أعلنت مؤسسة الأقصى لرعاية الأوقاف والمقدسات الإسلامية داخل الأراضي المحتلة عام 1948، أن شركات إسرائيلية لا تزال تواصل انتهاكها لحرمة مقبرة "مأمن الله" بالقدس الشريف، وتمعن في مواصلة الاعتداء على المقبرة الإسلامية التاريخية. وقالت المؤسسة في بيان صادر عنها، إن الشركات الإسرائيلية قامت في الفترة الأخيرة برفع الجدار المحيط بالمقبرة لأمتار، وكثفت من وجود قوات الأمن حولها وداخلها، على مدار الساعة، مشيرة إلى أن الشركة ستقوم بإزالة العظام التي نبشت، واستخرجت من القبور الإسلامية، ونقلها إلى مكان آخر. وخلال جولة ميدانية قامت بها مؤسسة الأقصى، السبت الماضى، كشفت عن أن الجدار المحيط بالمقبرة، والذي كان لا يتجاوز المترين، تم رفعه ليصل إلى أكثر من أربعة أمتار، وذلك للحيلولة دون مشاهدة ما يجري داخل المقبرة. ولاحظ فريق المؤسسة، خلال جولته، أن عدد قوات الأمن الإسرائيلية الموجودة في الموقع بالعشرات، وأن هذه القوات تمكث في محيط المقبرة وداخلها، خلال العمل، وساعات الدوام، وبعده أيضا. وأشارت إلى أنها علمت من مصادر موثوقة، أن الشركات الإسرائيلية تعمل حاليا على إزالة العظام، التي استخرجتها خلال عمليات الحفر داخل المقبرة، ونبشها للقبور، لتقوم بنقلها، بعد أن قامت بانتهاك حرمة عشرات القبور في مقبرة "مأمن الله". واتهمت المؤسسة المحكمة العليا الإسرائيلية، بالمماطلة في إعطاء قرار لإيقاف العمل داخل المقبرة، وقالت إنها "لم تحدد حتى اليوم موعداً للبت في الالتماس، والطلب الذي قدمته مؤخرا مؤسسة الأقصى لاستصدار أمر بإيقاف الأعمال داخل مقبرة مأمن الله". ووصف علي أبو شيخة، رئيس مؤسسة الأقصى، الأعمال الجارية في المقبرة بالجريمة، التي تهدف إلى إخفاء جريمة أكبر، تنتهك حق مقبرة مأمن الله، حتى يتمكنوا من إزالة وإخراج عظام الموتى دون أن يراهم أحد. وأكد أن القوات الإسرائيلية تمنع أيا كان من الاقتراب من موقع المقبرة والجدار، الذي نصبوه حول الموقع.