لم ينه إعلان مقتل نوفل سعد ربيع الملقب ب«خُط الصعيد» أسطورة ذلك الرجل، الذي كان إحدي علامات محافظة قنا، وأحد ألغازها التي استعصت علي الحل طوال سنوات مضت، كان فيها طرفا في معادلة غامضة، طرفها الثاني أجهزة الأمن التي استعدته واستخدمته، وتعاونت معه، ورخصت له الأسلحة، وسمحت له بالعمل في إدارة الحملات الانتخابية لبعض المرشحين، وتفاوضت معه، وأخيرا قتلته. وشكك عدد من أبناء قرية «حمرة دوم» بنجع حمادي في الأسباب المعلنة حول الحملة الأمنية التي استهدفت نوفل، ووصفوا الحادث بأنه تصفية حسابات بين الكبار الذين صنعوا نوفل من أجل تصفيته جسديا ليتخلصوا منه للأبد ومعه الأسرار التي يحتفظ بها. وقالت المصادر: إن نوفل أعلن في اتصال تليفوني، فور علمه بخطة حصار القرية ومهاجمته، أنه غير مطلوب في قضايا عديدة لتنفيذ أحكام صادرة ضده، وأن الحكم الوحيد المطلوب فيه حكم غير نهائي وله جلسة استئناف في 20 أغسطس المقبل، وأنه أشار إلي أن ما يجري من تدمير وحرق متكرر لمسكنه، وقصفه بقذائف الهاون وآلاف الطلقات، ليس جديداً علي الرغم من أنه كان يرتبط بعلاقات قوية بكبار المسؤولين في جهاز الشرطة وأن اللواء عبدالحليم موسي، وزير الداخلية الأسبق، أول من أمر بترخيص سلاح له، بعد نجاحه في الإيقاع بأعداد كبيرة من عناصر الجماعات الإسلامية المطلوبة، في ذلك الوقت. ورددت الرواية أن نوفل أكد في اتصاله بالمسؤول الكبير أن «اللعبة كبيرة»، فقد استطاع أن يفك لغز اقتحام بنك المراغة في سوهاج، وكشف الجناة كما أنه هو الذي ساعد الشرطة في ضبط قتلة اللواء «غيارة»، اللذين يعدان من أخطر العناصر الإرهابية، وهما خالد النخلاوي ومحمد عبدالوهاب، وأن الهدف من الحصار الأمني لقرية «حمرة دوم»، هو استدراجه للخروج من منزله، وتمكين آخرين من قتله. ونفي أن يكون «خط الصعيد» أن يتاجر في الأسلحة أو يزرع المخدرات، لأنه «مبسوط مالياً»، وليس في حاجة لذلك. فيما قال مصدر أمني كبير: إن الحملة الأمنية التي صدرت التعليمات بشنها علي قرية «حمرة دوم»، تستهدف ضبط خارجين علي القانون ومواد مخدرة وأسلحة وذخائر، حيث تم ضبط 40 قطعة سلاح في منزل نوفل وأعوانه وأن ابنه «أحمد 14 سنة» نجح في الهرب، وأن والده مطلوب تنفيذ أحكام ضده في أكثر من 15 قضية، وأنه وأعوانه أطلقوا النار علي الشرطة التي ردت عليهم، وأسفرت المعركة عن إصابة مجندين نقلا إلي المستشفي.