(اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) (النور : 35 ) في العادة .. يبحث الكتاب عن الجديد من الأفكار.. وما ندر منها .. ويعيشون ويكثفون حياتهم لقضايا .. والبعض يموت من أجل قضايا ومباديء.. ونتساءل ..لم لا يموتون من أجل الله .. والله هو أنبل الغايات ..ولم لا يكون إعلاء كلمة الله في الارض هاجسهم .. ويحثون في هذا الطلب وهذا الهاجس .. طيلة حياتهم الى ان يلقوا الله وهم على ذلك .. لم لا تكون قضيتهم أن تعلو كلمة الله من إفرست اعلى قمة في العالم.. الى ناطحات سحاب نيو يورك .. وبيج بن .. وإيفل .. وكالعادة بحثنا كما بحث غيرنا في مقتبل العمر ،،عن القضايا الكبرى.. قرأنا الثورات.. وعن كبار الاحرار في العالم .. ومن بذلوا جهدهم وافكارهم .. لقضايا النهوض بالامم ومن أخذوا على عاتقهم .. حمل المشاعل والنور والحرية ..في اولئك من ضحوا .. ومن لم يعبئوا بالموت في زوايا الطريق .. كما قال ابو الطيب .. أنى شئتي يا طرقي فكوني *** عذابا أو دمارا أو هلاكا أي انه لم يعبأ بأي وضع كانت النهايات ..سواء ام عذاب ام دمار أم هلاك . واخيرا افترقت الشعوب عن طريق الانبياء .. ومضينا في الاتجاهات المعاكسة .. وتاهت بنا الدروب في دهاليز الفكر الغربي .. وانفاق الفكر الشرقي .. ولم نأخذ ما آتانا بقوة . فكان حقا على الله .. أن يذيق الأمة من كؤوس الذل والمهانة .. ولكن ما أروع .. أن يفيء الإنسان الى ربه ومولاه .. ومالك رقه .. وان يحقق الخضوع الكامل لأوامر ه.. وأن يأخذ ما آتاه بقوة .. وان يشمخ بإيمانه .. بين عالم الأوثان .. ويتحقق المضمون الحياتي .. على الآية الكريمة . (قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الأنعام : 162 ) دوما كانت الكتابة عن الله تعالى تشدني .. واعتقد انه لابد لرجال القلم ان يهتموا بهذا الصدد .. أي تمجيد الله بأقلامهم .. فيكون ذلك شعار المؤمنين من حملة الاقلام ..في وقت .. فهناك من يعملون ليل نهار ..لصالح الشيطان .. والاوثان المتعددة في القرن 21 وهناك من يعلنون الحرب على الله .. من هنا لابد أن يعظم ويمجد ويثني المؤمنون من فئة الكتاب على ربهم بما هو له أهل ، أهل الثناء والمجد .. فكما درجت العادة .. لدى الشعراء في الاسلام ان يكون لكل شاعر قصيدة في مدح المصطفى .. كعرف دارج تعبيرا عن الولاء للإسلام ونبي الإسلام ..حتى انني وجدت مؤخرا قصيدة لنزار قباني في مدح المصطفى صلى الله عليه وسلم .. اعتقد انه لابد للكتاب . أن يأخذوا على عاتقهم .. ولو مقال .. يتصدر اعمالهم الكاملة يوما ..في الثناء وتمجيد الله فإن لله تعالى المجد المطلق ومنه ُيعطى لعباده و الى عرشه المجيد ينتهي . . إلا انه وفي بعض الأحيان وفي الواقع الحياتي للناس .. قد يضحي الإنسان .. وفي نهاية المطاف .. بموازين البشر .. وأعراف الناس وخاصة الناضجين منهم.. ومن سبروا غور الاشياء إيمانيا .. في تقييمهم النهائي لهذا الرجل أوذاك بعد الرحيل ... ان هناك بعض انواع التضحية قد ضلت الطريق عن سمو الغاية .. وروعة الهدف . فان جوخ . ذلك الرسام الشهير .. يقطع أذنه .. ويضعها في خطاب ويرسلها الى حبيبته ، نحن في العادة نحترم كل من يضحي .. لأن الخير كامن بالتأكيد في زوايا ذاته ولب ضميره .. ولكن ربما ليس هذا هو الطريق .. ولو بذلها في سياق اخر.. لكان أكثر نضجا وأكثر روعة ونال من المجد ما يستحق .. ومن التقدير ما يفوق ..