واصل جيش الاحتلال الصهيوني عمليات التوغل في الضفة الغربية والغارات على قطاع غزة فيما قام باعتقال وزير الدولة الفلسطيني وصفي كبها في توغل بمدينة جنين شمالي الضفة الغربية. وينتمي كبها لحركة المقاومة الإسلامية(حماس) حيث كان يشغل منصب وزير الأسرى في الحكومة السابقة. وقد توغل جنود الاحتلال في جنين على متن نحو عشرين سيارة عسكرية واعتقلوا الوزير من منزله. وكان قوات الاحتلال قد اعتقلت منذ يومين وزير التربية والتعليم الفلسطيني ناصر الدين الشاعر وثلاثة نواب بالمجلس التشريعي وأربعة رؤساء بلديات ينتمون جميعا إلى حماس. هذا وقد شن الطيران الحربي الصهيوني سلسلة غارات جديدة على قطاع غزة الليلة الماضية أسفرت عن جرح ثلاثة أشخاص على الأقل واستهدفت الطائرات الصهيونية بصواريخها مجددا منطقة المربع الأمني الذي يقع فيه منزل رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية. وقالت أنباء إن صاروخا دمر منزلا متنقلا يستخدم لإيواء الحرس الشخصي لهنية قرب منزله في مدينة غزة ولكن لم يصب أحد في الهجوم كما وقعت عدة غارات في مناطق متفرقة من القطاع واستهدفت مقرات للقوة التنفيذية والأمن الوطني الفلسطيني وورش حدادة وأفادت الأنباء الواردة من غزة أن طائرةً من طراز "أباتشي"- أمريكية الصنع- أطلقت صاروخًا باتجاه مجموعة من عناصر كتائب الشهيد عز الدين القسام - الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس- في مخيم النصيرات وسط القطاع دون وقوع إصابات. وجاءت هذه الغارة بعد يوم من الاعتداءات الصهيونية التي أسفرت عن استشهاد رائد غطاس وعدنان سبيتة القياديين في كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس فيما أصيب شخص ثالث بجروح حرجة في غارة استهدفت سيارتهم بحي الشجاعية شرق مدينة غزة. من جانبه أكد رئيس الحكومة الفلسطينية إسماعيل هنية اليوم السبت أن العدوان الصهيوني على قطاع غزة يعبر عن المأزق السياسي والأمني والإفلاس الأخلاقي الذي يعيشه الكيان الصهيوني. وقال هنية إن حملة القصف الذي يتعرَّض له القطاع سوف تبوءُ بالفشل على الرغم من أن الحملة شملت قصف مواقع القوة التنفيذية وحرس رئيس الحكومة ومحلات الصرافة والبنية الاقتصادية بالتوازي مع اعتقال الوزراء والنواب ورؤساء وأعضاء البلديات والمجالس المحلية في الضفة الغربية وخاصةً في مدينة نابلس شمال الضفة. من جهة أخرى التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس في غزة عددا من قيادات الفصائل الفلسطينية واقترح عليهم تهدئة مع الاحتلال بالقطاع لمدة شهر تمهيدا لتطبيقها في الضفة الغربية. واجتمع ممثلو الفصائل الخمسة التحرير الوطني (فتح) وحماس والجهاد الإسلامي والجبهتان الشعبية والديمقراطية ثم التقوا للمرة الثانية الرئيس الفلسطيني في مكتبه بغزة. وذكر مسئول فلسطيني أن اقتراح عباس يتضمن وقف الهجمات الفلسطينية بما فيها الصواريخ انطلاقا من قطاع غزة مقابل وقف العدوان الصهيوني بأشكاله بما يشمل أيضا الغارات والاغتيالات والانسحاب من مناطق قطاع غزة. وقال المتحدث باسم فتح عبد الحكيم عوض إن الفصائل الفلسطينية ستقدم ردها حول اقتراح التهدئة خلال يومين على أساس وقف إطلاق الصواريخ مقابل وقف الأعمال العسكرية الصهيونية في غزة. وقال المتحدث باسم حماس إن أي تهدئة يجب أن تكون متبادلة ومتزامنة وشاملة.في حين أكد القيادي في الجهاد خالد البطش أن حركته ستدرس هذا المقترح. وأشار البطش إلى أن إطلاق الصواريخ هو رد فعل على العمليات الهجومية العدوانية الصهيونية والمطلوب وقف شامل للعدوان.مشددا على أن أي تهدئة شاملة تستوجب حوارا وطنيا جديا. وفي هذا السياق من المتوقع أن تستضيف القاهرة خلال الأيام القادمة حوارا بين الفصائل الفلسطينية يتضمن بحث تهدئة شاملة مع الاحتلال إضافة إلى عدد من الموضوعات الفلسطينية خصوصا منظمة التحرير والشراكة السياسية. وقال طه إن الحوار سيبدأ بحوار ثنائي بين حركتي فتح وحماس ثم تنضم إليهما حركة الجهاد والجبهتان الشعبية والديمقراطية ثم تشارك فيه كافة الفصائل. وأعرب البطش عن أمله في نجاح هذا الحوار في التوصل إلى توافق وطني حول القضايا المطروحة. وفي سياق آخر نفى مصدر مقرَّب من إسماعيل هنية أمس ما تردَّد في بعض وسائل الإعلام من أن هنية هدَّد بتقديم استقالته خلال 72 ساعة إذا لم يتوقف الهجوم الصهيوني على قطاع غزة والضفة الغربية. على صعيدٍ آخر عبَّرت الولاياتالمتحدة للكيان الصهيوني عن قلقها لاعتقال قوات الاحتلال ل 33 مسئولاً من حركة حماس في الضفة الغربية. ودعت السويد الكيان إلى "الإفراج فورًا" عن المعتقلين "خشية أنْ يؤثر الوضع المتدهور في غزة على مجمل المنطقة". وفي موسكو اعتبرت الخارجية الروسية أنَّه "لا يمكن للاحتلال الصهيوني مُطالبة السلطة الفلسطينية بفرض القانون ومنع إطلاق صواريخ "القسام" في الوقت الذي تعتقل فيه أعضاء في الحكومة والبرلمان الفلسطينيَّيْن". وعلى الصعيد ذاته أعرب المبعوث الأممي الجديد إلى المنطقة مايكل وليامز عن انزعاجه من اعتقال الكيان لشخصيات فلسطينية.