلسطيني البارز إلى أنّ المقابر اليهودية في العالم الإسلامي والعربي يتم الحفاظ عليها، ضارباً مثالا على ذلك مدينتي القاهرة والمدينة المنورة. وفي ختام خطبة الجمعة؛ شكر الشيخ رائد صلاح كل الحضور على مشاركتهم في هذه الصلاة، وسعيهم للحفاظ على المقدسات، مؤكداً أنه "مهما بلغت جريمة المؤسسة الإسرائيلية من تدمير المقدسات والجذور الحضارية العربية والإسلامية والتاريخ الإسلامي العريق؛ فإننا في أرضنا باقون ولن نيأس، بل سنواصل الدفاع عن مقدساتنا ولن تُكسَر عزائمنا أبداً".