في معايير السماء ونظرة الاجيال المتعاقبة . كنا نلتقي بالامس مع اصدقاء الشباب .. وهما الان من كبار الكتاب على الساحة .. كنا نجلس في المدينة الجامعية بالأمس نتذاكر مواقف الحياة .. ومرارتها .. وهوان المرء فيها تجاه بعض المواقف والظروف . فقال لي صديقي العزيز .. كيف كان يترك قريته , ويركب القطار ليلا .. حتى يصل القاهرة .. الى الجامعة .. لعله يظفر بنظرة أو ابتسامة من حبيبته تشرق له بها الدنيا.. وفي احد الأيام ومن عناء السفر وجد نفسه نائما على أرضية القطار .. بين النعال .. ونعال تمضي ونعال تجيء .. كل هذا من أجل ان يظفر بنظرة من حبيبته .. ومن ثم يعود .. ولا شيء سوى نظرة او ابتسامة من حبيبته .. هكذا قد يجعل الحب الرجال تحت النعال .. ولو كان جوخ مسلما .. لضحى في سياقات أخرى .. بهذا الحب والاقبال على البذل .. ولو كان صديقنا العزيز محبا لله .. لكان منطق الحياة ورؤية الأشياء على نحو مغاير .. (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ) (البقرة : 165 ) قابلت شيوعيا ذات يوم .. ومعي كتاب يتكلم عن الشهداء العرب في أفغانستان .. ايام الجهاد .. السياق يقول انه على فكر مضاد .. او على النقيض سواء فكريا او على جبهات القتال آنذاك ... فطلب مني أن أناوله الكتاب ،، ترددت يومها.. ان اعطيه اياه .. نظرا لمعرفتي بتصوراته .. المسبقة .. عن الإسلام .. وعن الجهاد في سبيل الله ..فهو كثير ما يهتم ب لينين وماركس وانجلز .. ولاثمة التقاء ..حيث كان اللقاء يومها عبر فوهات البنادق .. إلا انه في ذلك اليوم ..صدر منه ..الغريب من القول .. وما لا يتوقعه القاريء الكريم .. وبالتالي بما لم يكن في حسباني .. قال لي ذلك الشيوعي .. عن اولئك الشهداء : بالرغم من اختلافي معهم الا انني احترمهم .. لأنهم ضحوا في سبيل المبدأ .. قلت له صديقي .. هناك فارق بين المجرد من المباديء .. وبين الله الحق .. فأنا على يقين من وجود ربي .. يقين راسخ لا يشوبه مثقال ذرة من شك .. فالله حق .. ولكنكم .. تكتمون الحق وانتم تعلمون .. !! قليل ما يكتب الكتاب العرب عن الله ..بالرغم من ان الحديث عن الله تعالى ..هو أروع الحديث ،، وهو ما يجب ان ينتقى الكتاب من اجله أحسن الكلمات والرائع من الأفكار، والراقي من المفردات والجميل من الحديث .. هل ندرة الحديث في كتابة مقال عن الله تعالى.. تركناه لمشائخنا الكرام فقط .. واعتقد انه بعدما .. يصل الى سن متقدم من العمر . وتنضج فيه الافكار.. تتحول الدفة في الحديث عن الله .. ام ترى كان السبب لأن قضايا الإيمان تدار حول الله ضمنا ..و كل كاتب بطريفته ..فكلمة الله .. لا يمكن ان يستغنى عنها .. في أي حديث مسهب .. ففي حياتنا كمسلمين.ان الله موجود بالقلب والكيان واللسان ,, أولا كصلاة .. او في بدء ونهاية حديث او لو كانت محض رسالة تبديء بالتسمية وتنتهي بالدعاء . الله في حياتنا.. في دعاء الأم لابنها .. والأب لصغيره ..ودعوة الفتاه لأبيها ..الشاب لجده .. او في دعاءنا على الطغاة والظالمين ..في دعاءنا بالرحمة على من فارقونا ورحلوا ولم نراهم .. كما قال الفرذدق الله متواجد في حياتنا في كل بدء ومختوم به الكلم .. وكل حديث مسترسل . أجل وفي نهاية المجلس . الله لنا ونذكره في الخروج من المنزل وعند لبس الثوب .. وعند نزول المطر .. الله في حياتنا عند زحف الجيوش .. وعند نزول البلاء وعند رفع البلاء . .. الله في حياتنا .. عند المريض .. وعند دعاءنا لمن منّ الله عليهم بالزواج ان يعطيهم الذرية الصالحة .. وعند الصباح وعند المساء .. (فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ) (الروم : 17 ) (وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ) (الروم : 18 ) هكذا الله لنا بين الشعوب التي تؤمن بالله ..