تعاني مستشفيات محافظة الأقصر من نقص حاد في الأدوية, خاصة أدوية مرضي السكر والكبد, ناهيك عن وجود تدن في مستوي الخدمة الطبية المقدمة للمرضي, علاوة علي نقص التخصصات حيث تكاد تختفي التخصصات النادرة, خاصة التجميل والمخ والأعصاب, وكانت النتيجة المباشرة لهذا التدهور هروب المرضي إلي مستشفيات أسيوط وأسوان, بالإضافة إلي عدم وجود متخصصين قادرين علي صيانة الأجهزة الطبية المعطلة. وهذا التدهور الحاد في الخدمة الطبية ليس موجودا في مستشفي بعينه ولكنه طال غالبية مستشفيات المحافظة ومن بينها علي سبيل المثال لا الحصر مستشفيات الأقصر الدولي واسنا المركزي والعديسات التابع لمركز الطود ومستشفي القرنة. وفي جولة ل الأهرام المسائي داخل مستشفيات الأقصرالتقينا أشرف ياسين أحد العاملين بمستشفي الأقصر الدولي والذي بادرنا قائلا: إن المستشفي به العشرات من الأجهزة الطبية الحديثة التي ربما لا يوجد مثيل لها في كثير من مستشفيات مصر ولكنها مصابة بالسكتة القلبية لأنه باختصار لا يوجد متخصصون قادرون علي التعامل معها وصيانتها, كما أن هناك العديد من التخصصات الطبية غير موجودة بالمستشفي. أما سيدة أحمد عبدالراضي ربة منزل فتؤكد أن طفلتها الصغيرة والتي أصيبت بمرض السكر احتجزت في المستشفي لمدة أسبوع دون أن يتم الكشف عليها من قبل طبيب متخصص في سكر الأطفال وتساءلت لماذا لا يتم انتداب أطباء في التخصصات غير الموجودة بالمستشفي أو تحويل الحالات المرضية التي لا يوجد لها علاج بالمستشفي إلي مستشفيات أخري؟! مشيرة إلي أن المستشفي به نقص حاد في بعض العقاقير والتي يتعذر وجودها بصيدليات المستشفي. فيما وصف علي محمد نافع موظف ان المستشفي مجرد ديكور فقط في ظل تدني مستوي الخدمات بصورة صارخة والنقص الحاد في الأطباء, فليس هناك طبيب متخصص بمناظير الجهاز الهضمي, كما يوجد بالمستشفي منظار للقنوات المرارية منذ ثماني سنوات, وتعرض للعطل منذ فترة لعدم وجود قطع غيار له بالمستشفي, وعندما طلب بعض الأطباء الاستشاريين إصلاحه رفضت إدارة المستشفي دون إبداء أسباب رغم إجادة الأطباء الاستشاريين العمل به. وعن مستشفي إسنا المركزي الذي يقع بمركز إسنا جنوبالأقصر يقول مصطفي السيد أبوالفتوح أحد المرضي أن المستشفي تعاني من الاهمال والفوضي ومن النقص الشديد في الأدوات والمعدات الطبية, مشيرا إلي أنه يقوم بشراء جميع المستلزمات والاحتياجات البدائية كالقطن والشاش والسرنجات من الصيدليات الخارجية علي نفقته الخاصة, بالإضافة إلي تهالك أسرة المستشفي وعدم صلاحيتها للاستخدام الآدمي. وأكد محمد مصطفي عامل بمستشفي إسنا المركزي أن غرفة المناظير مغلقة منذ10 سنوات لعدم وجود طبيب متخصص في هذا المجال, ويعاني المرضي العذاب ألوانا في الذهاب و العودة إلي مستشفي الأقصر الدولي, خاصة أن اسنا تبعد عن الأقصر بحوالي60 كيلو مترا وتخدم أكثر من30 قرية, ولا يوجد بها جهاز أشعة مقطعية. وعن مستشفي الضبعية غرب الأقصر أكد أحد الأطباء رفض ذكر اسمه أن المستشفي به4 عيادات خارجية لا تعمل لعدم وجود أطباء, ويضم المستشفي أيضا معمل تحاليل مجهزا ولكنه لا يعمل رغم وجود فائض في فنيي واخصائيي التحاليل من أبناء الأقصر, أما مستشفي الضبعية الذي من الممكن أن يعمل كمستشفي مركزي فإنه يكاد يكون متوقفا تماما. وعن مستشفي العديسات المركزي تقول نجلاء محمد ربة منزل إن المستشفي لا يقدم أي خدمات سوي قيد المواليد والتطعيمات حتي الاسعافات الأولية غير موجودة بالمستشفي كأي وحدة صحية صغيرة لافتا إلي أن قسم الأشعة بالمستشفي لا توجد به أفلام لعمل الأشعة, كما أن قسم النساء في المستشفي مغلق منذ ذلك التاريخ ولم تجر به عملية ولادة واحدة, وكذلك الحضانات بالمستشفيات غير مستعملة. من جانبه, نفي الدكتور محمد ربيع وكيل وزارة الصحة بالأقصر وجود نقص في الأدوية في مستشفيات الأقصر, وأكد أن صيدليات المستشفيات مليئة بالأدوية, كما نفي وجود أي اهمال أو فوضي في المستشفيات.