اليوم هو الأول من نوعه حيث ساد الهدوء حول مبنى وزارة الداخلية منذ أحداث بورسعيد التي أتت على البلاد بفاجعةٍ موت 75 شاباً من شباب مصر هؤلاء لو كانوا في مجتمع آخر لقامت لهم الدنيا ولم تقعد ، ولكن لأننا هنَّا على أنفسنا فأصبحنا لا نعبأ بموت أحد ، وحتى إذا تحركنا لذلك يكون منا الموت مرة أخرى وها هو الدليل حول وزارة الداخلية و مديريات الأمن ، هل نحتاج إلى مزيد من القتل لكي نثبت للعالم أننا نثور وهل الثورة تعني الموت من أجل الموت أم الثورة أمل لشعوب ماتت تحت القهر ، إن الثورة لا تعني تدمير مراكز الدولة والمنشآت العامة التي هي ملك للشعب ، لقد تابعنا جمعياً الأحداث وثبت فيها كثيراً من التخاذل الأمني والذي هو من نتيجة الثورة لأن الأمن صار مضطهداً من الشعب فوقف الأمن مكتوف الأيدي أمام ثورة الشباب على أنفسهم داخل الإستاد فقلتوا بعضهم دون تدخل أمني ، ولكن أين هى قيم وأخلاق المجتمع المصري الإسلامي ؟ أإلى هذا الحد وصل بنا التدهور الأخلاقي أن يقتل الأخ أخوه بدم بارد وذلك من أجل ماذا ؟ "لا شيء" سواء أكانت كرة قدم أو مال أو ثأر كروي المهم أنه لا شيء ، ثم الجميع يلقي التهمة على الجهات الأمنية والأيدي الخفية والجهات الأجنبية ونسينا أن ضياع الدين وقلة الأخلاق هي السبب . إن الأزمة الحقيقية أزمة أخلاق عند الشعب المصري و أزمة دين عند الجميع وأننا لا نصلح للحرية وأن تأثير العبودية للسلطة واضح فينا وأننا نحب أن نُحكم بالحديد والنار وهاهو ما حدث من قتل الشباب في بورسعيد على يد إخوانهم بني جلدتهم بني وطنهم في مبارة المفروض أنها ترفيهية ويتمتعوا فيها بالحرية .. أليست هذه هي أزمة الأخلاق وأزمة الدين . إن الشعب الذي عُرف عنه التسامح لا يجب عليه الإنتقام والشعب الثائر لابد أن يحافظ على ثورته نظيفة طاهرة لا تلوث بدماء الأبرياء ، الكل يريد للثورة أن تفشل والله يُجري الأمور بمقادير من عنده والله لا يغيرُ ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ، إن مصر تحتاج إلى الأمن والأمان والإستقرار وتحتاج لمواصلة نقل السلطة سلمياً من قِبل العسكري إلى المدنيين ولكن بطريقة مشروعة لا بطريقة الغوغاء التي تفسد أكثر ما تصلح ، وأن الداخلية يجب أن تعود بأخلاق غير أخلاق الماضي وبهيبة بلا ظلم وهيئة بلا استكبار ، وعلى مجلس الشعب المنتخب بإنتخابات نزيهة والمؤيد من الثوار الحقيقيين أن يعطيها صلاحيات للدفاع عن نفسها فهي الآن بين نارين إما أن تحافظ على نفسها بقتل المهاجمين أو أن تسكت فيتم العبث بها . إن تهديد الأمن الوطني والسلم الإجتماعي قد شغل عقل المصريين وأدى إنحراف سلوك من يدَّعون الثورة إلى شغل البرلمان عن المسئولية المخولة له من مناقشة المرحلة الإنتقالية والوضع الإقتصادي إلى مناقشة الحوادث الطارئة ، وأدى الوضع العام في البلاد من التخوين وعدم الثقة في الآخرين حتى ظهر ذلك داخل المجلس وظهر جليا في طريقة التعامل بين الأعضاء ورئيس المجلس وإحساس الكل بأنه مظلوم وأنه لم يأخذ دوره في الكلمة وحتى الذي تكلم شعر أنه انتقص منه ، الكل يجب أن يشعر بالمسئولية تجاة الوطن وبخطورة المرحلة وينتبه إلى المخطط الذي تحركه الفضائيات من حولنا هذه الفضائيات التي لا رقابة عليها والتي يجب أن تُحاكم على معاداتها للثورة لأنها تضع الُسم في السعل بلا رقيب ولا حسيب حتى سمعنا من "يَسُب الدين" على إحدى تلك القنوات ويتلفظ بألفاظ بذيئة يعاقب عليها ثم تدعي أنها تدعم الثورة وأنها تقف بجانب الثوار لكن الحقيقة أنها تهدف إلى "الشو الإعلامي" على حساب دماء الناس وعلى حساب مصلحة الوطن بل وهى تُحرك من عملاء الداخل وأصابع الخارج ، ومن العجب أنه عندما تم مناقشة تقرير ما حدث حول وزارة الداخلية تم إلقاء التهمة كاملة على كاهل الداخلية ووزيرها وهي التي لا تملك القوة الفاعلة بعد الثورة لأنها في مرحلة نقاهة والشعب ثائر بطبعه ولا يرضيه شيئاً ، وأثناء الجلسة لفت نظر الجميع "أذان" ممدوح اسماعيل لصلاة العصر والذي تعامل بعفوية اسلامية نابعة من دينه وغيرته على مواعيد الصلاة ، وإن كان أخطا من وجهة نظر رئيس المجلس فإن الكتاتني يُلام على مقاطعة الأذان و الإصرار على ذلك متمسكاً بلائحة المجلس