كم رائع الدعاء .. ان تقول ( اللهم انت ربي وأنا عبدك ).. كما رائع الدعاء ان تقول: اللهم انت رب المستضعفين وانت ربي .. هذا الشعور بالدفء.. وصدق الانتماء وقرب الله منك وقربك منه تعالى .. كم رائع الحديث .. المنقول عن رب العزة يقول الله يوم القيامة يا ابن آدم مرضت ولم تعدني قال يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين قال أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني قال يا رب وكيف أطعمك وأنت رب العالمين قال أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه أما علمت أنك لو أطعمته لودت ذلك عندي يا ابن آدم استسقيتك فلم تسقني قال يا رب وكيف أسقيك وأنت رب العالمين قال استسقاك عبدي فلان فلم تسقه أما إنك لو سقيته وجدت ذلك عندي.. كم رائع الحديث .. في صحيح مسلم ( الله أشد فرحا بتوبة عبده المؤمن من أحدكم يكون و راحلته و عليها زاده و متاعه بفلاة من الأرض إذ نفرت منه فطلبها حتي يئس من نفسه رأى شجرة فقال لعلي أموت عندها فبينما هو على ذلك إذا راحلته عنده فأمسك بزمامها أو بخطامها و هو يقول اللهم أنت عبدي و أنا ربك) أخطأ من شدة الفرح .. اعتقد حب الله شعور يتخلل الذات حتى بين من لا يؤمنون .. وإلا فكيف ستودع الام غير مؤمنه بالله وان كانت شيوعية مثلا ابنها الصغير حين يذهب الى المدرسة صباحا .. إن لم يكن نداء الضمير والذات في كوامن نفسها. ان تدعو الله ان يحميه لها .. كيف يقف الأب الشيوعي او الكافر أمام ابنه المريض في المستشفى مثلا .. وكيف لا يدعو الله في كوامن الذات .. والحس والضمير .. ان يشفي الله له ابنه .. كيف يراقب رب أسره شيوعي أبناءه وهو على فراش الموت .. ولا يدعو الله في كوامن ذاته .. أن يتولى الله له ابناءه ويرعاهم له من بعده .. لا يمكن .. وان لم تنطق بها الشفتين ..فهي اعتقد انه لابد قد نطقت بها قلوبهم ألف مرة.. أن تكوين النفس البشرية .. لا يمكن ان يعيش بدون الله .. بل حتى لو امتلكوا كل أرصدة وبنوك الأرض .. لا غنى للإنسان عن الله كي يحميه ويسدد خطاه .. ويقيل عثراته ... كما قال فولتير .. If God Did Not Exist, He Would Have to Be Invented” وفي نفس السياق .. يقول دستوفسكي .. If God does not exist, everything is permitted” ان لم يكن الله موجودا فكل شيء مسموح به .. إلا انه من خلال الأنبياء الكرام .. قد حسمت كل القضايا العالقة والشائكة .. وانتهت .. أن الله هو الحق المبين .. !! عرفت البشرية الله من خلال الأنبياء .. حيث كانت تتدخل السماء دوما .. عندما يزد الظلم والطغيان.. ولتقويم البشرية المتفلته عن الطريق القويم .. لم يعد هناك حجج للاوهام .. ان تعتمل في الاذهان .. بعدما جاءنا الحق المبين .. (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (الحج : 6 ) (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ) (الحج : 62 ) (يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ) (النور : 25 ) (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ) (لقمان : 30 ) لا يمكن ان يعيش الانسان بدون الله .. قد يعبد الكفار آلهة .. ولكن