كتب - محمود فاضل وأسامة رمضان قنا - عبده محمد حالة الخوف والقلق لا تزال تسيطر علي داخل القري التابعة لدائرة نجع حمادي بعد حادث قتل اثنين إثر مشاجرة بين أنصار مرشح الحزب الوطني هشام الشعيني وسيد المنوفي علي مقعد العمال بدائرة الرئيسية نتيجة التنافس علي تحية عروسين في حفل زفاف بقرية «القصر» والتي أعادت الي الاذهان أحداث انتخابات 1995 التي راح ضيحتها نجل الاعلامي فهمي عمر ونجل شقيقه . وفي تحقيقنا للواقعة قال شريف عبد الباقي موظف من قرية الصياد وأحد شهود العيان - ان الله وحده أنقذ القرية من مذبحة شرسة حيث اطلقت مئات الطلقات في دقائق معدودة وكان يمكن أن يرتفع أعداد الضحايا لرقم أكبر . وأشار أحمد حسن - مدرس من قرية القناوية وشاهد عيان إلي أن الحادث بمثابة انذار مبكر لجميع الأجهزة المشرفة علي الانتخابات فلا يعقل أن يتحول حفل زفاف الي مأتم فور التنافس علي تحية العروسين وأهلهما. ومن جهته طالب سيد المنوفي مرشح الوطني علي مقعد العمال بعمل حملات أمنية مكثفة علي جميع قري دائرة الرئيسية لضبط الأسلحة غير المرخصة وخاصة الأسلحة الآلية بعدما ظهرت كثافة الاسلحة واطلاق النار في حفل الزفاف الذي راح ضحيته شخص بريء وأصيب آخر لايزال يصارع الموت . وأشار الي ضرورة تأمين وعمل حراسة مشددة علي المنازل التي تقع حول مقار اللجان الانتخابية لاعتزام بعض البلطجية التأثير علي أعمال اللجان وتسويدها أو اغلاقها، مضيفاً ان هناك من أراد بهذا الحادث أن يوجه رسالة وإنذارًا للمنافسين والناخين بأن المقعد محجوز لشخص محدد والدفاع عنه سيكون بالموت. وعلق هشام الشعيني المرشح الاخر للحزب علي نفس المقعد الذي اتهم أبناء عمه في ارتكاب هذا الحادث قائلا ان الحادث كشف له عن سوء نية المنافسية ففور وقوع الحادث انتشرت الشائعات في جميع أنحاء الدائرة بأنه مرتكب الجريمة واستغلوا وجوده لتهنئة أهل العروسين لتوجيه هذا الاتهام القاسي. وأضاف الشعيني: ان اطلاق الاعيرة النارية في حفلات الزفاف عادة صعيدية وسبق أن حدث في أكثر من مكان سقوط قتلي علي يد أقاربهم بالخطأ أثناء اطلاق النار قي المناسبات ولكن الحرب الانتخابية حولت الحادث الي قضية رأي عام . وكان أمن قنا قد القي القبض علي كل من مرتضي سعد الدين عبد النبي وشهرته مرتضي الشعيني 48 سنة مزارع ونوفل جمال جاد الرب وشهرته نوفل الشعيني 35 سنة مزارع وبحوزتهما بندقية آلية بتهمة ارتكابهما الحادث ، وبدأت نيابة نجع حمادي بإشراف مصطفي الأزرق مدير النيابة التحقيق مع المتهمين . وأنكر المتهم الأول ارتكاب الحادث أو حمل اسلحة وقال انه كان موجوداً في حفل الزفاف بقرية القصر وقام عدد كبير من المدعوين باطلاق اعيرة نارية ابتهاجاً بالزفاف وعلم أثناء وجوده في الحفل بإصابة شخصين لايعرفهما بطلقات نارية ونقلهما للمستشفي نافياً أن يكون بينه وبين المجني عليهما أية علاقة او خلافات. وتشهد هذه الدائرة أشرس المعارك الانتخابية التي تشهدها قنا علي مقعدي الفئات والعمال بالدائرة السادسة "الرئيسية " أو كما يحلو للبعض بتسميتها دائرة " الدم والنار " نظرا لسقوط عدد من القتلي شهداءً للمعارك الانتخابية، والتي كان آخرها ما جري قبل يومين بسقوط قتيلين أثناء معركة بالرصاص خلال أحد الافراح بقرية القصرالتابعة لنفس الدائرة بين أنصار مرشحي مقعد العمال ، إذ تشهد الدائرة صراعا محموما بين الاشقاء وابناء العمومة المنتمين لنفس القبيلة التي ينتهي نسبها الي شيخ العرب همام . المنافسة محتدمة بين ابناء الوطني من جانب والمستقلين من جانب آخر ، حيث يدفع الوطني بكل من العميد طارق رسلان الذي قدم استقالته من الداخلية قبيل بدء الانتخابات مباشرة ، والنائب السابق للحزب عمر الطاهر وهو لواء سابق بالداخلية أيضا، بجانب كونه ابن عم المرشح الاول .. بينما يتنافس من المستقلين الشقيقان العميد السابق خالد خلف الله واللواء ناصر خلف الله وهما أولاد خال المرشح الثاني، أي أن الصراع علي مقعد الفئات يجري داخل نفس العائلة " الهمامية " . وبالنظر إلي أوضاع المرشحين يأتي مرشحا الوطني كأصحاب الفرص الاقوي في اقتناص المقعد ، فرسلان يستثمر السنوات الماضية في تقديم عدد من الخدمات للدائرة ، وابناء قبيلته لدعمه بمنزل "آل عبد الحافظ " بقرية الشاورية الذي حضره رموز العائلة الهمامية لاضعاف موقف منافسيه، وكان ذلك عقب إعلان خالد خلف الله ترشحه للانتخابات ، خاصة أنه كان من بين من استشارهم رسلان قبل إعلان ترشحه ، إلا أنه فضل خوض المعركة بعد خروجه علي المعاش من الداخلية . أما عمر الطاهر فيراهن علي تاريخه طوال السنوات التي قضاها كنائب للدائرة ، وهي نفس النقطة التي يأخذها عليه منافسوه ، حيث يتهمة ابناء الدائرة بأنه لم يقدم شيئا لهم. فيما يتنافس الشقيقان ناصر وخالد اللذان تسببا في تقسيم أصوات مؤيديهم من العائلة فالاول يعتنق أفكار عبد الناصر ، رغم عدم انتمائه للحزب الناصري مستغلاً اغاني الثورة كما أنه وضع شاشات عرض علي السيارات لعرض صوره الشخصية بجانب صور أخري للرئيس عبد الناصر. واعتمد شقيقه خالد علي كتلته التصويتية من قرية " هوه " لكنه يعتمد في نفس الوقت علي عدد من انصاره من ابناء محافظة سوهاج ممن ارتبط بهم خلال فترة وجوده بالداخلية كضابط بالمحافظة ، غير أن منافسة كليهما للآخر تضعف فرصهما ، اللافت في الامر هو التحالف المعلن بينه- أي خالد - وبين مرشح الوطني علي مقعد العمال المقدم السابق بالداخلية هشام الشعيني والنائب السابق للوطني وهو ما يضعف موقفه بعد أن فضل التحالف مع المستقلين بدلا من ابناء حزبه ، بينما يتنافس سيد المنوفي والملقب ب " ملك القصب " مرشح الوطني علي مقعد العمال أيضا والذي يتمتع بفرص قويه لارتباطه بعلاقات واسعة مع ابناء الدائرة من خلال مشروعاته الخاصة .