الشعب المصري صنع أعظم الملاحم في تاريخه ، وعَبَر حقبة الظلم والاستبداد والطغيان وتنفس نسيم الحرية ، وعبَّر عن إرادته في التغيير والذي هو من سنن الله في الأرض أنه لا شيء يدوم ، لقد نزل الناس إلى اللجان لاختيار رئيس الجمهورية في أول سابقة من نوعها منذ عصر الفراعين حتى يومنا هذا ، لما أنشئت الجمهورية الأولى عقب النظام الملكي (شبه الديمقراطي) والذي كانت تتداول فيه السلطة عن طريق الأحزاب السياسية في مصر مع أن الشعب لم يلمس ذلك حقيقة في حياته إلا أنه ظن أن الجمهورية التي أنشأها الانقلاب العسكري سوف تعطيه كل حقوقه السياسية ، لكن سرعان ما اكتشف أن كل شيء كما هو لابد للرئيس أن يكون مثل الملك لا رحيل إلا بالموت ولا صوت يؤثر في بقاء الرئيس أو عدمه لكنه صبر ستون عاما حتى آتاه الفرج وجاءت ثورة يناير المباركة التي جعلته يشعر أنه لابد له من أن يختار ولو لمرة في حياته ، هذا الصوت أصبح له قيمة عنده ، هذا الصوت الذي كان يعلم أنه لا تأثير له، الشعب المصري صنع تاريخ المنطقة العربية من جديد ، ولسوف يتعلم العرب لعقود قادمة من التجربة المصرية ، والتي كللها الله بالنجاح حتى الآن ، ونسأل الله من فضله أن يتمها علينا وأن يؤدي الذي أئتمن أمانته وليتق الله ربه في هذا الشأن ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "إذا ضُيِعَت الأمانة فأنتظر الساعة " اللهم هيأ لمن حمل الأمانة أن يؤديها. لقد تم تسليم السلطة للمجلس العسكري بعد التنحي من المخلوع الذي قهر الشعب وظلمه وأخذ حقوقه وسلبه أصواته وإرادته واليوم يوم الوفاء والبر ، اليوم رد الأمانة التي تحملها المجلس العسكري ، وقد اجتهد في الحفاظ عليها ، ووعد بأن تتم المرحلة الإنتقالية الصعبة دون طمع منه في السلطة ، فاليوم وبعد هذه الإنتخابات الغير مسبوقة في تاريخ المنطقة يجب على المجلس العسكري أن يسلم السلطة في الموعد ، وأن يؤدي الأمانة التي هى ملك الشعب الذي هو جزء منه ، وأن الشعب لن ينسى هذا الجميل وسوف يحفظ العهد لجيشه الذي حمى ثورته وساعد وحفظ الإنتخابات النيابية والرئاسية والتي نأمل أن تفرز لنا رئيساً يستحق أن يكون رئيس الثورة وأن هذه الثورة جاءت بلا قائد ، وها هو الشعب يختار القائد ، الشعب المصري لم ولن يخون أحد أو يغدر بأحد كما يزعم الإعلام الكاذب ، فليس ذلك من شيمته ولا من أخلاقه التي تربى عليها والتي من أهم سماتها العفو الإعتراف بالفضل ، اليوم يوم الوفاء والبر فلا ننسى فيه الذين ضحوا بدمائهم وأموالهم وأعراضهم في سبيل الحرية وفي سبيل إعلاء كلمة الحق ، وعلينا نحن الشعب أن نختار من نرتضيه لديننا ودنيانا أيما يكون من سوف نختار فلن يكون مثل سالفه لن تعود عقارب الساعة للخلف لا مكان للطواغيت لا مكان للظالمين وأعوان الظالمين. الشعب المصري دَيِن وسوف يختار من يساعده على دينه ودنياه ، الشعب المصري يعرف ماذا يريد وقد بلغ سن الرشد ورفعت عنه الوصايه ونزعت عنه الإغلال التي كانت في عنقه وإن حاول الإعلام الكاذب أن يعود به إلى ما قبل الثورة وأن يوهمه أنه لن يصلح لهذه البلاد إلا سياسي قديم أو محارب قديم لانه لن يستطيع أن يوفر لك الأمن ولا الخبز إلا أحد الرجلين ، لكننا يجب أن نثق في اختيار الشعب حتى وإن جاء عكس توقعاتنا لأن هذه النتيجة سوف تكون اختيار أغلب المصريين على اختلاف أفكارهم و حاجاتهم ، وقد خرجوا لإنتخابات نزيهة ونظيفة شهد لها الجميع حتى الآن وما هي إلا ساعات وتعلن النتيجة التي ينتظرها العالم لتعطي مدلولات خاصة للجميع ليراجع حساباته وما قدمه للشعب في الأشهر الماضية ومدى قدرة وتأثير الإعلام على الشعب . سلاماً وتحية لكل مصري ومصرية عاش وتربي في هذا الوطن وضحى من أجله . اللهم هيئ لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويزل فيه أهل معصيتك ويأمر فيه بالمعروف وينهي فيه عن المنكر . [email protected] الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة