هدد جيش الاحتلال الصهيوني باستمرار التوغلات التي يقوم بها في قطاع غزة لوقف إطلاق الصواريخ الفلسطينية من القطاع على المناطق الواقعة جنوب الكيان حتى يتوقف إطلاق الصواريخ بصورة كاملة. وقالت مصادر في جيش الاحتلال إن انسحاب قوات الاحتلال من جنوب قطاع غزة أمس الأربعاء بعد توغل استمر 42 ساعةً جاء في إطار الخطط الحالية لجيش الاحتلال بالقيام بعمليات توغل محدود تهدف لتنفيذ مهام معينة ثم الانسحاب بعدها مع إعادة التوغل لتنفيذ مهام أخرى مضيفة أن هذه العمليات سوف تستمر في المستقبل حتى يتم وقف إطلاق الصواريخ الفلسطينية. وتأتي هذه التهديدات في ظل تصاعد الاعتداءات الصهيونية على الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة حيث يستمر تحليق طائرات الاحتلال في سماء القطاع في محاولة للبحث عن عناصر من المقاومة يطلقون الصواريخ على الكيان من أجل استهدافهم. وتوغلت قوات الاحتلال في عدة أحياء من مدينة نابلس ومنها حي قريون وحي رأس العين وحي بلاطة الواقعة شرق المدينة واعتقلت عددًا من المواطنين ثم انتقلت قوات الاحتلال إلى مخيم عسكر للاجئين الفلسطينيين وأحدثت فيه دمارًا واسعًا قبل أن تتجه غربًا عند قرية زواتا حيث اعتقلت عددًا آخرَ من المواطنين. وفي طولكرم قامت قوة صهيونية خاصة بزي مدني تستقل سيارةً فلسطينيةً باقتحام الحي الشرقي من المدينة ظهر أمس وداهمت ورشة نجارة واعتقلت العامل عبد اللطيف نافع حمدان العامل في الورشة والعضو في حركة المقاومة الإسلامية حماس بعد أن قاموا بالاعتداء عليه كما شن جنود الاحتلال حملة تفتيش للشقق السكنية في المبنى الذي توجد فيه الورشة. في جنين شمال الضفة أفادت الأنباء بأن اشتباكات وقعت بين عناصر المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال في بلدة قباطية جنوب جنين، بعدما توغلت قوات الاحتلال بهدف اعتقال عناصر المقاومة. وفي سياق متصل قالت إذاعة جيش الاحتلال إن الأمانة المتخصصة في بناء المغتصبات قامت ببناء حوالي 30 مسكنًا في مغتصبة ألون قرب البحر الميت وحوالي 100 وحدة أخرى في مغتصبات يكير وريفافاه وكارني شومرون وسط الضفة. وقال بينتزفي ليبرمان- المسئول في أحد تكتلات المغتصبين في الضفة- إن أعمال البناء تتم بشكل يتفق مع القانون الصهيوني؛ حيث تم الحصول على التراخيص اللازمة لذلك. سياسيًّا قال نبيل عمرو- مستشار رئيس السلطة الفلسطينية- إن اللقاء الذي كان مقررًا اليوم بين رئيس السلطة محمود عباس ورئيس الحكومة الصهيونية إيهود أولمرت قد تأجَّل بسبب تعثر التحضيرات التي لم تكن كافيةً والأمر يحتاج لمزيد من الاتصالات. وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات – بحسب الجزيرة - إنه لم يتم بعد تحديد موعد أو مكان الاجتماع مشيرًا إلى أن التحضيرات "لا زالت جاريةً". وقد أكد مكتب أولمرت نبأ التأجيل وأشار في بيان إلى أن أولمرت أبلغ رئيس الحكومة البريطانية توني بلير أن الفلسطينيين هم الذين طلبوا التأجيل فيما أكد بعض المراقبين أن التأجيل يأتي بسبب رفض الصهاينة بعض المطالب الفلسطينية ومن بينها الإفراج عن مبالغ الضرائب المستحقة للسلطة الفلسطينية والتي يجمعها الكيان. وفي موضوع متصل، قال بيان لوزارة الخارجية المصرية: إن مصر اتفقت مع اللجنة الرباعية الدولية على عقد اجتماع مع الطرفين الفلسطيني والصهيوني في شرم الشيخ خلال يونيو الحالي للنظر في اتخاذ إجراءات محددة لوقف المواجهات والتوصل إلى تهدئة شاملة "تفتح الطريق أمام استئناف عملية السلام". وقال علاء الحديدي المتحدث باسم وزارة الخارجية إن مصر دعت في البيان أيضًا اللجنة الرباعية إلى عقد محادثات مع مجموعة العمل التابعة للجامعة العربية- والتي تضم مصر والأردن- في اليوم التالي للمحادثات مع الفلسطينيين والصهاينة. وفي الداخل الفلسطيني أشارت الأنباء إلى أن أحد الفلسطينيين قتل اليوم الخميس في اشتباكات داخلية فلسطينية عند بلدة رفح جنوب قطاع غزة، كما أصيب 5 آخرون في أول حادث من نوعه يقع منذ بدء محادثات القاهرة بين الفصائل الفلسطينية والمسئولين المصريين والتي تصدَّر وقف الاقتتال الداخلي قائمة بنودها.