فى الوقت الذى يتوق فيه الشعب المصرى للإستقرار وطى صفحة من الفساد والإستبداد والإرتباك وإنعدام الرؤية مازال يلعب العابثون والمخربون ودعاة الفوضى من أراجوزات أدعياء الثورة والنخبة العفنة ممن يسمون أنفسهم بالمثقفين والمفكرين والمحللين والخبراء من التيارالمدنى(مصطلح ينم عن عقلية إستبدادية وإقصائية) بمقدرات الوطن( إلّا من رحم ربك من بعض الشرفاء) الذين يبيعون دماء الشهداء من أجل مصالحهم الشخصية وكراهيةً لهوية الشعب المسلم مهما قالوا ومهما بررّوا من أسانيد باطلة ورخيصة يُخفون بها فشلهم فى التواجد بين الجماهير اللهم إلاّ فى إستوديوهات مدينة الإنتاج الإعلامى يروجون للأباطيل والإشاعات لنشرالفوضى وزرع الفتنة والهدف واضح إفشال المشروع الإسلامى وإن شئت فقل إفشال الإسلام ولكن هيهات هيهات لم يوعدون. بعد الإعلان الدستورى الأخير(الخميس 22نوفمبر)والذى تأخر20شهراً كانت كفيلة بوضع مصر على الطريق الصحيح و الذى يقضى بالإطاحة برأس النيابة العامة المستشار عبدالمجيد محمود بقرارثورى طال إنتظاره لرجل تسبب عن عمد فى تعطيل مسيرة الثورة قرابة العامين بالتستر الفاضح على رموز نظام مبارك الذى لم يكن أبداً خارج الدائرة المحيطة بهذا النظام وأحد رموزه الخطيرة لأنه يستخدم القانون لتقنين الفساد وشرعنة وجوده وإستمراره, ولاسبيل لتحقيق هذا الهدف سوى المحاكمات الثورية التى لابديل لها لعودة الحقوق المسلوبة والقصاص لأرواح الأبرياء الذين خرجوا لإنتزاع الحرية والكرامة ذلك أن أى ثورة لابد لها من إجراءات إستثنائية مؤقتة تحصنها وتحميها من أعداءها حيث أن الثورة بالأساس حدثاً إستثنائى لايتكرر كثيراً فى حياة الأمم والشعوب ولننظرإلى ثورة23يوليو التى إتخذت من إجراءات العزل السياسى منذ أول يوم بل والإعتقالات وإزهاق الأرواح فى سجون البوليس الحربى وإلاً لعاد باشوات الوفد والسعديين والأحرار الدستوريين للحكم مرة أخرى بأموالهم ولكن يتناسى أولئك الكذّابون هذه الحقائق.
اللعب الآن على المكشوف بعد أن سقطت الأقنعة ومنذ فترة طويلة, الذين يزايدون على مكتسبات الثورة هم أول من يطعنوها فى ظهرها من أجل الحفاظ على مصالحهم الشخصية وتحالفاتهم المفضوحة مع رموز النظام المخلوع, منذ الثورة وإلى الآن مابرح هؤلاء الأراجوزات يطالبون بالقصاص لدماء الشهداء ويصدعون رؤوس العالم بضرورة إنجاز العدالة بحق المجرمين فى حق الوطن من النظام المخلوع بل ويُمعنون فى المزايدة ويطالبون بمحاكمات ثورية ناجزة , لكن الأيام تخذلهم يوماً بعد يوم لتفضح زيف وجوههم ومواقفهم الإستعراضية التى لاتنطلى سوى على نزلاء العباسية.بالأمس كان هؤلاء يسبون عبدالمجيد محمود وينعتون القضاء بالمنحاز والمسيس ليل نهار ويتهمونه بالتستر على الفساد ومحاباة المجرمين من رموز النظام البائد واليوم يدافعون عن الرجل بإستماتة بدعوى الدفاع عن إستقلال القضاء وطعن القانون فى مقتل ما يطرح تساؤلاً هاماً هل كانت الثورة على مبارك حتى خلعه تتفق مع القانون أم كانت إنتصاراً لإرادة الشعب؟!بل وصل الأمرلأن يعقدوا معه اللقاءات والإجتماعات السرية التى تربض على يديه وتدعم موقفه وتدفعه للكذب والتراجع عن مخرج لموقفه برفضه قبول منصب سفير فى دولة الفاتيكان.الذين يتهمون الرئيس مرسى بالإستبداد هم من يساعدوه ويدفعونه إلى ذلك بتعطيلهم أعمال جمعية صياغة وتأسيسية الدستور بعد شهور من العمل والأخذ والرد والتوافق خلف الكواليس ثم التراجع أمام الكاميرات وفى اللحظات الأخيرة لإنجاز المهمة وبذلك يتعطل خروج أول دستور للثورة وبالتالى لايوجد مجلس شعب تشريعى ومن ثم تبقى سلطة التشريع فى يد الرئيس..إذن من يعطى الرئيس ذريعة أن يكون ديكتاتوراً؟!.
هؤلاء الأراجوزات يعبدون الديمقراطية التى تأتى بهم فقط ويلعنونها إذا ما أتت بغيرهم وخاصة إذا كان غيرهم إسلامى أو ينتمى إلى الإسلام.. مشكلتنا فى مصر ونكستنا فى نخبتنا سبب كل ما نعانيه الآن ومنذ11فبراير2011 بتدليسها على الشعب وتضليله وجر المجتمع إلى مزيد من الإستقطاب والإحتقان والفوضى لأنها تعلم تماماً أن أرضيتها فى الشارع لا تؤهلها للوصول لكرسى الحكم ذلك أنّه ببساطة ووضوح الشعب ينحاز دائماً مع هويته الإسلامية ومشروعه الحضارى الذى يستوعب الجميع.