قال سماحة الامين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق الشيخ الدكتور حارث الضاري: إنَّ جميع العرب مهددون مما يجري في العراق، وإن الأعداء أرادوا فتح جرح جديد في جسد الأمة إضافة لجرح فلسطين، ولذلك اختاروا العراق لينطلقوا منه إلى باقي أجزاء الأمة حتى قال أحد قادة الاحتلال الميدانيين في العراق "كنتُ مكلفاً باحتلال الانبار ثم التوجه الى سوريا إلا أن مسمار جحا كان عائقاً أمام تحقيق الهدف؟!". وحينما سئل القائد عن مسمار جحا؟ قال: "هي الفلوجة؟!!". وأوضح سماحة الأمين العام - في كلمته التي ألقاها على هامش منتدى الدستور الثقافي الذي عقدته جريدة الدستور الأردنية الاسبوع الماضى بحضور ما يزيد عن 120 شخصية علمية وإعلامية -: إنَّ الهدف من احتلال العراق هو انهاء دوره كبلد فاعل في المنطقة وكعضو عامل في الجامعة العربية ثم لينطلقوا منه الى باقي دول المنطقة. وأكد الشيخ الضاري للحضور: أن العراق أصبح اليوم ساحة للصراعات الدولية والاقليمية، واصبح مطمعاً لكل طامع، ووصل العراق نتيجة لهذه الصراعات الى وضع لم يصل اليه منذ 3 قرون أو يزيد جوعاً وخوفاً وهلعاً وانعداماً للأمن على المال وعلى المستقبل، والكل ينظر الى مستقبل مجهول؛ لان القوى المتصارعة في العراق اليوم هي نفسها مرتبكة وخائفة وكذلك الاحتلال، والكل لا يعرف كيف يخرج من هذه الدوامة وكذلك عملاء المحتل. ثم تطرق سماحته الى موضوع الرفض الشعبي للاحتلال في العراق مؤكداً أن الشيعة والسنة على حد سواء، بل العرب والكرد والتركمان وغيرهم كلهم رافضون للاحتلال والحكومات العميلة، ورافضون لكل ما ترتب على ما يسمى بالعملية السياسية من دستور وغيرها والتي تؤدي الى تقسيم العراق وتدميره. وفي معرض كلامه عن استخدام الورقة الطائفية لتدمير البنية الاجتماعية للشعب العراقي قال سماحته: لقد لجأ المحتل وأعوانه الى استخدام الورقة الطائفية علها تكون مخرجاً لهم من ورطتهم. واستعرض سماحته جوانب من مسيرة الحكومات السابقة قائلاً: إن الجعفري اخذ على عاتقه ان يصفي بغداد من كل العرب المعارضين للمحتل واعوانه، وقتل في عهده اكثر من 300 الف عراقي، وحكومة المالكي اليوم هي امتداد لحكومة الجعفري. وتناول سماحته التفجيرات الإجرامية التي طالت مرقدي الامامين العسكريين (رضي الله عنهما) في سامراء فاتهم سماحته الحكومة الحالية والقوات التابعة لها بالوقوف وراء هذه الجرائم التي يراد منها إشعال نار الفتنة الطائفية في البلاد لتكون مخرجا للاحتلال الذي عجز عن مواجهة العراقيين في الميدان ولجأ الى سياسة فرق تسد التي نفذها سيئ الصيت السفير الأمريكي السابق زلماي خليل زاد الذي فتح العراق لايران وعملائها ومخابراتها لتعبث في الأمن الوطني للبلاد. وتوقع الشيخ حارث الضاري أن تشهد الأيام القادمة نهاية حكومة المالكي التي تآمرت على وحدة وصمود الشعب العراقي، موصياً عملاء المحتل بأنه عليهم أن يهيئوا انفسهم للفرار مع اسيادهم وإلا فان الشعب العراقي سيحاسبهم إن عاجلاً ام اجلاً؟!!.