وجَّه نواب أمريكيون ما وُصف بأنَّه رسالةٌ مفتوحةٌ إلى الرئيس الصيني هو جين تاو يحذرون فيها الصين من مواقفها الداعمة للحكومة السودانية فيما يتعلق بأزمة دارفور. وقال النواب في الرسالة إنهم يحذرون الصين من كارثة ستحيق بدورة الألعاب الأولمبية المقررة في العاصمة الصينية بكين في العام 2008م بسبب قضية دارفور. وفي رسالتهم حذر 107 من النواب الأمريكيين الرئيسَ الصينيَّ من أنه إذا لم تضطلع الصين بدور لحمل الحكومة السودانية على سلوك الطريق الأسلم والأفضل نحو السلام بزعم أن التاريخ سيقول إن حكومتكم موَّلت حصول إبادة. وأضافوا أنه ستكون كارثة على الصين إذا شاب الألعاب احتجاجات من أفرادٍ وجماعاتٍ يشعرون بالقلق وسيربطون بلا شكٍّ بين حكومتكم واستمرار الفظائع في دارفور إذا لم يحدث تحسُّنٌ مهمٌّ في الأوضاع. وكان مجلس الشيوخ الأمريكي قد وجَّه الشهر الماضي رسالةً مماثلةً دعا فيها الرئيس الصيني إلى ممارسة ضغوط على الخرطوم لحملها على سحب قواتها من المنطقة والموافقة على انتشار قوة مشتركة من الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي. وتعارض الصين- التي تستورد 60% من إجمالي إنتاج السودان النفطي- فرضَ عقوباتٍ على الخرطوم على خلفية رفْض هذه الأخيرة مسألة نشر قوات دولية في دارفور. وقد أدَّى دعم بكين للخرطوم إلى صدور دعوات لمقاطعة الألعاب الأولمبية في بكين ومن بين هذه الدعوات بعض الدعاوى لشخصيات عامة أمريكية. على صعيد آخر متصل بالأزمة السودانية دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس الأربعاء جميع الأطراف المعنية بشأن إقليم دارفور إلى التعاون في جهود الوساطة لإنهاء النزاع في الإقليم المشتعل. وجدَّد مون التأكيد على أن الحل السياسي هو الذي يستطيع تأمين السلام والاستقرار في دارفور طالبا من الخرطوم والمتمرِّدين وقف الأعمال العسكرية فورًا والتعاون بشكل تامٍّ مع فريق الوساطة التابع للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي الذي يحاول إنهاء النزاع. وفي إطار الجهود الدبلوماسية لاحتواء الأزمة في الإقليم كشف وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في وقتٍ سابقٍ عن "خارطة طريق" مصرية لدارفور من أجل التوصل لاتفاق سلام سريع في الإقليم. وتشمل الخطة- التي لم يكشف عن تفاصيلها- عقْدَ مؤتمر دولي حول دارفور شبيه بذلك الذي عُقد في نوفمبر الماضي في أديس أبابا وقبلت فيه السودان نشْرَ قوة مختلطة إفريقية أممية. وجاءت الخطة عقب قمة بين الرئيسَيْن المصري حسني مبارك والسوداني عمر البشير في القاهرة تبعتها قمة مصرية- ليبية- تشادية في العاصمة الليبية وكانت طرابلس قد احتضنت مؤتمرًا دوليًّا بشأن دارفور في 29 أبريل الماضي أعلن المشاركون فيه دعمهم فكرة تشكيل قوة مشتركة من الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي لإحلال الأمن في الإقليم.