أعلنت حركة طالبان الباكستانية يوم الخميس أن نجاح اتفاقية السلام المبرمة مع الحكومة الباكستانية الائتلافية في المنطقة الشمالية الغربية تعتمد بشكل أساسي على التطبيق الكامل للشريعة الإسلامية في المنطقة. وأنهت اتفاقية السلام التي وقعت يوم الأربعاء أشهرًا من المواجهات الدامية بين القوات الحكومية الباكستانية والإسلاميين الموالين لعالم الدين الباكستاني مولانا فضل الله، والذي أطلق حملة لتطبيق الشريعة الإسلامية في وادي سوات. وبموجب الاتفاق فقد وافقت الحكومة الباكستانية على سحب قواتها العسكرية بصورة تدريجية وبدء تطبيق الشريعة الإسلامية مقابل أن يوقف الإسلاميون هجماتهم ويبدأوا في تسليم أسلحتهم. وأخبر مسلم خان الناطق بلسان طالبان الباكستانية، وكالة فرانس برس: "وافقنا على التخلي عن الكفاح المسلّح لأن الحكومة وافقت على التطبيق الكامل لنصوص الشريعة الإسلامية". وقال خان من خلال مكالمة هاتفية من موقع مجهول: "نحن سعداء بشأن هذه الاتفاقية، لكن النجاح المأمول يعتمد أساسًا على صدق الحكومة وجديتها في مسألة تطبيق نصوص الشريعة الإسلامية". الجدير بالذكر أن حكومة باكستانالجديدة بدأت المفاوضات مع الإسلاميين في وادي سوات بصورة منفصلة عن مفاوضات أخرى مع الإسلاميين في المناطق العشائرية المتاخمة للحدود مع أفغانستان. سكان وادي سوات متفائلون بشأن اتفاقية السلام وفي السياق نفسه وفي متابعة ردود أفعال السكان المحليين بعد إبرام اتفاق السلام في سوات قال أحد أصحاب الدكاكين في بلدة مينجورا كبرى بلدات وادي سوات: "نشكر الله عز وجل على أننا سنتمكن أخيرًا من العيش في مناخ السلام والاستقرار، ونستأنف حياتنا الطبيعية". وصرح أحد كبار مسئولي الحكومة في المحافظة الحدودية الشمالية الغربية إن المحاكم الوضعية ستظل كما هي وستمارس عملها، ولكن بالتنسيق مع المحاكم الشرعية، وسيكون من حق المواطنين أن يختاروا إما الاحتكام إلى هذا القانو أو إلى الشريعة الإسلامي.