وقانونه وكأنها دستور فوق كلمة التوحيد ، إن الأذان شعيرة دينية إسلامية لها قدسية واحترام فله اللوم لكن بعد أن ينتهي من الآذان ، أما أن نقدس قانون المجلس ولا نقدس ديننا فلا خير ولا صلاح لنا ، ثم بعد ذلك يستشهد برأي السيد عسكر وكأنه الفقيه الوحيد في المجلس ، ونسي أن أغلب النواب هم فقهاء ، وأن ما فعله ممدوح اسماعيل للتنبيه والتذكرة وليس لفرض شيء آخر على أحد أو شو إعلامي كما ظن البعض ، يجب أن نتخلى عن إرث الماضي العلماني البغيض ، يا دكتور كتاتني أنت رجل صالح لكن ليس هكذا تورد الإبل تعامل مع إخوانك بشيء من سعة الصدر ولا يغلبك منصبك فيضيع ما تقوم به من عمل هو لوجه الله ، إن مصلحة الوطن هي في أن يعود إلى ربه و إلى دينه الجميع في المجلس يدركون أهمية الشعائر لأنها هي الدين ، وكان الواجب عليك أن تعطل الجلسة للصلاة فلم لم تفعل وتكون سنة لك أجرها إلى يوم القيامة وتعتبرها استراحة من الإستراحات داخل المجلس ، وليس الكل مسافراً كما تكلم عن نفسه السيد عسكر وهناك من هم ليس في حقهم سفر وإن الجمع بين الصلوات الذي ذكره السيد عسكر ليس على إطلاقه وليس عاماً يعمل به في كل وقت وإنما نعود إلى الأصل والذي هو الصلاة على وقتها والتنبيه بالآذان أصل لا يغفل ، و لابد أن ننتبه أن الأمة تتغير وأنها يجب أن تتخلص من أغلال الماضي البغيض ، ونعيب على أعضاء المجلس الإسلاميين الذين آمنوا بتطبيق الشريعة الإسلامية أن يدركوا الأمر بسرعة ويقوموا إلى الصلاة ليعطوا للناس درساً عملياً في كيفية الإنصياع إلى أوامر الله والإستحابة حتى ولو معنا الرخصة ، اللهم هيأ لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويذل فيه أهل معصيتك ويأمر فيه بالمعروف وينهي فيه عن المنكر . E-mail:[email protected] ------------------------------------------------------------------------ التعليقات مسلمة الأربعاء, 08 فبراير 2012 - 06:45 am اين كنت اين كنت يا اخى العزيز حينما كان حسنى مبارك وعصابتة يعيس فسادا لم نسمع لك صوتا انت وامثاللك ممن يعلموننا ديننا اليو م انت حتى تصم عينك وادنك الان عنالحقيقة وتدعى ان مجزرة بورسعيد مجرد ان جمهور يقتل بعضة وهولاننا بعدنا عن ديننا متجاهلا ان الدى حدث لشبابنا فى بورسعيد نتيجة انهم قالوا قولة حق فى وجة سلطان جائر وهو المجلس العسكرى وهو يمارس نفس فساد المخلوع لانة جزء منة ولكنكم ايها الافاضل لا تستطيعون قول دلك لانكم جبناء والمسلم الحقيقى لا يكون جبانا ولدلك يجب ان تعلما لانفسكم الدين قبل ان تعلموة لنل أحمد الخميس, 09 فبراير 2012 - 07:37 am اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا ! إذا تكلم الجهل فقل على الدنيا السلام ؛ وإذا نطق الرويبضة والإمعة فقد هانت الدنيا وضاع الحق !\r\nإن المدعو ممدوح اسماعيل أخطأ في حق الله وفي حق رسول الله وفي حق الإسلام وفي حق مصر .. قل لي كيف أخطأ أقل لك كيف :\r\n1- في حق الله :بالإفتئات على الله وعدم الإلتزام بما أمر به ( إن الله يأمر بالعدل والإحسان....وينهى عن المنكر والبغي ) وما أتاه المذكو هو شئ منكر ( حاشا لله أن يكون الأذان منكرا ولكن الفعل ذاته هو المنكر ) واكاد أجزم أنه لم يكن على وضوء .. ولكنها المنظرة وحب الظهور .. كما أن الصلاة والأذان لها أماكن حددها الله ( بيوت أذن الله فيها أن يذكر فيها اسمه ) .. أما وإن نؤذن في أي مكان فتعالوا نقلبها فوضى ونؤذن في الأتوبيسات وفي المكاتب والشوارع وأي حته بقى ماهي هيصة .\r\n2- في حق رسول الله : بأن لم يأخذ ما قام به رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما أتاكم الرسول فخذوه.. ) وقد أبان الشيخ عسكر ذلك . كم أن الرسول وسائر المسلمين معه كان يؤدي الصلاة في الحرب بأن يقسم الجند جماعات يصلي بعضوم ويؤدي الآخرون واجبهم .. وافهم انت ياذا الوجه القبيح .\r\n( يتبع ) المتر عادل بيومى الأحد, 12 فبراير 2012 - 08:16 pm أدب الحوار وابداء الرأى ياخسارة على التعليقات وماشابها من سوء كنا نتمنى ان تكون فى اصل الموضوع بدون تجريح لأحد لأن كل كلمة لديها رقيب عتيد فأحذروا زلفة اللسان ولكم فى لرسول الله أسوة حسنة قال تعالى " وانك لعلى خلق عظيم "