على الرغم من ان ثورة 25 يناير أستهدفت وقف الفساد ومحاسبة الفاسدين المسئولين عن فقد الكثيرين من الشعب لارواحهم بسبب تدنى الخدمات الطبية والاهمال ،الا ان التطهير لم يصل الى بعض الاجهزة المعنيه بمحافظة مطروح . واليوم نفتح اخطر الملفات التى تتعلق بحياة المواطن ولا يعرف عنها محافظ مطروح اللواء طه السيد شيئا. "الإهمال " هى كلمة السر التى ادت الى فقد الفقراء لحياتهم، والنقص الشديد في الأجهزة الطبية، في مواجهة طوابير طويلة من المرضي والمصابين،كل هذا يؤكد أنك في مستشفي مطروح العام. فمبني مستشفي مطروح العام يعد من أحدث مستشفيات وزارة الصحة الذي تم تجميله وتزيينه بالطوب الحراري والألوان التي تسر الناظرين، لكن بمجرد أن تطأ أقدامك داخل المبني تري ما لا يسر الناظرين علي الإطلاق. فبينما افتراش المرضي وذويهم الأرض.. توقفت سيارة قادمة من مدينة السلوم وآخرى من الضبعة وثالثة من واحة سيوة لينزل منها المرضى، الذين قطعوا ما يقرب من 220 الى 300 كيلو متراً، ويرجع ذلك لعدم وجود أطباء او علاج بجميع المستشفيات خارج المحافظة ،انما هى مجرد مبانى خالية من الخدمات الطبية. قسم الاستقبال والطوارئ بالمستشفى العام مكتظ بالمرضي، لكن الإمكانيات محدودة ، إن لم تكن موجودة أصلاً.. فالمسكنات العامة مثل أدوية المغص الكلوي وموسعات الشعب الهوائية تكاد تكون معدومة.. كما أنه لا يوجد دكتور متخصص في طب الأطفال في قسم الاستقبال الذي خلا مكانه منذ رحيل أحد الأطباء منذ فترة بعيدة. أزمة مستشفي مطروح العام لا تكمن فقط في قسم استقباله، لكن الحالة العامة له تشير إلي عدم وجود جهاز رسم مخ وأعصاب وعضلات، كما لا يوجد أيضاً أجهزة مناظير ولا أجهزة للمرضي المصابين بالصدر أو صعوبة التنفس، وهو ما يستدعي نقل المريض إلي المستشفي الجامعي بالإسكندرية، الذي يبعد حوالي 300 كيلو متر عن مرسي مطروح، وكذلك يعاني المستشفي من نقص شديد وندرة في خيوط الجراحة والمشارط، بالإضافة إلي سوء حالة أجهزة التعقيم المركزي. المستشفي المركزية الوحيدة بمطروح لا يوجد به قسم جراحة المخ والأعصاب ولا قسم لمرضي الروماتيزم «الروماتيد»، وكذلك لا يوجد تخصص أوعية دموية ولا أيضا جراحة الوجه والفكين ولا يوجد إخصائيو أشعة،حيث يوجد طبيب واحد عظام ومخ واعصاب واحد ايضا وكلاهما ينتهى ندبه بنهاية الشهر الجارى وتظل الكارثة قائمة،والمشرف علي القسم هو دكتور باطنة، مع وجود استشاري أورام يذهب يوماً واحداً في الأسبوع ليشرف علي القسم الذي لا يوجد به جهاز أشعة لعلاج مرضي الأورام بما يعني أن مطروح خالية من العلاج الإشعاعي. جهاز الأشعة المقطعية بالمستشفي لم يكن أحسن حالاً من قبله، فهو موجود بالمستشفي منذ ما يقرب من 20 عاماً، وهو جهاز دائم الأعطال، استمر آخر أعطاله أكثر من 20 يوماً متصلة بداية شهر سبتمبر حتي 20 من الشهر نفسه. جهاز «بانوراما» الخاص بعمل أشعة الفك والأسنان، وهو الوحيد علي مستوي المحافظة معطل منذ شهور، وفشلت شركة الصيانة في إصلاحه، وهناك نقصاً شديداً في أعداد الأطباء بالمستشفي بسبب عدم صرف الحوافز والبدلات. تقرير وزارة الصحة عن المستشفي قد ورد فيه تدني ترتيب المستشفي إلي المراكز الأخيرة كأكثر المستشفيات سوءاً علي مستوي الجمهورية، بعد أن كان ترتيبه متقدماً منذ عدة سنوات، وأشار لسوء حال قسم الطوارئ بالمستشفي، من حيث البنية التحتية والسباكة التي تطفح بشكل مستمر، و من حيث الإمكانيات الطبية من مستهلكات وأجهزة طبية. الاجهزة التنفيذية والمحافظ يعيشون فى غيبوبة منذ مئات السنين ،لا احد يهتم ولا احد يفكر فى المرور وتلبية احتياجات المرضى، الوضع غاية فى السوء وينذر بكارثة.