دعت جماعة باكستانية جديدة إلى تطبيق الشريعة الإسلامية في المناطق العشائرية المجاورة للحدود الأفغانية. وأعلن مسئولون حكوميون وشهود عيان، أنّ المئات من عناصر جماعة باكستانية جديدة تُطلق على نفسها اسم "المجاهدين" حطّموا اليوم السبت، أجهزة التسجيل في السيارات والهواتف المحمولة التي تحمل كاميرا تصوير وأمروا رجال القبائل بإعفاء لحاهم في المنطقة العشائرية المجاورة لأفغانستان. وقال شهود العيان: إنّ حوالي 300 رجل ملتحٍ مسلّح استولوا على العشرات من أجهزة التسجيل في السيارات، واختطفوا هواتف محمولة بها آلات تصوير، وتم تدمير كل ذلك في قلب سوقين رئيسين قرب بلدة "خار"، التي تعتبر البلدة الرئيسة في منطقة "باجور" العشائرية القريبة من الحدود الأفغانية. وبحسب مراسل وكالة "فرانس برس" الذي تَواجَدَ في المنطقة؛ فقد أكّدت المجموعة التي تدعو نفسها "المجاهدين" أنّ الموسيقى والصور أمران محرَّمان بموجب الشريعة الإسلامية، كما حذّر الأشخاص ال 300 رجال القبائل من مغبة عدم إطلاق لحاهم، وأن كل من سيحلق لحيته سيواجَهُ بعقوبةٍ صارمة. كما وعظ الرجال المسلحون من هذه الجماعة أصحاب الحوانيت في المنطقة بضرورة التوقف عن أي نشاط تجاري به شبهة مخالفة الشريعة الإسلامية. وكان مسلّحون إسلاميون قد استهدفوا محلات لبيع الموسيقى بعبوات متفجّرة، في منطقة شمال غرب باكستان؛ ما أسفر عن وقوع أضرار كبيرة في هذه الأماكن. وذكر مصدرٌ أمني كبيرٌ أنّ المحلات تعرضت لانفجارات ناجمة عن قنابل استُخدمت فيها مواد محلية الصُنع، مشيرًا إلى أنّ المحلات كانت تبيع المواد الموسيقية في ثلاثة أسواق ببلدة "تشارسادا" في المحافظة الحدودية الشمالية الغربية المتاخمة لأفغانستان. وتحدّث تجارٌ في هذه الأسواق عن أنّ أصحاب تلك المحلات تلقّوا رسائل منسوبة لحركة "طالبان" الباكستانية المحلية الأسبوع الماضي؛ تطالبهم بالتوقف عن بيع المواد الموسيقية لأنّ هذه المواد لا تتناسب مع تعاليم الإسلام.