حذر وزير الخارجية البريطاني "ديفيد ميلبيند" باكستانوأفغانستان من أن العالم الغربي سيعتبر الديمقراطية غير متحققة في نظاميهما السياسيين لو حدث أدنى تخلٍ عن الدور الذي تمارسه البلدان في الجبهة العالمية ضد ما يسمى "الإرهاب"!! وبدأت الولاياتالمتحدة في تعزيز تحالفها الدولي ضد التنظيمات الإسلامية تحت ستار "محاربة الإرهاب" في السنوات الأخيرة، واعتبرت كل دولة لا تقدم التأييد الكامل لها في هذا المجال بأنها غير ديمقراطية أو دولة مارقة، لكن جماعات حقوق الإنسان أكدت أن هذه الحرب على الإرهاب كانت في حقيقتها سلسلة من الانتهاكات للحريات والحقوق الفردية وتغييب للمعنى الحقيقي للديمقراطية. وخلال زيارته للعاصمة الأمريكيةواشنطن قال وزير الخارجية البريطاني إن باكستانوأفغانستان عليهما فورًا أن تنهيا كل أشكال الاتهامات المتبادلة بينهما فيما يتعلق بالهجمات التي تقع داخل كل دولة منهما وعلى طول حدودهما، وطالبهما بوضع أجندة مصالح مشتركة والتنسيق في مواجهة ما أسماه "الإرهاب". وجاء هذا الإنذار بعد اتفاق سلام وقعته الحكومة الباكستانية الائتلافية مع حركة طالبان الباكستانية في وادي سوات المتوتر لإنهاء المصادمات الدامية التي أسقطت عشرات الأبرياء، ونص الاتفاق على البدء في تطبيق الشريعة الإسلامية في المنطقة. الربط الغربي بين الإرهاب وتطبيق الشريعة الإسلامية وبعد أن بدأ أهالي وادي سوات يبتهجون بقرب تطبيق نصوص الشريعة الإسلامية، قال وزير الخارجية البريطاني: "إذا استمر التهديد الإرهابي، وظل الإرهابيون يتجولون ذهابًا وإيابًا عبر حدود باكستانوأفغانستان فإن الديمقراطية في كلا البلدين ستنهار ولا تكون أمامها فرصة للنجاح". وخلال كلمة له في منتدى مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية الذي مقره واشنطن، قال ميلبيند: "من الضروري أن تكون هناك إستراتيجية مشتركة للتصدي للإرهاب، ونؤكد على حاجة أفغانستانوباكستان إلى أساليب ديمقراطية وفعالة، وليس فقط إجراء انتخابات نزيهة". وفي اعتراف واضح قال وزير الخارجية البريطاني: "جهود المصالحة الحكومية في هذين البلدين إن كانت تعني مد اليد إلى أناس نحن نرى فيهم خطورة فهذا يمكن أن يقضي على الديمقراطية، ولنا كامل الحق، ومن واجبنا إن وجدنا حكومة باكستان أو أفغانستان تتصرف بطريقة تعرض قواتنا في المنطقة ورعايانا للخطر العظيم أن نتدخل".