عندنا نحن المسلمين فقط.. الحق المحض .. (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ) (محمد : 2 ) (ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِن رَّبِّهِمْ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ) (محمد : 3 ) في عالم الكفر ،،أحيانا يفسرها اللئام والجاحدين وقساة القلوب ،كما يحلو لهم بأنه لا يؤمن بالله إلا الضعيف والعاجز .. او يقولون تلك حيلة الضعيف .. ولكن الحقيقة غير ذلك .. إلا أن الإنسان مهما أوتي من أسباب .. لا يمكن له .. ان يعيش بدون إله .. يبث اليه مر الشكوى .. فيمن ظلموه . يبث إليه ضعفه وافتقاره اليه .. الإنسان .. مهما اوتي من أسباب فهو أي الإنسان ( لا شيء )..بدون الله .. وفي نفس الوقت ..يستشعر الأمان في كنفه وتحت ظل رحمته .. ويستعيذ به ويركن الى حوله وقوته في ساعات الضعف والانكسار .. إن الإنسان ..يعيش على الأرض .. وليس في الجنة .. والحياة على الأرض .. ليست مجتمعا مثاليا .. كالجنة .التي هي البيئة الوحيدة الخالية من الانكاد والحزن (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ) (فاطر : 34 ) ليست كالجنة .التي لا يمس المرء فيها نصب ولا لغوب .. (الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ) (فاطر : 35 ) بمعنى آخر الحياة الدنيا .. أرض .. الآلام .. والأنكاد والهموم .. ووقوع الظلم على البشر أمر وارد . ان لم يكن هو العملة المتداولة والسياق الدارج في القرن 21.فإلى من سيشكو العبد ضعفه وانكساراته المتوالية . وان كان النقيض إلى من سيشكر نجاحاته المتوالية إلا إلى الله .. الى من يشكو الانسان عجزه .. امام من يقهره .. من العباد ..إلا إلى الله .. صعب إن يعيش الإنسان .. بدون رب .. بل إنني أتخيلها .. انه من المستحيل ان يعيش الإنسان بدون الله .. إنني اعتبر العلاقة مع الله هو ذلك الحب الرائع الذي فيه رقي التعامل ..في ان يعطيك الله مسألتك ..قبل أن تسأل.. ان يقيل عثرتك .. ويأخذ بيدك .. وان تركك لداسك الناس وكل من هب ودب .. فيحفظك ويحفظ ماء وجهك .. ويحميك من الذل ..كما قال احد السلف .. الهي اذا رفعتني فمن ذا الذي يضعني واذا وضعتني فمن ذا الذي يرفعني .. فينتشلك انتشاله يوسف من الجب .. الى سدة الحكم .. مثلا .. ليعطي ويمنع .. يعطي أصحاب المكيدة والدم الكذب . كل خيوط الكون بيد الملك القهار .. (قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) (المؤمنون : 88 ) قال الشعراء.. اذ لم يدني الله الفتى من مراده *** فما زاده الاقدام الا تبعدا ومن لم يوق الله فهو ممزق*** ومن لم يعز الله فهو الذليل علاقة العبد بالله هي ذلك النوع من العلاقة الراقية ..في انه لم يتركك وان تركك ..لأخذك الموج وضعت أيما ضياع.. حتى وان كان البلاء ... فالبلاء ..في معظم الأحيان نعمة .. يقول بدر شاكر السياب في قصيدته سفر ايوب .. وهنا أنقلها كلها.. لكي نرى . ان البلاء .. يحمل في ثناياه الروعة .. وروعة البلاء أن خرجت إلينا هذه القصيدة بهذا الجمال من بين آلام الرجل .. لك الحمد مهما استطال البلاء / ومهما استبد الألم لك الحمد ان الرزايا عطاء / وان الصائب بعض الكرم .. ألم تعطني أنت هذا الظلام .. وأعطيتني هذا السحر .. فهل تشكر الأرض قطر الماء / وتغضب ان لم يجدها الغمام ؟ شهور طوال وهذي الجراح /تمزق جنبي مثل المدى ولا يهدأ الداء عند الصباح .. ولا يمسح الليل أوجاعه بالردي ولكن أيوب إن صاح صاح: لك الحمد ان الرزايا ندى وان الجراح هدايا الحبيب أضم إلى الصدر باقاتها /هدايا مقبولة هاتها اشد جراحي واهتف بالعائدين /ألا فانظروا واحسدوني ، فهذي هدايا حبيبي وان مست النار حر الجبين /توهمتها قبلة منك مجبولة من لهيب جميل هو السهد ارعي سماك /بعيني حتى تغيب النجوم ويلمس شباك داري سناك /جميل هو الليل أصداء بوم وأبواق سيارة من بعيد / وآهات مرضى وأم تعيد أساطير آباءها للوليد وغابات ليل السهاد الغيوم /تحجب وجه السماء وتجلوه تحت ضوء القمر /وان صاح أيوب كان النداء لك الحمد يا راميا بالقدر ويا كاتبا بعد ذاك الشفاء لا يمكن أن يعيش الإنسان بدون الله .... وما قاله ..نيتشه في هكذا تكلم ذرادشت وفكرة السوبر مان .. إرهاصات لا تمت إلى ارض الواقع واللحم والدم وكيان الضعف البشري الذي لابد له أن يأوي الى ركن شديد (يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً) (النساء : 28 ) قال الإمام علي : مسكين ابن آدم ، ، مكتوم الاجل ،مكنون العلل يتكلم بلحم وينظر بشحم ، ويسمع بعظم أسير جوعه ،صريع شبعه ،تؤذيه البقه وتنتنه العرقه وتقتله الشرقه ،لايملك لنفسه ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياتا ولا نشوراا .. دخل مجموعة من الصحفيين اليهود .. على نيتشه في أخريات أيامه .. واجروا حوارا صحفيا .. مع زوجته .. فقالوا لها .. ما الذي تعانين منه في حياتك معه .. فقالت لهم لا شيء .. إلا انه يبول على فراشه .. فصاح أحدهم انه المجد انه الإبداع .. هكذا مضللوا البشرية من الصحفيين . الإنسان ..في الحياة ..يجب أن يرتب أفكاره إيمانيا .. ويسأل نفسه ..السؤال البسيط ..هل يستطيع أن يعيش بدون إله .. وحتما سيجيبه الضمير .. انه بدون إله لا يمكن أن يعيش .. وحياته هي العدم والأقرب إلى الانتحار .. بل الانتحار ارحم له حالا .. من هذا التمزق والمعاناة .. الحياة بالله هي كل شيء .. وبدون الله هي لا شيء .. ولا قيمة للحياة ولا اعتبارات للوجود .. ولا حيثيات الوجود .. ماذا قعل الالحاد .. ؟ ضيعوا شعوبهم .. أيما ضياع .. اعتقد انك اذا استبقيت للمرء دينه .. فقد ابقيت له كل شيء .. واذا .. أفقدته دينه .. فقد افقدته .. كل شيء .. وقتله بالرصاص كان ارحم له .. كيف يهنأ الإنسان بلذه العيش .. بدون الإيمان بالله .. كيف يقهر الإنسان العجز ..بغير الله .. كيف يواجه الإنسان المصائب ان لم يكن الله له عون .. كيف تستعصي على ان يكسرك الطغاة بدون الله .. المؤمن عصي على الانكسار .. لا يكسره أحد .. باختصار الحياة بالله .. هي الحياة .. والحياة بغير الله هي العدم .. ماذا فعلت .. روسيا الإلحاد بشعبها .. بعد اكثر من خمسين عاما من الكفر .. نساءهن يبيعن أرواحهم وأجسادهن .. فلو كانوا قد استبقوا لهن على الدين .. لأبقوا لهم على كرامتهن .. وحريتهن وشرفهن .. ولكن الكفر لا سيتبقى لشعبه على شيء .. من هنا ..وفي فيلم وثائقي .. عن مسلمي روسيا .. يوضح كيف كان المسلمون يضيئون الشموع وينزلوا الى مخابيء سرية في بيوتهم كي يقرءوا القرآن ويقيمون الصلاة .. وكانوا يدركون ان اكتشاف مثل هذا المخبأ.. هو النهاية او الاعدام في حكومات تحارب الله .. هل سأل القاريء نفسه ما هو الخيط الرقيق .. وشعاع النور الأبيض الجميل من بين ثنايا الظلام .. الذي يتخلل القلب .. الى الشغاف .. فينزل إلى مخبأ .. كي يصلي .. او يقرأ القرآن .. ولكن مضللي البشرية ..