وصف الرئيس التونسى المنصف المرزوقي إن وضع الثورة في مصر أصعب من تونس لأن دور المؤسسة العسكرية المصرية مختلف عن المؤسسة العسكرية التونسية، مضيفا أن "الفلول في مصر أقوى" من الفلول تونس، موضحا أن كل ثورة لها ثورة مضادة وأن الفلول في كل مكان" ينغصون حياتنا ويشتموننا ويسمموا حياتنا". وأكد المرزوقي في محاضرة بقصر القبة الرئاسي مساء الجمعة تحدث فيها مع مجموعة من عن "الثورة والربيع العربي" أن الفلول لن يستطيعوا العودة لأن الثورة كسرت حاجز الخوف لدى الشعوب، وتابع مخاطبا الفلول في مصر وتونس قائلا: "لو نجحتم في خطف السلطة فستواجهون بثورة أشد وأكثرعنفا وقسوة"، ولفت إلى أن "الفلول في كل مكان.. في الصحافة والإعلام ومؤسسات الدولة، يشتموننا ويهاجموننا بكل شراسة، ويتحدثون بكره عميق عن الثورة التي أفقدتهم مميزاتهم وضربت مصالحهم". وأشار أول رئيس تونسي بعد ثورة الياسمين إلى أنه كتب مقالا منذ سنوات توقع أن يكون القرن الحادي والعشرين هو قرن الثورة العربية، لافتا إلى الثورة العربية أول إفرازات الثورة المعلوماتية، مضيفا أن التكنولوجيا لم تصنع الثورة ولكن لولاها لربما كنا لا نزال نتخبط فى الاستبداد. وردا على سؤال حوال "الاتحاد العربى"، قال المرزوقى أن الاتحاد الاوروبى قام بعد تحول الأنظمة الأوروبية إلى الديمقراطية بعد أن كانت استبدادية وفاشية، ولهذا لكى يقوم اتحاد عربي لابد أن تكون هناك أنظمة ديمقراطية كما حدثت فى الثورة، لأن الانظمة الديمقراطية تستجيب لمطالب شعبها والعمل على الوحدة مع الدول الأخرى لخدمة أبناء شعبها. وعن سلفيي تونس، قال المرزوقى أن السلفيين فى تونس لا يشكلوا خطرا لأنهم يعملون لصالح البلد، ويجب الصبر عليهم، مؤكدا أنه "لو حدثت تجاوزت يتم التعامل أمنيا معهم وفق القانون والدستور وآلا ننتهك حقوق الإنسان كما كان يحدث فى العهد السابق". وشدد المرزوقى على ضرورة أن يتعامل السياسيون مع الثورة بشكل مختلف وأن يحققوا مطالبها، كما شدد على ضرورة التوحد بين الثوار على مصالح البلد وآلا ينشغلوا بمن قام بالثورة لأن فى النهاية من الممكن أن تأكل الثورة أطفالها كما حدث مع دول اخرى. وأشار الرئيس التونسي إلى أنه "من الممكن أن تتأخر الثورة المصرية فى تحقيق اهدافها وهذا وارد"، إلا أنه طالب بضرورة العمل والصبر على الفلول على الرغم من كونهم هدامين ومحاربين للثورة . يذكر الرئيس التونسى المنصف المرزوقي تولى مهام منصبه عام 2012، بعد نجاح الثورة التونسية في الإطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي في يناير 2011، ليفجّر ما بات يعرف بالربيع العربي الذي أطاح بالرئيس المخلوع حسني مبارك وبالرئيس اليمني علي عبد الله صالح، وبالزعيم الليبي معمر القذافي. الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة