استُشهد سبعة فلسطينيين أغلبهم من عناصر سرايا القدس - الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي - إثر غارات جوية نفذتها قوات الاحتلال الصهيوني على مناطق متفرقة في القطاع. وأشارت الأنباء إلى استشهاد 4 فلسطينيين بعدما أطلقت طائرةُ استطلاع صهيونيةٌ صاروخًا على سيارتهم قرب مسجد الشهداء في حي السكة ببلدة خان يونس جنوب قطاع غزة مما أسفر أيضًا عن إصابة 4 مواطنين. و أكد شهود عيان أن جثث الشهداء وصلت إلى المستشفى أشلاءً متفحِّمةً ومن بينهم: زياد الغنام القيادي الميداني في سرايا القدس وابن شقيقه محمد الغنام ورائد الراعي، وقد أقرَّ الصهاينة بارتكاب الجريمة قائلين إنهم كانوا يستهدفون زياد الغنام. كما سقط ثلاثة شهداء وعدد من الجرحى في قصف صهيوني على ورشة حدادة في منطقة المغازي بغزة في إطار عمليات استهداف ورش الحدادة الفلسطينية بدعوى استخدامها في صنع الصواريخ التي تطلقها المقاومة على الكيان. واعتبر مسؤول دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أن التصعيد الصهيوني الخطير يؤكد حاجة الشعب الفلسطيني إلى حماية دولية للضغط على تل أبيب لحملها على وقف عدوانها. وأوضح عريقات أن هذه الجرائم تصعيد مخطط له ويهدف لضرب أي جهود للتوصل إلى تهدئة شاملة ومتبادلة وضرب لجهود إحياء عملية السلام. كما أنها تؤكد أن حكومة أيهود أولمرت تواصل سياسة الحرب والعدوان نفسها على الشعب الفلسطيني. وتأتي هذه الجريمة في إطار التصعيد الصهيوني المتواصل الذي أسفر عن سقوط عشرات الشهداء بين الضفة الغربية وقطاع غزة. وذكر تقرير لدائرة العلاقات القومية والدولية في منظمة التحرير الفلسطينية أن قوات الاحتلال أسقطت 38 شهيدًا في شهر يونيو الحالي وحده؛ مما يُعدُّ إشارةً واضحةً إلى الأطراف داخل المنظمة نفسها التي تطالب المقاومة بالتخلي عن سلاحها!! وردًّا على المواقف التي تتخذها السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير ضد الإجماع الوطني الفلسطيني أعربت العديد من الفصائل الفلسطينية عن رفضها للدعوة التي أطلقها رئيس السلطة محمود عباس بإرسال قوات دولية إلى قطاع غزة. وقال خالد البطش- القيادي في الجهاد- إن إرسال قوات دولية إلى القطاع سيكون من شأنه صبُّ الزيت على الداخلية والأزمة التي نسعى لإنهائها عبر الحوار الوطني الجادّ والبنّاء. كما دعا البطش العالمَ العربيَّ والإسلاميَّ إلى التدخل الفوري والسريع لنصرة الشعب الفلسطيني ودعمه وحمايته بدلاً من القوات الدولية التي تحمي أمن العدو الصهيوني محذِّرًا من تدويل القضية الفلسطينية. وأضاف البطش أن الفلسطينيين يجب أن يسعَوا إلى الحفاظ على مقاومتهم ووحدتهم وردّ الاعتبار إلى القضية الفلسطينية بعد الأحداث المؤسفة التي شهدها قطاع غزة في الفترة الأخيرة. وفي نفس السياق جاء موقف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي أعلنت الجبهة رفضها الكامل لنشر قوات دولية في قطاع غزة. وكانت حركة المقاومة الإسلامية حماس قد أعلنت رفضَها نشْرَ القوات الدولية في قطاع غزة مؤكدةً أنها سوف تعاملها على أنها قوة احتلال جديدة للقطاع كما أكدت كتائب الشهيد عز الدين القسام نفس الموقف حيث أعلنت استعدادها للتصدي لتلك القوة الدولية المفترضة؛ باعتبارها قوة احتلال للقطاع. وكان رئيس السلطة محمود عباس قد أعلن في فرنسا أمس أنه يريد نشْرَ قوات دولية في قطاع غزة لمراقبة الانتخابات المبكِّرة الرئاسية والتشريعية التي يريد إجراءَها في الأراضي الفلسطينية، إلا أن تصريحات عباس أشارت إلى إمكانية تمديد وجود تلك القوات لما بَعْدَ إجراء الانتخابات التي تُعتبر هي الأخرى ملفًّا مرفوضًا من كافة الفصائل الفلسطينية؛ لمساسها بالوحدة الفلسطينية الداخلية وعدم وجود ما ينص على إجرائها في القانون الأساسي للسلطة الفلسطينية.