لم تنتهي مهمتهم .. وما العلمانية إلا نسخة مشابهة .. للشيوعية .. فما الذي نراه .. ان يتم الحكم على الإسلاميين .. بالمنفى في نفس الأوطان في سجون ومعتقلات نائية .. يهرب منه الكلاب والقرود .. ويتحول الإسلاميين إلى كائنات .. غير مرغوب فيها .. ويكون تحفيظ القرآن جريمة تهدد العلمانية . كما حدث في تركيا .. فإن كانت الشيوعية هي الكفر العلني .. فالعلمانية هي النفاق العلني .. والكفر المبطن .. وكلاهما محارب لله .. وكلاهما الى مزبلة التاريخ .. الحياة بالله كل شيء .. والحياة بدون الإيمان بالله هي اللاشيء .. كنت مندهشا وما زلت .. وسأظل أقف مبهوتا .. ولكن ربما لدهشتي ..من روعة الموقف .. ذكرتها في أكثر من مقال .. وهي الآية التي تعبر عن روعة الإيمان .... وتدفق الايمان.. وشموخ الايمان .. وكل المعاني الرائعة . التي يبحث عنها .. أصحاب الكلمة ومجدها .. واعتقد انه مهما كتب الادباء .. لن يوفوا لها ..استيعابا .. واستنطاقا للمعاني .. انها اية المجد .. المجد بحذافيره .. المجد الذي سبق به اولئك .. وما فتيء يبحث عنه الناهضون في سبيل الله منذ بدء الخليقة وحتى قيام الساعة .. انني ازاءها استشعر الروعة والحب الدفين والإخلاص .. والوفاء والولاء ..فكان موقفهم لا لشيء .. إلا من أجل الله .. أو في المصطلح الشرعي في سبيل الله .. (وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ) (آل عمران : 146 ) ماهذه الروعة .. و الجمال .. و للوفاء .. يوالمجد .. من أولئك البشر انهم الربيون .. الذين كانوا في حالة .. من الروعة ما فتئت البشرية تبحث عن كنه مجدها . .. انهم ما بين ممزق .. وقتيل .. وبين من ينازع الروح .. ولكنهم في حالة استنفار .. بالرغم من ان ما قتل منهم الكثير .. ما وهنوا ..لما أصابهم في سبيل الله .. وايضا ما ضعفوا .. وايضا ما استكانوا .. وكانوا في قمة التحفز والتوثب .. انه الله الذي ملأ حبه جوانحهم .. وملأ حبه ضمائرهم .. وفاض هذا الحب .. بحيث لا يستشعر أولئك الربيون .. ما هو كم المصائب .. ولا الوهن الناتج .. ولا الضعف ولا الاستكانة .. بل كان ما هو العكس .. التحفز والتوثب والاقبال .. أجل كل هذا الالم والمعاناة .. من أجل ماذا .. انه الله .. ولا شيء غيره .. فان قال زياد الرحباني .. في مسرحية سقراط .. الدم حبر الحقيقة .. فكان الدم هو حبر حقيقة الحب والايمان لأولئك الربيون .. في كيف يكون الرجال وكيف يكون الحب .. لمن يستحق كل هذا بل المزيد والمزيد .. نعم هناك من بذلوا حياتهم لقضايا .. الا ان التضحية في سبيل الله .. هو الفوز على كافة المقاييس .. ولن يكون موسوما بالخيبة أيا كانت النهائيات. .. بل هي الروعة في قضايا الوجود ..الموت في سبيل الله بهذا الحس المتدفق من الايمان.. والحب الرائع .. ومن الحب ما قتل .. ولقد جاء عن المصطفى صلى الله عليه وسلم أنَّ أبا هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (والذي نفسي بيده لولا أن رجالا يكرهون أن يتخلفوا بعدي ولا أجد ما أحملهم ما تخلفت، لوددت أني أقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل)، اللهم ارزقنا عيش السعداء وموت الشهداء .. تعالى الهنا .. وتبارك .. له العزة والكبرياء والعظمة والجبروت .. تعالى الهنا وحبيبنا ومولانا ، عما يصفون علوا كبيرا .. تعالى الهنا ..و له الحمد في الاولى والاخرة واليه المرجع .. (وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (القصص : 70 ).