توجه ملايين الناخبين الفرنسيين صباح اليوم إلى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس جديد للبلاد, في ثاني مرحلة من الانتخابات الرئاسية التي يتنافس بها مرشح حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية نيكولا ساركوزي ومرشحة الحزب الاشتراكي سيغولين رويال. وفتحت مراكز الاقتراع البالغ عددها حوالي 64 ألفا في فرنسا الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي فيما صوت نحو مليون فرنسي في الخارج منذ أمس لفارق التوقيت. ونشرت السلطات الفرنسية – بحسب الجزيرة- قوات الشرطة لتعزيز الأمن, فيما نفت وجود ما يدعو للقلق خلال التصويت أو عقب الإعلان عن النتيجة المقرر إعلانها مساء اليوم . ويرى مراقبون أن هذه الانتخابات قد تمثل تحولا تاريخيا في فرنسا، فالمرشحان الرئيسيان يمثلان ما يمكن وصفه بجيل القادة الجدد الذي يطرح برامج تعتبر في معظمها قطيعة مع سياسات الماضي. وتبقى رويال في النهاية بحاجة لتسونامي سياسي حسب المحليين خلال عمليات الاقتراع لتصبح أول امرأة ترأس فرنسا، فآخر استطلاعات الرأي أظهرت تفوق ساركوزي بفارق 10 نقاط حيث أفاد كثيرا من تقدمه في المرحلة الأولى وأيضا من أدائه في المناظرة مع منافسته أما المرشحة الاشتراكية فقد تخلت عن تحفظها وهاجمت بشدة منافسها اليميني، في محاولة لكسب أصوات ناخبي الوسط الذين يقول المحللون إن بأيديهم مفتاح الفوز في انتخابات اليوم. وتريد رويال الحفاظ على نظام الرفاه الاجتماعي الفرنسي, وخلق وظائف جديدة, وتعد بإصلاحات تحت شعار "التغيير بدون وحشية" على حد تعبيرها. ويقول محللون إن أي هزيمة جديدة للاشتراكيين الذين لم يتولوا الرئاسة منذ تقاعد فرانسوا ميتران عام 1995 قد تثير أزمة داخل الحزب الذي لم يمر بالإصلاحات الجذرية التي شهدتها الأحزاب اليسارية. أما ساركوزي فقد قدم نفسه أثناء حملته الانتخابية على أنه نصير ما وصفه بالأغلبية الصامتة من الشعب الفرنسي الذين يعملون كثيرا، ووعد بتغييرات تعزز نمو الاقتصاد الفرنسي وتكافح البطالة. كما طرح في حملته مواضيع تعتبر تقليديا من اختصاص أقصى اليمين مثل اقتراحه استحداث "وزارة للهجرة والهوية الوطنية". وقد بلغت حملته ذورتها بتوجيه انتقادات صريحة لمنافسته قال فيها إن لهجتها "شبه الحربية تتنافي مع القواعد الأساسية للديمقراطية". جاء ذلك ردا على تحذير المرشحة الاشتراكية للناخبين من أن ساركوزي قد يمثل خيارا خطيرا، حيث لم تستبعد تكرار أحداث العنف بالضواحي الباريسية إذا تم انتخابه.